رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
عشتُ قبل سنوات عدة الصدمة ذاتها التي يعيشها المجتمع الآن، جراء مشاهدته للتفاصيل الدقيقة لخيانة الوطن من قبل أعضاء التنظيم السري التابع للإخوان المسلمين، عبر مسلسل «خيانة وطن»، الذي وُفق كثيراً في كشف زيف هذا التنظيم وبشاعة جُرم أصحابه، ووفّق أيضاً في وضع المشاهد الإماراتي في صورة أحداث حقيقية مفصلية مرّت بها الدولة، وتوعيته بمخاطر التحزبات وتسليم العقول إلى أحزاب خارجية ذات أهداف خبيثة.
عشتُ الصدمة وأنا أستمع وأشاهد الأدلة والبراهين والوثائق، خلال جلسات محاكمات أعضاء التنظيم، التي أدانتهم بالجرم الأكبر، جرم خيانة الوطن، أدلة وبراهين مؤكدة وموثقة من خلال أقراص مدمجة وتسجيلات صوتية وصور، وغيرها، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك خيانة هؤلاء للإمارات، وسعيهم الحثيث مدفوعين بأوامر خارجية لقلب نظام الحكم، ومن ثم تسليم الدولة وممتلكاتها لحزب الإخوان المسلمين العالمي، كي ينهب مقدراتها ويسلب شعبها الأمن والأمان والاستقرار، ويعيث فيها فساداً لمصلحة الحزب وأعضائه!
مخططاتهم كُشفت في الوقت المناسب من قبل رجال أجهزة الأمن المخلصين واليقظين، وسيقوا جميعاً لمحاكمات عادلة ونزيهة، كان الحكم فيها بناء على الأدلة الدامغة، بعيداً عن الكلام والصراخ العاطفي البحت، الذي كان سمة عامة لجميع أعضاء التنظيم أثناء المحاكمة، حيث لم نسمع منهم سوى ارتجالات عاطفية، أو كلمات عامة تميل إلى السخرية من الدولة وأجهزتها، من دون أن يقدم أي منهم دليلاً مقنعاً يواجه به الأدلة الكثيرة التي لا تعد والتي أكدت خيانتهم للوطن وقادته!
تفاصيل الخطط، التي كانوا يحيكونها في المزارع وفي اللقاءات السرية لقادتهم، مُذهلة وصادمة، فهم مجموعة من مواطني الدولة، عاشوا فيها وترعرعوا ودرسوا وتعلموا بفضلها، لكنّ ولاءهم كان لغيرها، لقد بالغوا في الولاء للحزب على حساب أبنائهم وأهاليهم، وعلى حساب المجتمع والإمارات وقادتها.
كانوا يخططون لدمار الإمارات وخرابها، يريدون استغلال ما كان يُسمى الربيع العربي، وإثارة الشعب والجماهير ودفعهم للخروج إلى الشوارع، كانوا عوناً لكل حاقد من خارج الدولة، سرّبوا معلومات مغلوطة وكاذبة لمنظمات خارجية، تواصلوا مع كل من يريد الضغط على الدولة لتنفيذ أجندات خارجية، حاولوا بث الفتنة والفرقة وتأليب الناس على الحكام والحكومة، فعلوا كل أفعال الخيانة، إلى أن واجهوا مصيرهم المحتوم خلف القضبان، وذلك لأن حساباتهم كانت خاطئة، فالإمارات دولة حصينة يصعب اختراقها، هذه الحصانة قائمة على حب الشعب للقادة وتفاني القادة للشعب، ليست حسابات مصالح، ولا هي مبنية على الخوف، إنها محبة خالصة منذ قديم الزمن، وستظل صامدة طول الزمن.
مسلسل خيانة وطن هو أحد الأعمال الدرامية المميزة جداً، فقد تفرّد في موضوعه، وهدفه السامي والرامي إلى كشف حقائق تاريخية تكذّب كل محاولة للتستر على هؤلاء الخونة، والأهم هو انتشاره وارتفاع نسبة متابعيه بشكل لافت بين كل الأعمار، ما يؤدي إلى توعيتهم وتثقيفهم من شرور الأحزاب الشيطانية على اختلاف توجهها وأفكارها، خصوصاً «الإخوان المسلمين» فهؤلاء لهم طريقتهم الخبيثة في استمالة العواطف، وخداع الناس، والتدليس باسم الدين، هيئتهم وأشكالهم تُظهر الطيبة والتسامح والتدين، لكنهم متمرسون في العمل الباطني خلف الظلام، يُبطنون الخبث والأنانية ومصالح ضيقة لا تتعدى حدود ذلك الحزب البائد!
لهؤلاء وغيرهم، سطّر شعب الإمارات ملحمة وطنية في حب الوطن والولاء للقادة، ملحمة مليئة بالتضحيات، مغلفة بالحب الحقيقي الخالص، أثبت أهل الإمارات المخلصين أن «البيت متوحد»، وأنهم صف واحد خلف القيادة، ولهؤلاء وغيرهم نردد بيت الشعر الذي أبدعته قريحة الشاعر الإماراتي المبدع، ذياب المزروعي، حين قال أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان:
الوطن محروس لو متّنا يعيش
ولا يعيش فبيتنا خاين وطن
المصدر: الإمارات اليوم