وصف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، «آرت دبي» في نسخته الـ13 بالملتقى العالمي للفن والثقافة في مدينة الإبداع والتسامح والابتكار، واعتبره سموه أيقونة التناغم الإنساني والثقافي بين مختلف ثقافات العالم وثقافة دولة الإمارات العربية والإسلامية والإنسانية، ما يعزز مكانة دولتنا الحبيبة كدولة محبة وسلام وتسامح ومساواة.
جاء ذلك خلال زيارة سموه معرض دبي للفنون (آرت دبي)، الذي ينظمه مركز دبي المالي العالمي في مدينة جميرا من 20 إلى 23 مارس الجاري، بمشاركة أكثر من 500 فنان وفنانة و90 صالة عرض «غاليري»، وما يزيد على 40 دولة، بما فيها دولة الإمارات.
ورحّب سموه خلال جولته في أرجاء المعرض بالمشاركين في هذه التظاهرة الفنية الثقافية السنوية. مؤكداً على أهمية الفن والثقافة في تقريب المسافات بين الشعوب واختصارها.
بدأ سموه زيارته للمعرض بتفقد صالة مقتنيات ولي عهد دبي من الصور التاريخية النادرة للعديد من مناطق وأحياء دبي في فترة الستينات والسبعينات، إلى جانب صور أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات.
ويحمل المعرض الخاص بمقتنيات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم شعار «للتسامح تاريخ»، حيث توقف سموه ومرافقوه عند العديد من الصور واللوحات الفنية للشيوخ وبعض معالم دبي التاريخية، وتعرف إلى أسماء المصورين الذين التقطوا هذه الصور، إضافة إلى صور سموه التي التقطها شخصياً في كثير من المناسبات.
وعرّج سموه خلال جولته الشاملة في صالات وردهات وأروقة المعرض على صالة عرض «بياجيه»، العلامة الفرنسية المعروفة في عالم تصميم المجوهرات والحلي المميزة والنادرة. واستمع سموه إلى شرح من القائمين على الصالة ومسؤولي «بياجيه» الكبار، حول طريقة وآلية التصميم والتصنيع والتسويق لكل قطعة من المعروضات الثمينة والفريدة.
وتوقف سمو ولي عهد دبي عند منصة المكتب الثقافي لسمو الشيخ منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، وتعرف سموه من القائمات على المنصة إلى الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية والفنية التي ينظمها المكتب الثقافي، ومشاركاته في العديد من المعارض والمناسبات التي تقام في الدولة للتعريف بأهداف المكتب الرامية إلى ترسيخ مفهوم الثقافة والفن في أوساط بنات الإمارات بشكل عام.
ثم تفقد سموه قاعة «آرينا»، التي تضم كذلك مجموعة كبيرة ومميزة من اللوحات والرسومات والمجسمات الفنية لفنانين إماراتيين وعالميين، وصالات عرض «غاليري» عالمية.
وختم سموه جولته بزيارة قاعة الاحتفالات في فندق «مينا السلام»، التي تعرض أعمالاً فنية متنوعة لفنانين وفنانات إماراتيات.
ويفتح اليوم «آرت دبي» أبوابه أمام الجمهور في مدينة جميرا، بالنسخة الأكثر عالمية على الإطلاق، بمشاركة 92 معرضاً من 42 بلداً من العالم. وتتميز الدورة 13 من المعرض بوجود قسمين جديدين، هما قسم «بوابة»، الذي يسلط الضوء على الأعمال الفردية من وعن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنوبية وإفريقيا وأميركا اللاتينية، إضافة إلى قسم «الإمارات الآن»، الذي يبحث في التفاعل الفني المحلي للقضايا الراهنة والحوار الإبداعي المحلي.
وتحدث خلال المؤتمر الصحافي الذي تبعته جولة خاصة للإعلاميين، المدير الفني لـ«آرت دبي»، بابلو ديل فال، قائلاً: «يواصل (آرت دبي) تقديمه للمحتوى الأصيل ليعيد تعريف مفهوم المعارض الفنية، وليسهم في إثراء المشهد الثقافي المحلي والإقليمي». وأضاف: «لا نشهد عادة تمثيلاً متجاوراً للجغرافيات والمعارض والفنانين والمدارس والمناهج الفنية، كما نراها هنا منخرطة في حوار واحد موسع، نحن نأمل أن نشهد استكشافات جديدة وتناغم حوارات متباينة هنا».
