مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الحياة مليئة بالقصص والحكايات والنماذج، وحيثما كان باب موصد أو شباك مغلق فإن هناك أحداث حكاية تجري خلفهما، جذر الحكايات رجل وامرأة، وبينهما تفاصيل حياة، ووعود كثيرة، وأمنيات وإحباطات، وخيانات.
وأخطاء كثيرة، وقلوب ممتلئة بالمسرات، وأخرى مثخنة بالأوجاع، وكما يخطئ الرجل تخطئ المرأة، وأحياناً يعود الشقاء في الحياة الزوجية إلى خيارات خاطئة، وحسابات غير دقيقة، لكن الأسرة والعائلة والسعادة كلها تدفع الثمن غالباً وغالياً. تالياً حكاية أربعة رجال أصدقاء، لكل واحد منهم حكاية، وخاصة مع المرأة.
الأول طبيب أسنان، كان يحلم دائماً بأن يعيش في الريف أو في ضواحي المدينة.. لم يكن يحب المدن الكبيرة أو الحياة الصاخبة واللاإنسانية، كما يصفها، بينما نقطة ضعف زوجته هي حياة المدينة ورفاهيتها وسهراتها ونميمتها، مع أنه أقنعها مراراً بأن النميمة متوافرة في كل مكان، يجتمع فيه ثلاثة أشخاص، ظلت توبخه على تواضع أحلامه، حتى أصبحت الحياة بينهما لا تطاق، وصار يعتقد بأنها ستقتله وهو نائم لكثرة ما تهدده! فكان لا بد من الهروب منها إلى أحد أصدقائه!
هناك فوجئ بآخر قد سبقه إلى بيت ذلك الصديق، وهو صديق مشترك للاثنين معاً منذ أيام الدراسة، كان هو الآخر هارباً من بيت الزوجية، ليس لأن زوجته تنغص عليه حياته، بل على العكس تماماً، فهو الذي كان يزرع قلبها بالأسى في كل ليلة يعود فيها متأخراً، ورائحة عطور نسائية تفوح منه دون أي إحساس بالذنب.
هو اعتاد خياناته، وهي ظلت تعرف بها، لكنها لم تصارحه بالأمر، أملاً في أن حبيب العمر سوف يندم ذات يوم حين يلمح الشقاء في عينيها، ويستشعر خطر الفجوة، التي صارت تتسع بينهما، لكن الزوج الحبيب لم يشعر إلا بعد أن انفجرت في وجهه، وطلبت منه مغادرة البيت، لأنها لا تريد أن تراه أبداً!
في بيت الصديق قال لأصحابه: إن زوجته متعبة جداً، وفي شهور حملها الأخيرة، وإنها فضلت البقاء فترة من الزمن في بيت أمها، تحسباً لأي طارئ من طوارئ الولادة، لقد كان يكذب، بينما صورة زوجته وهي تبوح له بعذاباتها تطرق مخيلته بمطارق من إثم وتأنيب.
وللحديث بقية..
المصدر: البيان