كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية
سأستعير اليوم من الصديق المفكر، محمد زايد الألمعي تغريدته الساخرة ما قبل الأمس وهو يقول: “إن “داعش و بوكوحرام” وغيرها تبقى مجرد (تطبيقات) يمكن أن تنتهي صلاحية استخدامها ويظهر سواها، المشكلة في نظام التشغيل”. وحتى على مستوى الذائقة اللغوية وجرس الكلمة تبدو هذه البرامج الرديئة جدا من تشويه صورة هذا الدين العظيم نشازا ركيك البناء الحرفي.
كأنها أسماء “هاكرز” أو كلمات طفولية أولية على لسان رضيع يبدأ صف الحروف. العلة إذاً هي في “نظام التشغيل” وأنا أزيد أيضا في هذا التخزين الممنهج للمصنع. نحن مع هذه المحركات السياسية بطيفها الواسع الطويل نتعامل مع المنتج ولكن أحدا لم يقترب من أسرار وأسوار المصنع.
في اليمن ابتدأت فكرة “الشباب المؤمن” عبر ناد مدرسي صيفي في محافظة مهملة قبل أن يستيقظ الشعب بأكمله على خمسة ملايين طالب تابع للفكرة. في أفغانستان انتشرت كوادر “القاعدة” تحت إلهام كتاب صغير عن كرامات الأفغان، وما زال كل العالم اليوم يحارب ملايين النسخ المضروبة من هذه البرامج ولكنه لم يقترب أبدا من “أنظمة التشغيل”، ولم يحرك ساكنا ضد المصنع.
في نيجيريا، ابتدأت “بوكوحرام” على يد طالبين كانا يدرسان في جامعة واحدة وآخر ضحايا هذا البرنامج الرديء 20 قتيلا مساء البارحة، وهم يتابعون مباراة ربما لأنهم قرأوا الفتوى التي تحرم متابعة “المونديال” بسبب النظر إلى أجسام “النصارى” وهم يلعبون الكرة!
في مصر، تصوت المعادي والزمالك ضد فكرة “الإخوان” التي لم تكسب أبدا نسبة غالبة في محافظات القاهرة والجيزة ولكنها تكتسح كل الصعيد من بني سويف حتى أعالي النوبة.
مثل هذه المصانع وأنظمة التشغيل لا تكسب أماكنها ولا تجد رواجا لها إلا في بؤر الجهل والفقر والأمية والتسطح الفكري المعرفي من قندهار إلى مقديشو، ومن صعدة اليمنية إلى صعيد مصر.
تأملوا الوليدة “داعش” وآخر عشر من أخواتها الكبار، أين وكيف ترعرعت ونشأت؟ حتى جماعة الإخوان المسلمين ولدت في إحدى مدن القناة المنسية المهملة في براثن الفقر والأمية.
المصدر: الوطن أون لاين