كاتب واخصائي نفسي من السعودية
كتب المغرد عبدالله السبيل تغريدة ساخرة في “تويتر” تقول: “وقت اللياقة لو يتحمس فتح بحوشنا”، في إشارة إلى أحد المراكز الرياضية الشهيرة التي توسعت شبكتها بشكل ملحوظ، فجاء رد طريف منها يطلب تزويده بموقع ومساحة الحوش. تبعه ردود تسويقية من شركات ومطاعم ومواقع إخبارية، إضافة إلى وزارات ومراكز حكومية عبر حساباتها الرسمية!
فـ”قطار الرياض” طلب موقع الحوش لفتح محطة مترو، ووزارة العمل ناشدت صاحبه إبلاغها عند وجود مخالفات لأنظمة الإقامة والعمل بالحوش، أما “موبايلي” فحجزت واجهته الشرقية لفتح فرع لها، بينما طلبت شركة “الغاز” مساحة من الحوش لخزان الغاز، وأشار “طيران ناس” على “السبيل” السفر عبره حتى ينتهي تجهيز بيته.. هذا عدا المطاعم التي حجز بعضها المطبخ من أجل تقديم وجباتها لمرتادي الحوش!
اللافت رد وزارة الإسكان الذي جاء متأخرا كحال مشاريعها، إذ أعلنت استعدادها طرح الحوش للتطوير العقاري، لكنها “ما عيّنت خير” بعد هذا الرد، إذ نالت “غسيل شراع معتبر” ممن ينتظرون مشاريعها الإسكانية!
كلنا يعلم أن ما قدم للسبيل من عروض غير حقيقي، وإلا لأصبح صاحبنا “بيل غيتس” السعودية وتحول حوشه إلى مدينة اقتصادية، لكنها وجبات تسويقية بنكهة الطرفة لجذب العملاء، وهي أكثر تأثيرا وأوسع انتشارا من الإعلان التقليدي.
ما حدث هنا من تحول في الإعلان التجاري، يمكن قياسه على تطوير بعض الأجهزة الحكومية خدماتها المقدمة للجمهور كـ”التجارة” و”الداخلية”، والتي نالت رضا المستفيدين، وقللت في الوقت نفسه من التكاليف.
في المقابل لا تزال هناك وزارات تائهة في دهاليز البيروقراطية، ولم تفلح في الخروج من متاهتها. إذ تعاني حتى اليوم من متلازمة “المعروض” و”الملف العلاقي”. وهذه لا تختلف كثيرا عن الإعلان التقليدي الذي تدفع الشركات مقابله مبالغ طائلة دون تحقيق العائد المأمول!
وبينما يستمتع “الهامور” عبدالله السبيل بتهافت الشركات على حوش بيته، ليس هناك أفضل من أن “يتمدد” بأحد زواياه ويقرأ صحيفة الوطن مع قهوة “الضحوية”!
المصدر: الوطن أون لاين
http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=26469