أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة الاستهداف للمدنيين في سوريا، وبالأخص في مدينة حلب، بما في ذلك الاستهداف اللا أخلاقي للقوات الحكومية للمشافي والخدمات الطبية الضرورية لسكان يرزحون تحت حصار وظروف غير إنسانية بالغة الصعوبة، وعبرت عن تخوفها من تقويض المسار السياسي جرّاء هذا التصعيد غير المبرر ضد السكان المدنيين، وطالبت الأطراف المتحاربة في سوريا كافة، وعلى رأسها الحكومة السورية، بالسعي المخلص والصادق لإنجاح العملية السياسية، ووقف العنف الموجّه ضد المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإغاثية العاجلة للمناطق المحاصرة، كما أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن إدانتها الشديدة «للقصف الوحشي المتواصل» على مدينة حلب على يد قوات النظام وأعوانه، مما تسبب في مقتل وجرح مئات من المدنيين الأبرياء، وزيادة خراب ودمار المؤسسات الخدمية في المدينة، وقال المجلس إن دوله تندد بهذه الجرائم النكراء، التي ترتكب ضد المدنيين العزل من أبناء مدينة حلب الصامدة، وتعدها جرائم ضد الإنسانية، في حين قررت الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين يوم الأربعاء المقبل في مقرها بالقاهرة، بناء على طلب قطر لبحث التصعيد الخطير للوضع في حلب. وأعلنت الجامعة، في مذكرة عممتها على مندوبيي الدول الأعضاء مساء اليوم، أن الاتفاق على عقد الاجتماع تقرر بعد المشاورات والاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة، والبحرين الرئيس الحالي لمجلس الجامعة مع الدول الأعضاء، وبعد موافقة من دولتين اثنتين على عقد الاجتماع، هما السعودية والبحرين وهو ما ينص عليه النظام الداخلي للجامعة في مثل هذه الأحوال.
وواصل النظام المدعوم بغطاء من الطائرات الحربية الروسية، قصفه للمدينة بعشرات الغارات الجوية مخلفاً دماراً هائلاً وضحايا بالعشرات.
وبينما نزح مئات السكان من حلب، واصل النظام السوري بدعم من الطيران الروسي لليوم التاسع على التوالي غاراته العنيفة على حلب، وتركزت على المرافق الطبية والأحياء السكنية، وشنت طائرات حربية تابعة للنظام والجيش الروسي، غارات جوية استهدفت مركز بستان القصر الطبي، في سلسلة هجمات استهدفت على وجه الخصوص المرافق الطبية والأحياء السكنية في مناطق سيطرة المعارضة بالمدينة، حيث شن الطيران الحربي 30 غارة على أحياء في المدينة، مخلفة مزيداً من الضحايا والدمار، وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن موسكو لن تطلب من دمشق وقف غاراتها الجوية على حلب، وقال لن نمارس ضغوطاً على النظام السوري ليوقف ضرباته، لأنه ينبغي الفهم أن ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الإرهابي.
وقتل خمسة أشخاص على الأقل في حلب في وقت مبكر صباح أمس، فيما بلغ عدد القتلى من المدنيين جرّاء القصف المتبادل بين القوات الحكومية والمعارضة في أحياء حلب منذ 22 إبريل/نيسان، نحو 250. وشهدت المناطق الخاضعة للتهدئة هدوءاً، لكن النظام استهدف مناطق خارج نطاق التهدئة بالبراميل المتفجرة. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن مساعدات جديدة بدأت الدخول لبلدتي الزبداني ومضايا، وبالتزامن مع ذلك دخلت شاحنات إلى الفوعة وكفريا.
وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض، أنس العبدة، إنه يجب أن يكون هناك جدول زمني للمفاوضات بين ممثلي المعارضة والحكومة السورية. وأضاف أن الائتلاف يتمسك بتنفيذ بيان جنيف بالكامل وعلى رأسه هيئة الحكم الانتقالي.
وحذر الاتحاد الأوروبي من احتمال تأثر محادثات السلام السورية سلبياً بالتصعيد الجديد لأعمال العنف، والإجراءات التي تقوض اتفاق وقف الأعمال العدائية خصوصاً الهجمات التي شنها النظام السوري مؤخراً في حلب والغوطة الشرقية لدمشق، بينما دانت السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي وإسبانيا هجمات النظام على حلب.
المصدر: الخليج