برعاية قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، انطلقت أمس الأول في عاصمتنا الحبيبة فعاليات النسخة الثانية من «حوار أبوظبي للفضاء»، بحضور أكثر من 1000 مشارك من 53 دولة، يمثلون صانعي القرار والسياسات والحكومات، وممثلي صناعة الفضاء، والأوساط الأكاديمية، والجهات الفضائية الناشئة من القطاعين العام والخاص.
الحوار الذي يختتم اليوم يعد امتداداً للنسخة الأولى من الحوار الذي أصبح منصة عالمية لمناقشة التحديات والفرص في القطاع الحيوي بالغ الأهمية، والانتقال بمجتمع الفضاء الدولي من مرحلة الحوار إلى التطبيق، بتبني التزامات وسياسات تسهم في استدامة مستقبل الفضاء.
انعقدت النسخة الثانية من «حوار أبوظبي للفضاء»، تحت شعار «من الأرض إلى المدار: منصة للإنجاز والمسؤولية»، والتي تركز على الاستدامة والأمن وإمكانية الوصول، وهي التحديات الرئيسة التي تواجه قطاع الفضاء والأجيال القادمة.
مشاركة هذا الجمع الطيب من القادة العالميين والخبراء والمتخصصين تعد تقديراً للمكانة الرفيعة التي تحققت للإمارات في المجال الفضائي، وإسهاماتها في إثراء القطاع من خلال مبادراتها وبعثاتها الاستكشافية سواء إلى المريخ أو القمر، وكذلك مشاركة رواد الفضاء الإماراتيين في تلك البعثات والأبحاث التي تنفذها.
والتقى المشاركون هذه المرة لبحث الكيفية التي يمكن بها «مواجهة التحديات المتزايدة في مجال استدامة الفضاء وأمنه، وفي مقدمتها خطر الحطام الفضائي المتنامي، والحاجة الملحة لتأمين الوصول، وتمكين الأطراف المعنية من حكومات وقطاع خاص وأوساط أكاديمية وجهات فاعلة في مجال الفضاء من رسم مستقبل الاستكشاف الفضائي، وتجاوز المفاهيم التقليدية، وابتكار حلول طموحة لتطوير السياسات الفضائية».
حرص الإمارات على إيجاد هذه المنصة النوعية من العمل عبر «حوار أبوظبي» ينطلق من رؤية ثاقبة واستراتيجية محددة تسعى دائماً للاستفادة من قدرات اللاعبين الرئيسين في القطاع والبناء عليها للوصول إلى صيغ تكاملية لما فيه مصلحة البشرية جمعاء، خاصة أن هناك الكثير من المجتمعات التي تحتاج لمساعدتها تقنياً من خلال الحلول المبتكرة لتجاوز التحديات من حيث تبادل المعلومات والإنترنت، وحتى تحديات الأمن المائي والغذائي، ناهيك عن قضايا الأمن والاستدامة. وما زلنا نتذكر كيف كانت أبوظبي أول من يستخدم تقنيات الأقمار الاصطناعية للوصول إلى المياه في أعماق الصحاري الشاسعة.
«حوار أبوظبي للفضاء» في نسخته الثانية صورة من صور النجاح التي تواكب الفعاليات التي تُولد على أرض إمارات الخير والمحبة من حيث التنظيم الرائع والمشاركة النوعية الراقية والمخرجات التي تسفر عنها، وهي تهدف دائماً لخير الجميع، وكل من يعيش على هذا الكوكب الذي يحتضننا.
المصدر: الاتحاد