أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ألفي شخص، ربعهم من عناصر القوات النظامية السورية، بعد مرور ستة أشهر على إعلان «الخلافة» في سورية والعراق، لإثارة الرعب في أوساط مناوئيه واستقطاب متشددين جدد، في وقت قال أحد قادة «جبهة النصرة» إن قتال «داعش» المتطرف «واجب شرعاً». واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال في حلب «حلاً ناقصاً».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أنه «وثق إعدام تنظيم الدولة الإسلامية 1878 شخصاً في سورية منذ إعلانه «خلافته» في سورية في 28 حزيران (يونيو) الماضي» وتنصيب أبو بكر البغدادي «خليفة». وأوضح أن «1175 مدنياً بينهم 4 أطفال عدد الذين أعدمهم التنظيم رمياً بالرصاص أو النحر أو فصل الرأس أو الرجم في محافظات دير الزور والرقة والحسكة (شرق) وحلب (شمال) وحمص وحماة (وسط) بينهم 930 من أبناء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي» في شمال شرقي البلاد. وفيما أعدم «داعش» 81 من مقاتلي الفصائل المعارضة و «النصرة» و120 من عناصره حاولوا الانشقاق، قال «المرصد» أن التنظيم «أعدم 500 ضابط وعنصر من قوات النظام والموالين بعد أسرهم».
ويقول خبراء إن الإعدامات التي نفذها «داعش» صور غالبيتها وبثها على الإنترنت لإثارة الذعر بين المدنيين والجماعات التي تحاول التمرد عليه، إضافة إلى استقطاب متشددين.
في غضون ذلك، قال المتحدث «الشرعي العام» لـ «جبهة النصرة» سامي العريدي في تسجيل صوتي أمس: «إن السيوف التي أمرنا الله تعالى باستخدامها أنواع، وأحدها السيف المسلط على الخوارج»، مضيفاً أن قتال «داعش» بات «واجباً شرعاً (…) ومن يتساهل في قتالهم يتساهل بدماء أهل السنّة». وطالب بـ «الوقوف في وجههم صفاً واحداً وقتلهم قتل عاد».
سياسياً، أفاد «الائتلاف» بأن رئيسه هادي البحرة بحث مع وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خطة دي ميستورا. ووصف الخطة بأنها «ليست حلاً كلياً، وهناك تخوف من استغلال تجميد القتال في حلب لنقل قوات نظام الأسد إلى مناطق أخرى»، مطالباً الجامعة العربية بـ «تحمل مسؤولياتها أمام المأساة السورية».
والتقى أحمد طعمة رئيس الحكومة الموقتة التابعة لـ «الائتلاف» في الدوحة أمس، وزير الخارجية خالد العطية وبحثا في «الأوضاع في سورية، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول برامج الحكومة الحالية»، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية. وأوضحت مصادر أخرى لـ «الحياة» أن طعمة ركز في لقاءاته على «الأوضاع المأسوية الراهنة في سورية والتحديات التي تواجهها حكومته في ظل بروز أولويات عربية جديدة، إضافة إلى الهم السوري في ظل ازدواجية المواقف الدولية التي أضرت بقضية الشعب السوري».
المصدر: لندن، الدوحة، بغداد – «الحياة»