وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها على استراتيجية لدحر عصابة «داعش» الإرهابية، حسبما أعلن وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر. وأوضح كارتر أن الاستراتيجية تستهدف محاصرة عناصر «داعش» في معقلهم في الرقة بسوريا، وفي الموصل بالعراق، ولكنه حذر في الوقت ذاته، من أن هذه الخطوة لن تقضي نهائياً على إيديولوجيتهم العنيفة، أو قدرتهم على شن هجمات في مناطق أخرى، فيما كثّف الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير دفاع السعودية، لقاءاته الثنائية التي أجراها على هامش زيارته للولايات المتحدة للمشاركة في الاجتماع الثاني للتحالف الدولي لمحاربة «داعش» حيث يترأس وفد المملكة إلى الاجتماع، وذلك لبحث القضايا المشتركة وسبل مكافحة التنظيم.
وخلال اجتماع شارك فيه ممثلو عشرات الدول في واشنطن، بحث المشاركون سبل إعادة الاستقرار للمناطق التي كانت تسيطر عليها العصابة، بعد القضاء عليها. وبحث المشاركون خططاً وصفها كارتر بأنها ستكون الضربة القاضية ل«داعش».
وقال كارتر سأكون صريحاً، تم الاتفاق على ضرورة استعادة السيطرة على مدينتي الرقة والموصل من أيدي «داعش»، مشيراً إلى أنه يجب التأكد من أن شركاءنا على أرض المعركة مزودون بكل الوسائل التي تساعدهم على الفوز بهذه المعركة، ثم العمل على إعادة بناء هذه المدن.
وقال كارتر، في قاعدة أندروز خارج واشنطن الأربعاء، إن «معظم المحادثات اليوم.. كانت عما سيحدث بعد هزيمة تنظيم داعش»، وأضاف أن «مبعث القلق الاستراتيجي الأكبر لوزراء الدفاع هنا كان إعادة الاستقرار وإعادة البناء… والتأكد من أن خططنا وتنفيذها سيكون في الوقت المناسب من أجل تنفيذ الشق العسكري».
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، إن الاجتماع بحث «سبل وقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى «داعش»، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، وبسط الاستقرار في المناطق المحررة من قبضة التنظيم».
في الأثناء، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن التحالف الدولي ضد «داعش» يراقب الحدود السورية – العراقية «بدقة»، وذلك خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماع وزراء دفاع وخارجية الدول المشاركة في التحالف.
وأعرب كيري عن ثقته بقدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية على هزيمة تنظيم «داعش» المتشدد الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا منذ سنوات.
وطالب كيري العراقيين بأن يستعدوا للعودة إلى المناطق المحررة من «داعش»، حيث يخوض الجيش العراقي معارك مع أفراد التنظيم في مناطق عدة منها الرمادي والفلوجة.
وحث أعضاء التحالف الذي تتزعمه بلاده على تعزيز تبادل المعلومات وابتكار طرق جديدة في القتال ضد «داعش» مع سعي التنظيم لتجنيد عناصر جديدة من خلال تبني لغات جديدة والانتقال لمناطق جديدة. وقال كيري إن التحالف يحقق تقدماً في القتال ضد التنظيم، وأن التقديرات تشير لانخفاض عدد مقاتلي التنظيم بنحو الثلث، مضيفاً أن النجاح في تحرير مدينة الموصل العراقية «نقطة تحول حاسمة» في القتال. لكن الوزير الأمريكي قال لوزراء الدفاع والخارجية المجتمعين في واشنطن لبحث الوضع إن هناك حاجة لتكثيف الجهود. وقال إن هناك حاجة ملحة لإزالة القيود الهيكلية للسماح بمزيد من تبادل المعلومات عن التهديدات.
وأكد أن مجموعة الدول التي تقاتل «داعش»، في طريقها نحو اجتثاث الجماعة الإرهابية المتطرفة تماماً من العراق وسوريا. وفي كلمة الافتتاح لاجتماع الممثلين رفيعي المستوى عن الدبلوماسية والدفاع لدول التحالف في واشنطن، دعا كيري الدول التي تشكل التحالف للحفاظ على عزمها في المعركة.
وقال كيري إنه في أقل من عامين طرد التحالف تنظيم «داعش» مما يقرب من نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، و20 في المئة مما كان بحوزته في سوريا. وتابع «اليوم، يمكننا أن نتطلع، دون مبالغة، إلى يوم يتم فيه طرد «داعش» خارج العراق وسوريا تماماً».
وقال وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، إن إزاحة «داعش» من الموصل ستكون «أكبر الجوائز» لقوات التحالف التي تدعم العراق. وقال بعد اجتماع في واشنطن «إنها على مرمى البصر الآن، لكن الأمر سيستغرق أسابيع إضافية من القتال».
ووصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالترشتاينماير، نجاح تحرير الموصل باعتباره «ضربة حاسمة» محتملة للجماعة المتشددة.
في الأثناء، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، التقى – في مقر إقامته بواشنطن – جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بقضايا المنطقة.
كما التقى في قاعدة أندروز الجوية قرب العاصمة الأمريكية واشنطن، آشتون كارتر، وزير الدفاع الأمريكي، وجان إيف لودريان، وزير الدفاع الفرنسي، كلاً على حدة.
وجرى خلال اللقاءين استعراض الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الثاني للتحالف الدولي لمحاربة «داعش»، إضافة إلى بحث العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والبلدين الصديقين خاصة في الجانب الدفاعي.
في السياق ذاته، التقى سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني، حيث جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في المجال الدفاعي إلى جانب عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن أقل من عشرة في المئة من الأراضي العراقية لاتزال تحت سيطرة «داعش» لكن التقدم في ميادين القتال لم يقابله تحسن في الأمن داخل العراق.
وكتب العبيدي في تغريدات على تويتر من واشنطن قبل اجتماع لوزراء دفاع من التحالف قائلاً «التقدم في الأداء العسكري لابد أن يقترن بمزيد من التقدم في الملف الأمني»، وأضاف العبيدي أن المعركة لاستعادة الموصل والتي اكتسبت قوة دافعة منذ استعادة الفلوجة وقاعدة جوية شمالية تتطلب غارات جوية ومعلومات من المخابرات وعمليات إمداد وتموين ودعماً هندسياً.
المصدر: الخليج