الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠٢٤
على الرغم من الصورة الضبابية لمستقبل التعليم العالي في المملكة المتحدة وبخاصة إنجلترا، فإن هناك سياسة جديدة قد تحدث تحولاً كبيراً، أتمنى الاسترشاد بها في أنظمتنا التعليمية في المنطقة العربية، ألا وهي سياسة استحقاق التعلم مدى الحياة (LLE) التي سيبدأ تطبيقها سبتمبر 2025. وللتوضيح ففي الوقت الحالي من حق الطلاب في إنجلترا الحصول على قرض دراسي للدراسة الجامعية يتم سداده بعد التخرج والالتحاق بالعمل على دفعات بسيطة، ولكن تهدف السياسة الجديدة إلى تقديم خيارات تمويل أكثر مرونة للدارسين، حيث تسمح بالحصول على قروض تصل إلى 37000 جنيه إسترليني، ويمكن استخدام ذلك المبلغ لمجموعة متنوعة من الدورات التدريبية المتطورة والمؤهلات الفنية وليس فقط للدراسة الأكاديمية التقليدية. كما يمكن للدارسين استخدام القروض لتمويل وحدات دراسية بدلاً من الالتزام بالدرجات العلمية الكاملة، وقد تم تصميم هذه السياسة لمساعدة الطلاب على بناء مهاراتهم بما يتناسب مع التزامات الحياة الأخرى، كما سيتم تسهيل تحويل الساعات المعتمدة بين المؤسسات التعليمية، فيمكن للطالب الدراسة في جامعات ومعاهد عدة، و«تجميع» ساعات معتمدة من مؤسسات تعليمية وتدريبية مختلفة لاستكمال مساق أو درجة علمية. وإضافة إلى الرسوم الدراسية ستتوافر قروض ميسرة لتغطية تكاليف المعيشة، وسيقيم الدعم على أساس الدخل، وسيتضمن منحاً إضافية لذوي الاحتياجات الخاصة، وسيقوم مكتب الطلاب بالإشراف على مقدمي الدورات الممولة، وستؤدي السياسة الجديدة إلى التحول نحو عروض…
الخميس ٢٣ مايو ٢٠٢٤
النميمة ونقل الأخبار والشائعات من السلوكيات المزعجة والمنتشرة في العديد من أماكن العمل، وغالباً ما يُنظر إليها على أنها غير ضارة أو حتى مسلية، ومع ذلك يمكن أن يكون لها آثار سلبية عميقة على كل من الأفراد والمؤسسات ككل. لا توجد مجتمعات خالية من هذا السلوك المزعج. من المهم أن يتم أخذ هذا الموضوع على محمل الجد، والتعامل معه من قبل أي إدارة، ووجود سياسة واضحة بهذا الشأن، لما له من آثار قد تقوض الجو العام والروح المعنوية لبيئة العمل، فمن الآثار السلبية لهذا السلوك، أولاً: تآكل الثقة وتفكك الفريق، فـ«القيل والقال» يخلق بيئة من عدم الثقة المهمة للعمل الجماعي، وقد يشعر الزملاء الذين يتعرضون للنميمة بالعزلة والحكم عليهم بشكل غير عادل، ما يؤدي إلى توتر العلاقات، كما يمكن أن يمتد تآكل الثقة إلى ما هو أبعد، بحيث يؤثر على التعاون والتنسيق، حيث يختار الفرد عدم العمل مع أفراد بعينهم بسبب هذا السلوك منهم. ثانياً: انخفاض الروح المعنوية ومستوى الإنتاجية، فيشعر الموظفون بالقلق أو الإحباط، ما يؤدي إلى انخفاض الرضا الوظيفي. ثالثاً: زيادة التوتر، فكون الشخص موضوعاً لـ«القيل والقال» أو الشائعات قد يؤدي لشعور بالضيق وعدم الارتياح، وقد يعاني البعض الاكتئاب بسبب هذا السلوك، ما قد يؤثر على صحتهم وأدائهم بشكل عام، وقد يكون ذلك سبباً للبحث عن عمل آخر.…
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤
