كاتب سعودي
العمل غير المؤسسي والواضح بتخطيط بعيد المدى بكفاءة، ويراهن على الزمن، من خلال كفاءات وقدرات عالية يتم توظيفها في الرياضة السعودية، إن لم يتم فمصيرها الفشل المحقق. خرج المنتخب السعودي من آسيا للدورة الحالية المقامة في أستراليا، ولست بصدد القول إن السبب مدرب أو لاعبون أو خلافه، الجميع يشترك بالفشل حتى نكون موضوعيين، فالمدرب وإن احضرت أمهر مدرب بالعالم لن ينجح، لب الإشكالية هنا هي ” التخطيط ” من النشء والبنية التحتية، والبنية التحتية ليست الأسمنت والحديد والملاعب فقط، بل منظومة العمل الرياضي الذي لدينا، فالتركيز والبناء يبدآن من المدراس الابتدائية من يكتشف المواهب؟
من يوفر لهم الرعاية الشاملة من ملاعب وتدريب وتعليم وتثقيف وسلوك حسن وتدريب متصل ومنتظم، من خلال التناقل السلس من الابتدائي للمتوسط للثانوي، من خلال الأكاديميات المتخصصة بمدربين محترفين، بإمكانات وملاعب ورعاية حقيقية، من خلال خلق محفزات وجذب لهم؟
العمل لا يبدأ من أعلى الهرم للاعبين، بل من أسفل الهرم، وتبدأ بالبناء لهم. من خلال الرعاية لكل مرحلة سنية، وبكل منطقة من مناطق المملكة تتوفر بها المواهب والقدرات.
لنعترف أننا لا نملك منهجية العمل الرياضي السليم من الصغر من النشء، أصبحت العملية كلها شراء لاعب جاهز ” بزعم من اشترى ” وهو النادي ويبدأ اللعب غدا، مع أننا كنتائج ” منتخب ” اصبحنا الأقل تصنيفا عالميا ووصلنا لأرقام المئة بالمؤخرة، وبآسيا التي تسيدناها سنوات ذهبت الآن لماذا؟ لأن الاخرين يتغيرون ويتطورون للأمام ومتحركون ومحترفون بمعنى الاحتراف الحقيقي، لا شك لدينا أخطاء وإلا لم نصل لهذا التصنيف المتراجع جدا، والأغرب أن هذا التراجع واكب معه صرف مالي ضخم، للمدربين وعقود اللاعبين فأصبحنا نسمع ونقرأ عقود لاعبين ب 20 و 30 و 50 مليون ريال، وللسنة ممكن يصل العقد 3 و 4 و 8 ملايين ريال طبقا لما نقرأ، وحين نشاهد الواقع والمستويات والتصنيف للمنتخب والأندية حتى على المستوى القاري، نجده ضعيفا وضعيفا جدا، إذاً اين الخللمع كل صرف مالي وضخ أكبر يزيد التراجع للمستويات والتصنيفات ؟!
في تقديري أعود لما بدأت به التخطيط من النشء والتخطيط البعيد المدى اكتمال المنظومة الرياضية ككل، الحلول ليست مدربا ” وقرأنا ما قال مدرب المنتخب ببطولة آسيا بأستراليا ” أو تغيير هذا وذاك، نحتاج البناء الصحيح من الأسفل، المحترفون كل بتخصصه، نحتاج بناء ” فكر وسلوك ” للاعبين من الصغر حتى تكون مهارتهم ليس بالكرة، بل بالتعامل مع الإعلام والشهرة كيف يواجهون كل ذلك، من خلال تدفق المال الذي قد يصدم البعض ويجعل توازنه يختل من عادي إلى ثروة وكيف حتى يتصرف بها، البناء للأنظمة والتشريعات، وجعل الرياضة جاذبة وليست طاردة كما هي الأن، الذي وصل التعصب بها لأقصى مدى، حتى الدراسات تقول إنه يؤثر بحضور الموظف من خلال إعلام غير مسؤول ويغذي التعصب ولا نعمم، ولكن البرامج التلفزيونية وبعض كتاب وسائل التواصل والأسماء الصريحة والخفية وغيره، اصبحت بيئة طاردة، وليتها حققت لنا منجزا عالميا أو خارجيا، فأصبحنا ” على بعضنا ” فقط وخارجيا لا شيء.
الحلول ممكنة وموجودة لا شك لدي بها.
المصدر: الرياض
http://www.alriyadh.com/1015424