وقالت المديرة الدولية لـ«آرت دبي»، كلوي فياتسو: «يشهد المعرض حضور الكثير من ممثلي المؤسسات الدولية ومديري المتاحف والقيمين الفنيين من مؤسسات عالمية مرموقة، وممثلي برامج البينالي، وغيرهم من متخصصي الفنون من العالم. ونحن نهدف إلى تفعيل شبكة المعارف المحلية والإقليمية والعالمية لإثراء الحوار الثقافي المحلي، وتعزيز هوية المعرض باعتباره نقطة التقاء متعددة الثقافات».
ويضم المعرض أربعة أقسام رئيسة، وهي الفن المعاصر، وقسم الفن الحديث، وريزيدنتس للإقامة الفنية، والقسم الجديد بوابة، ويضم قسم الفن المعاصر 59 صالة من 34 بلداً، بينما يسلط قسم بوابة الضوء على أعمال 10 فنانين. فيما تقدم المجموعة الفنية البرازيلية، أوبافيفارا، عملاً تفاعلياً على أرض جزيرة الحصن، تحت عنوان «سولاروكا»، وتندمج فيه المفردات البرازيلية والشرق أوسطية لتشجيع الحوار الثقافي.
ويشهد المعرض مشاركة مجموعة من الفنانين الإماراتيين، من بينهم الفنان جميري، الذي قال عن مشاركته في المعرض لـ«الإمارات اليوم»: «أعمل على تقديم الأداء، فقد وضعت الجائزة التي حصلت عليها بسبب عدد المبيعات الضخمة التي حققتها من خلال عملي الأدائي (الخوف من الدم)، وستكون مهمة العاملين معي من خلال الأداء أن يساندوني بتقديم العروض التي من خلالها سيحثون الحضور على القدوم لرؤية الجائزة التي حصلت عليها والاستماع للموسيقى». ونوه بأن الألبوم يحمل اسم «الخوف من الدم»، وهو يحمل معنى تصحيح الأخطاء، مشيراً إلى أن الفن الذي يقدمه خارج عن المألوف، لكنه لم يواجه صعوبات في تقديم هذا النوع من الأفكار، لاسيما أنه يضع قناعاً حين يقدم عروضه ويغني.
«للتسامح تاريخ» معرض يضم صوراً نادرة من مجموعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، التي تقدم حواراً مرئياً فريداً للمنطقة من حقبة ستينات وسبعينات القرن المنصرم. تتميز الصور الموجودة في المعرض بكونها تحمل مفهوم التسامح، وتدل على وجود أرض خصبة له منذ عقود، إلى جانب عرضها جوانب من الحياة الإماراتية، لاسيما طرق التعليم والمدارس. كما تم تكليف مصورين إماراتيين لتقديم صور حديثة للأماكن القديمة التي التقطت صورها في هذه المجموعة، للمقارنة بين الماضي واليوم.
وقال الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي، والمسؤول عن مجموعة صاحب السمو، علي بن ثالث، لـ«لإمارات اليوم»، إن «المعرض يضم مجموعة من الصور الخاصة بسمو ولي عهد دبي، التي التقطها المصور الكندي أوسكار متري كندا، وهو من أصل لبناني – مصري ، وتعود إلى الفترة الزمنية التي تمتد من أواخر الستينات وإلى أوائل السبعينات، وتدل على مفهوم التسامح في الدولة، وذلك قبيل توقيع الاتحاد، ولفت بن ثالث إلى أن المعرض يضم مجموعة من الصور الخاصة بأوجه الحياة، وطريقة التعليم القديمة، والمدارس، إضافة إلى الصور التي تقارن بين الستينات واليوم»، مشيراً إلى أنهم كلفوا أربعة مصورين من الإمارات القيام بتصوير الأماكن نفسها التي التقطت فيها الصور القديمة، وذلك لمقارنتها. وأكد بن ثالث أن المعرض يضم ما يقارب 32 صورة.
المصدر: الإمارات اليوم