رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
أبوظبي تسير في الاتجاه الصحيح لتطوير الخدمات والرعاية الطبية المميزة، وخطوتها التي خطتها في مجال الشراكات الطبية مع أكبر المستشفيات العالمية، هي قفزة نوعية في الفكر والتخطيط الاستراتيجي الصحيح والتنفيذ الواقعي معاً، وكانت النتيجة هي قرب افتتاح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الذي يعد أحد أهم المشروعات الطبية التي تنفذ في الإمارات بشكل عام، نظراً إلى السمعة الطبية الراقية، والمكانة المتميزة، والخبرة العريقة التي يملكها هذا المستشفى، فهو محافظ على مكانته بين أفضل مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية والعالم، ويحتل برنامج القلب وجراحات القلب فيه المركز الأول عالمياً منذ عام 1995.
قمة الذكاء أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، وقمة الذكاء أن تستفيد من تجربة رائدة عبر سنوات طويلة من الزمن، فأبوظبي استطاعت أن تستفيد من كل خبرات هذا المستشفى الذي تأسس عام 1921، وتالياً فإن رصيد هذه الخبرات الطويلة أصبح اليوم في متناول المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، يعنى بهم وبصحتهم، بكل إمكانات وأجهزة وتقنيات هذا المستشفى العالمي الرائد، ويكفي أن نعرف أنه تم حتى الآن تركيب 30 ألف جهاز طبي متطور، و20 ألف جهاز تقنية معلومات، وعند افتتاح المبنى سيكون هناك أكثر من 3000 طبيب ومتخصص وفني وموظف، هم باختصار من الكفاءات العالمية في هذا المجال، والأطباء الذين سيأتون إلى أبوظبي هم على الدرجة العالية نفسها من التأهيل لأطباء كليفلاند في الولايات المتحدة، جميعهم سيكونون في خدمة المرضى في الدولة.
ومن المعروف أن «كليفلاند كلينيك» هو أحد المراكز الأكاديمية غير الربحية، متعددة التخصصات، ويمتاز بدمج الرعاية الطبية والسريرية والرعاية في المستشفى، مع البحث والتعليم، ما يشكل نقلة نوعية حقيقية في مفهوم الرعاية الطبية في الإمارات، فهو مصمم خصيصاً لتلبية مجموعة كبيرة من احتياجات الرعاية الصحية الحرجة والمعقدة للسكان في إمارة أبوظبي والإمارات.
ويُعد المستشفى امتداداً فريداً ومثالياً لنموذج الرعاية الصحية في مستشفيات كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة الأميركية، وسيضم خمسة مراكز طبية متميزة متخصصة في علاج أمراض الجهاز الهضمي، والعين، والقلب والأوعية الدموية، والجهاز العصبي، والجهاز التنفسي والرعاية الحرجة، كما سيضم أقساماً طبيةً للتخصصات الجراحية، والتخصصات الطبية، وطب الطوارئ، والتخدير، وعلم الأمراض والمختبر، والتصوير، والجودة وسلامة المرضى، وبذلك سيشمل أكثر من 30 تخصصاً، ويستوعب المستشفى عند افتتاحه 360 سريراً، قابلة للتوسيع إلى 490 سريراً.
مشروع متميز وناجح، وخطوة متقدمة جداً نحو تطوير القطاعات التنموية بشكل عام في الدولة، وهي تؤكد ما قاله سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عند تفقده المستشفى: «نتطلع من خلال بناء هذه الشراكات القوية مع أكبر المؤسسات التخصصية، ذات الخبرات المتقدمة، إلى نقل الثقافات والنظم المؤسسية الناجحة، لتطوير قطاعاتنا الحيوية، وإحداث النقلة النوعية بخدماتها، وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي يقع في صدارة اهتمام قيادتنا الحكيمة بصحة الإنسان الإماراتي وكل المقيمين، وتوليها العناية الفائقة والدائمة».
إنها ليست مجرد كلمات، بل هي استراتيجية واضحة المعالم، تصب في خدمة المواطنين والمقيمين، نهج واضح لرقي الإنسان وتوفير أرقى الخدمات لراحته، لذلك أصبحت الإمارات مرادفاً للتنمية والتطور وكرامة الإنسان، وستظل كذلك، فالمواطن أولاً وثانياً وثالثاً في فكر واهتمامات وأولويات القيادة، ومن أجله ترسم الخطط، وتوضع الاستراتيجيات، ويعمل الجميع لأجله.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2014-07-16-1.694198