مبروك! خرجت من المستشفى حياً؟ لا يكاد يمر يوم بلا أخبار -فضائح- عن أخطاء طبية في مستشفياتنا. بعضها عائد للفقر الإداري في إدارة المستشفيات وبعضها نتيجة لضعف الكوادر الطبية وأسباب أخرى تتعلق بفضائح تزوير الشهادات الطبية. في النهاية، تدفع الناس أغلى الأثمان لأخطاء لو وقع أحدها في أي من مستشفيات «العالم المتحضر» لقامت الدنيا ولم تقعد.
من حولنا أصدقاء ومعارف يتحدثون عن قصص أقرب للمأساة في تجاربهم مع مستشفياتنا، الحكومي منها والخاص. وأقلها أن تذهب لأربعة مستشفيات مختلفة فتعود بأربعة تقارير طبية مختلفة. هذا يقول عملية عاجلة. وذلك يقول حبة بندول. وثالث يقول مرض خبيث. ورابع يرى بتر القدم اليمنى كي يطيب جرح في اليد اليسرى.
ضع يدك على قلبك وأنت تغامر بالذهاب لرؤية طبيب لعله يعطيك دواء للكحة أو الزكمة. وإن أجبرتك الظروف على النوم في المستشفى لأيام وعدت بعدها سالماً لمنزلك فعليك بالذهاب مباشرة للعمرة وشكر المولى على السلامة فقد كُتبت لك حياة جديدة.
نعود للمرة المائة (أو الخامسة والتسعين) ونقول: فتش عن الإدارة! أزماتنا مردها واحد: غياب الإدارة! ولهذا نكتب -من منطق الحب للوطن- أن غياب الإدارة الفاعلة، على كل المستويات، قد يضاعف من تذمر الناس من كل شيء حولها. وتلك -وربي- أخطر من كل الأخطار التي نظن أنها أكبر المهددات.
الناس عندنا تتذمر دوماً لأوضاع الطرق وتردي الخدمات وسوء المطارات وتأخر تنفيذ مشاريع البنى التحتية ناهيك عن «حافز» وغياب الضوء في آخر نفق البطالة. والآن تأتي المستشفيات وأخطاء «الأطباء» القاتلة لتصب الزيت على نار التذمر!
المصدر: صحيفة الشرق