لي صديق كل مرة يقرأ فيها مقالي يتصل بي معاتباً: يا أخي أكتب في المفيد. وأرد عليه: الله يسامحك؛ هل كل هذا الجهد في الكتابة اليومية ضياع وقت؟ ثم رميت الكرة في مرماه وسألته أن يقترح فكرة لمغامرتي اليوم.
قال: بسيطة. أكتب عن المواطن الخليجي الذي يقيم في دولة خليجية غير دولته. فابتهجت لأنني وجدت عليه ممسكا: هذا دليل أنك تنتقد لمجرد النقد؛ لقد كتبت عن مجلس التعاون وإحباط مواطني دول المجلس من جراء وعود التعاون التي لم تحقق.
قال معانداً: مهما كتبت لا يكفي. قلت له: دعني أدون أفكارك هنا: ما ذا في بالك اليوم؟
قال: أغلب مسؤولينا في الخليج يتفنن في تصريحاته وخطاباته عن أهمية التعاون بين أهل الخليج لكننا لم نر إلا القليل على الأرض. دعني أضرب مثلاً: لو كنت رجل أعمال إماراتي، هل ستعامل بمثل معاملة قرينك السعودي في المناقصات الحكومية؟
أجبته – صادقا – أنني لا أعرف. أضاف: أنت تقيم في الإمارات منذ ثماني سنوات، هل قيمة فواتير الماء والكهرباء التي تصلك هي ذاتها التي تصل جارك الإماراتي؟ قلت: هنا أستطيع أن أجيبك: لا!
قال: ما الذي يمنع أن يعامل الخليجي المقيم في الإمارات نفس المعاملة فيدفع نفس الرسوم المخفضة التي يدفعها شقيقه الإماراتي؟ ثم أضاف: لماذا لا يعامل الخليجي نفس المعاملة في الدولة الخليجية التي يقيم فيها لأكثر من خمس سنوات، فيمنح أرض سكنية وقرض بناء وتخفض عليه رسوم الماء والكهرباء ولا يُفرق بينه وبين مواطن ذات الدولة لا في الواجبات ولا في الحقوق؟
أخبرت صديقي أن مساحة زاويتي لا تستوعب مزيداً من أفكار «التعاون» المهمة لكنني وعدته بالعودة للكتابة عن التعاون الخليجي الذي لن يتحقق ما لم يرتبط مباشرة بمصالح مواطني الخليج، في السكن والوظيفة والتجارة والسياحة.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٣٩) صفحة (٣٦) بتاريخ (٢١-٠٤-٢٠١٢)