في مرحلة من المراحل المبكرة لقيام الدولة، وخلال إحدى زياراته لجمهورية مصر العربية الشقيقة، لم يتوان القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من أن يطرح على الرئيس المصري الراحل أنور السادات الاستعانة بكوادر إعلامية وصحفية مصرية للمساهمة في بناء الإعلام الرسمي الإماراتي، بما يجسد الأولوية والأهمية التي يحظى بها الإعلام ورسالته في فكر ورؤية المؤسس، والدور الذي ينهض به في بناء الدول والمجتمعات.
لقد استفدنا كثيراً من تلك القامات الصحفية والإعلامية التي تدفقت على الإمارات في تلك المرحلة، وهي تستقطب خيرة الأساتذة من مصر بصورة رئيسة باعتبارها الشقيقة الكبرى، وصاحبة الريادة في هذا الميدان، وكذلك من لبنان وفلسطين. كانوا أساتذة بما تحمل الكلمة من معنى، عملوا بكل جد وإخلاص على بناء كوادر صحفية وإعلامية إماراتية، ونتذكر إسهاماتهم بكل تقدير وإجلال، فقد غرسوا فينا أمانة الكلمة وقدسية واحترام المهنة، ومعنى أن تكون إعلامياً وصحفياً.
اليوم عندما يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والوزراء، على حضور خلوة مستقبل الإعلام الإماراتي، فهذا يصب في المسار ذاته الذي رسخه القائد المؤسس، ويؤكد مكانة الإعلام ورجالاته في مسيرة الخير على أرض زايد الخير، والدور المأمول منه خلال المرحلة المقبلة، واستشراف مستقبل القطاع الذي شهد ويشهد نقلات متلاحقة ومتسارعة.
عديدة هي الجلسات والورش التي عقدت على هامش الخلوة التي اقتصر حضورها على القيادات المعنية في المؤسسات الإعلامية الرئيسة في البلاد، وتناولتها التغطية الصحفية بتوسع مع مداخلات المسؤولين فيها، وخرجت بتوصيات ستجد طريقها للتنفيذ بما يثري العمل الإعلامي في الدولة، والذي أعتقد أنه مهم أن يولي أهمية خاصة لإعادة تعريف الإعلامي والصحفي، ورد الاعتبار للمهنة بعدما تسببت شركات العلاقات العامة في فوضى جذبت دخلاء على الإعلام، وجعلت منه مهنة من لا مهنة له، خاصة وأنها تريد أن تجعل من الصحفيين مجرد شهود فقط للفعاليات التي يطلب منهم حضورها فقط لتسلم البيانات الصحفية المعدة سلفاً من قبل هذه الشركات التي نجحت في إقناع الجهات التي تستعين بخدماتها بأن هذه هي الممارسة الإعلامية الصحيحة لإيصال رسالتها للجمهور كما تريد، لتضمن سلامة الصورة أمام الرأي العام.. وللحديث صلة غداً.
المصدر: الاتحاد