كاتب سعودي
هذا ما تم خلال الأسبوع المنصرم، فقد تم بيع الدوري الإنجليزي الممتاز بسعر 29,3 مليار ريال ” 7,837 مليارات دولار “لمدة ثلاث سنوات، أي السنة ستكون بقيمة 9,7 مليارات ريال. وسوف يحصل أقل ناد إنجليزي على ما يقارب 106 ملايين جنيه إسترليني أي ما يقارب 614,8 مليون ريال سنويا، وعدد المباريات المباعة 380 مباراة لمدة 3 سنوات، أي سنويا ما يقارب 126 مباراة، بذلك تصبح قيمة المباراة الواحدة 77 مليون ريال تقريبا كمتوسط، بغض النظر عن مباريات كلاسيكو أو ديربي أو أندية قاع بل هذا كمتوسط. بذلك يصبح الدوري الإنجليزي أغلى دوري بالعالم، وهذا لا يعني أنه الأفضل كمستوى ونتائج على المستوى الأوروبي للأندية أو المنتخب بل متراجع كثيرا مقارنة بالألماني والأسباني والإيطالي، ولكن الميزة الأساسية للدوري الإنجليزي والتي أوصلته لهذه القيمة “الجبارة” مقارنة بدوريات أوروبية أفضل منه كثيرا هو “التسويق والاحترافية والمكانة والثقل الإنجليزي بكل تفاصيلها”، هذه القيمة المالية الكبيرة التي تم التوقيع لها، تمثل فقط “قيمة النقل التلفزيوني” فقط لا غير، فهناك مداخيل أخرى ستضاف “الحضور الجماهيري – المنتجات – وغيرها من الأعمال التجارية” وهذا يعني دخلاً إضافياً، وهذا يعزز قوة المداخيل المالية للأندية، مما يعني أن “فورة وثورة” ستحصل بالدوري الإنجليزي بدءاً من العقد الجديد.
من كل هذه الأرقام لنا أن نقدر حجم “صناعة الرياضة” كتطوير، كدخل، كتسويق، وبما ينعكس على الاقتصاد الوطني الإنجليزي كما في حالتنا اليوم، وهذا يعزز أهمية أن الرياضة لا تتطور بدون المال، وهي ليست كل شيء على أي حال، فالتطوير يأتي بمال وإدارة وأنظمة واحتراف ومتخصصين وصرف واستثمار، وهذا ما يجب أن ندركه، الرياضة أصبحت صناعة واضحة وحقيقية، وهذا ما يجب أن نؤمن به بعيداً عن الاعتماد على “قدرات وإمكانيات” أشخاص تتوقف الأندية عليها، وهذا ما يصعب “القدرة” على تطوير الأندية وبالتالي الرياضة، وهم على أي حال مجتهدون ويدفعون مشكورين من أموالهم أو من بعض الرعايات أو غيرها، ويجب أن نطور ونعمل على “البنية التحتية” وهي ليست ملاعب وأسمنتاً وحديداً، بل وجود الأنظمة والقوانين والمتخصصين والاستراتيجيات وغيره، والعمل يجب أن يبنى على أساس عقد وعقدين من الزمن على الأقل، فلا اهداف قصيرة وموقتة فهي مضرة لا شك. لنا ان نقوم بالكثير جدا، والجمهور هو “السر” لهذه القدرات والنجاح وهو ما نملكه ببلادنا “الجمهور” الشغوف بالرياضة، ولكن كل هذا لا يكفي ما لم، نؤسس لكل شيء لكي تبدأ مسيرة النجاح.
المصدر: الرياض أون لاين
http://www.alriyadh.com/1022852