«داعش» يحذر الحريري وجنبلاط وجعجع من «تعاونهم» مع حزب الله

أخبار

لم يعرف حسين ﻳﻮﺳﻒ والد الجندي المخطوف والمحتجز لدى تنظيم «داعش» محمد يوسف طعم النوم طوال ليل الخميس الماضي بعد ما شاهد ولده جاثيا على ركبتيه في مقطع فيديو انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة، ومهددا بالذبح في أي لحظة.

وظهر إلى جانب يوسف، اثنان من زملائه، جاثيان أيضا وكل منهم يمسكه عنصر من التنظيم المتشدد ويهدده بسكين، اثنان كشفا عن وجهيهما وثالث توسطهما مرتديا الأسود ومغطيا وجهه.

وقد بادر الأخير للتحدث باللغة الفرنسية بلكنة يُرجّح أن تكون لفرنسي، موجها رسالة إلى من أسماهم «حلفاء فرنسا في لبنان»، زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، قائلا: «اسمعوني جيدا.. الدولة الإسلامية هي اليوم في حالة حرب ضد حزب اللات (حزب الله)، الذي يتدخل في شؤون المسلمين في الشام، والذي قتل نساءنا وأطفالنا. وأضفتم اليوم إلى جرائمكم، جريمة جديدة، من خلال تعاونكم مع حزب اللات (حزب الله)، ومن خلال تحويلكم الجيش اللبناني إلى مجرد دمية في يد الحزب، من خلالها يستهدف أهل السنة». وحمل عنصر «داعش» الزعماء الثلاثة، مسؤولية مستقبل العسكريين المختطفين، لافتا إلى أن «مصيرهم، حياتهم أو موتهم، رهن بقراركم».

يُذكر أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها تنظيم «داعش» عنصرا ليتحدث بالفرنسية بملف يعني اللبنانيين. فقد آثر تنظيما «النصرة» و«داعش» في المرحلة الماضية توجيه الرسائل باللغة العربية.

وقال والد الجندي محمد يوسف لـ«الشرق الأوسط» والذي بدا حزينا ومرهقا: «لم أعرف طعم النوم منذ أن شاهدت الفيديو على إحدى الشاشات اللبنانية الساعة العاشرة مساء الخميس، إنني أسلم أمري وأمر الشباب المخطوفين لله».

ولفت يوسف إلى أن إمام وخطيب مسجد «أبو الأنوار» في مدينة طرابلس شمال لبنان، الشيخ وسام المصري زارهم في خيم الاعتصام في منطقة رياض الصلح وسط بيروت مساء الخميس آتيا مباشرة من جرود بلدة عرسال الشرقية بعد ما التقى 9 من العسكريين المختطفين لدى «داعش»، مطمئنا إلى أنهم بخير وأن اثنين فقط منهم مصابون ببعض الالتهابات.

ونقل يوسف عن الشيخ المصري تأكيده أنه «قادر وفي حال تم تكليفه من قبل الحكومة بالملف بأن يحرر 3 أو 4 من العسكريين ببادرة حسن نية، وأن ينهي الملف خلال أسبوعين»، موضحا أنه ينتظر اتصالا من «داعش» ليعود إلى الجرود، حاملا المطالب النهائية للتنظيم وتعهدا بعدم إعدام أي من العسكريين.

وتضاربت المعلومات حول إذا ما كان الخاطفون وبالتحديد «جبهة النصرة» و«داعش» قد وكلوا المصري التفاوض باسمهم. والمصري شيخ سلفي، سبق له أن تولى إمامة مسجد القبة ومسجد السنة والإحسان في طرابلس، كما شغل منصب المشرف العام على وقف التراث الإسلامي الكويتي في طرابلس. وكان من بين المشايخ الذين انتسبوا إلى «اللقاء السلفي» المعتدل والذي وقع ورقة تفاهم مع حزب الله. أما اليوم، فهو إمام وخطيب في مسجد أبو الأنوار في سوق الذهب في طرابلس.

وكان الجيش اللبناني أوقف الأسبوع الماضي الشيخ حسام الغالي، الذي وكلته «هيئة العلماء المسلمين» التفاوض مع الخاطفين، في جرود عرسال أثناء انتقاله إلى مكان احتجاز العسكريين، في وقت لم تقرر الحكومة حتى الساعة توكيل أي وسيط رسمي من قبلها.

واستكملت اللجنة المنبثقة عن أهالي العسكريين المختطفين يوم أمس جولتها على المسؤولين السياسيين، فالتقت رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد أن موضوع المقايضة «قائم بالمبدأ»، مشيرا إلى أنه ينسق مع النائب وليد جنبلاط، «وحسب المعلومات التي وردتني إن شاء الله الأمور أفضل».

وقال بري: «تأكدوا أن كل لبناني، لأي طائفة أو مذهب أو فئة أو منطقة انتمى، يعيش في هذه القضية ويعتبرها قضيته، لا بل إن كل لبناني يعتبر أن جزءا منه مأسور ومخطوف مع أولادكم وإخوانكم العسكريين».

بيروت: بولا أسطيح – الشرق الأوسط