/
بعد 12 ساعة من التفاؤل الذي أبداه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وإعلانه أن مشاورات السلام اليمنية تسير في الاتجاه الصحيح، وأن الطرفين وافقا على أجندة الحوار، انتكست تلك المشاورات أمس بعد إعلان وفد الحكومة اليمنية تعليق المحادثات المباشرة مع الحوثيين والمؤتمر الشعبي بسبب الخروق الأمنية على الأرض، رداً على اقتحام ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح معسكر «العمالقة» في محافظة عمران.
وكان من المقرر أن تنعقد جلسة مباحثات مشتركة، مساء أمس، بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين والمؤتمر الشعبي بحضور المبعوث الأممي، لكن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية رئيس الوفد الحكومي اليمني عبدالملك المخلافي أبلغ المبعوث الأممي وسفراء الدول ال18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن أن اقتحام ميليشيات الحوثي وصالح معسكر العمالقة يهدد بنسف محادثات الكويت.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد: «نحن نتفهم مسببات هذا القرار لكننا نحث الجميع على الانخراط بكل حسن نية وحكمة في هذه المشاورات التي يعول عليها اليمنيون. إننا نرى أن جميع المسائل الشائكة والإشكالات يجب أن تطرح على طاولة الحوار بكل شفافية للتوصل إلى حل شامل يضع حداً للحوادث التي يستغلها البعض للضغط على الفريق الآخر. نحن لا نقلل من أهمية ما حدث ويحدث لكننا نكرر أن الطريق الوحيد للحل هو الحوار السلمي والالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن وخارطة الطريق التي رسمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني. إننا على تواصل دائم مع لجنة التهدئة والتنسيق وعبرها مع اللجان المحلية لتثبيت وقف الأعمال القتالية والوقوف على أسباب وسبل وقف الخروق بشكل كامل ودائم.»
وبعد اتصالات مكثفة مع وفد الحكومة اليمنية واجتماعه بعد ظهر أمس مع قيادات وفدي الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام، أكد ولد الشيخ تلقيه تأكيدات من الأطراف المعنية بالعمل على حل المسائل العالقة دون عقد الجلسات المشتركة بين الوفدين.
ويعمل خبراء الأمم المتحدة حالياً على دراسة الأوراق التي قدمها الوفدان واستخلاص القواسم المشتركة آملين العودة القريبة إلى المشاورات للبناء على التقدم الملحوظ الذي تحقق في اليومين الماضيين.
على صعيد آخر، اتصل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لشكره على استضافة الكويت لمشاورات السلام اليمنية ودعمه لأعمال الأمم المتحدة في الشرق الأوسط.
وأبلغت مصادر «الخليج» أن ولد الشيخ وأطرافاً دبلوماسية كويتية ودولية أجروا أمس اتصالات مع وفدي الحوثي والمؤتمر الشعبي لإنقاذ المشاورات، وإبلاغ الأطراف الموجودة على الأرض في اليمن بأن المشاورات يمكن أن تفشل وهو ما يعني استمرار بقاء اليمن في دوامة الحرب الأهلية. وأوضحت المصادر أن هناك غضباً من تلك الأطراف تم إبلاغه بشكل مباشر وصريح، مؤكدين أن محاولات نسف المشاورات تقف وراءها أطراف خارجية لا تريد لها النجاح من أجل تحقيق مكاسب سياسية على حساب دم الشعب اليمني.
وأوضحت المصادر أن تلك الأطراف تدخلت أيضا لإقناع الوفد الحكومي بالتمهل في اتخاذ أي قرار متسرع قد تكون له عواقب وخيمة في المستقبل، مبينة أن الوفد الحكومي طلب إجراءات على الأرض وتعهدات واضحة ومعلنة من الطرف الآخر بالتوقف عن الأعمال العدائية واختراق الهدنة وعدم استغلال الوقت لتحقيق مكاسب على الأرض، مؤكداً أنه جاء إلى الكويت فاتحاً يده للسلام من أجل حقن دماء اليمنيين وآملاً ألا يغادرها قبل تحقيق هذا المطلب، لكنه لن يسمح باستغلال المشاورات لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
المصدر: الخليج