مَن منا لم يتعرض لوعكة صحية، أو احتاج إلى البقاء في المستشفى لفترة ما؟ ومَن منا لم يكن له قريب أو صديق مرَّ بذلك؟ دائماً يرتبط المرض والوجود في مرافق الرعاية الصحية بالقلق والترقب، لمعرفة الحال، والخطوات القادمة، ومتى سيعود المريض إلى حالته الطبيعية. وبجانب أهمية تلقي العلاج والدواء الصحيح، هناك أهمية قصوى لحقوق المريض، وهي قائمة طويلة ومهمة، لذا اهتمت منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية بنشر الوعي، والالتزام بميثاق حقوق المرضى. في ما يلي بعض الحقوق الأساسية للمريض، التي يجب أن تبذل جميع الجهات، مقدمة الخدمات الصحية، كل العناية والاهتمام بتطبيقها، والرقابة على الأطقم الطبية والفنية والتمريضية، للتأكد من الالتزام الصارم بها في كل إجراء وتشمل القائمة أولاً: الحق في التعرّف إلى هوية الطبيب المعالج والممرضين والقائمين على رعايته. ثانياً: للمريض الحق في الحصول على معلومات وافية عن تشخيص مرضه، وخطة علاجه باستخدام مصطلحات واضحة ومفهومة له، مع توفير خدمات الترجمة عند الحاجة. ثالثاً: الحق في الحصول على رعاية طارئة عند الحاجة. رابعاً: الحق في الموافقة المسبقة على الخدمات الطبية، وتقرير ما إذا كان المريض يرغب في الحصول على دواء معين أو خدمة معينة من عدمه، واستشارة طبيب آخر إن لزم الأمر. خامساً: الحق في السرية والكرامة الإنسانية والخصوصية، فلا تتم مناقشة حالة المريض أمام آخرين، أو إطلاع…
الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
الافتراض هو أن نعتقد شيء ما دون دليل مقبول، ثم نتصرف على هذا الأساس دون التحقق من صحة الافتراض، فالافتراضات مريحة لعقولنا، ولكنها قد تؤدي لمشكلات كبيرة بل إلى كوارث. وتؤدي الافتراضات غير المؤكدة إلى سوء فهم كبير، واتخاذ قرارات غير فعالة في العمل وفي الحياة الشخصية، حيث يمكن أن تتسبب الافتراضات في سوء التواصل والصراع وضياع الفرص. مثلاً، قد يفترض المدير أن الموظف يفهم التفاصيل الدقيقة في مشروع ما، دون تأكيد صريح وواضح، ليجد أن أموراً هامة جداً قد أسيء فهمها، مما يؤثر على نتائج المشروع. وبالمثل، قد يفترض الموظفون أنهم يعرفون التوقعات المتعلقة بأدوارهم أو الأهداف الاستراتيجية لمكان عملهم، دون التحقق من ذلك وبالتالي قد تأتي النتائج دون المستوى وفي الحياة الشخصية، تعتبر الافتراضات إشكالية بنفس القدر، فقد تتأثر العلاقات بشدة عندما يفترض المرء أنه يفهم مشاعر شريكه أو أفكاره دون حوار مفتوح، بحجة أن هذا الأمر أو ذاك هو "أمر بديهي" لكن عملياً لا يوجد شيء اسمه أمر بديهي. مثل هذه الافتراضات يمكن أن تؤدي إلى صراعات وجفاء عاطفي. تخيل أسرة تسافر لقضاء العطلة الصيفية، وفي المطار اكتشفوا عدم وجود جوازات السفر، فالزوج افترض أن الزوجة أحضرتهم والزوجة اعتقدت أن الزوج أحضرهم، ولم يكلف أياً منهما نفسه أن يتحقق من صحة الافتراض. لذلك يعد التحقق من صحة…
الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠٢٤
استلهمت فكرة المقال من الصديق الأستاذ سمير الحفناوي، الذي حدثني عن موضوع استسراع أو تسريع النمو، وهو أسلوب تسويقي طوّرته الشركات سريعة التوسع، لتشجيع نمو الأعمال في وقت قصير، وفي الأغلب يكون ذلك بميزانية محدودة. جوهر استسراع النمو هو التركيز المستمر على النمو، (على النمو فحسب)، باعتباره المقياس الأساسي للنجاح. ويختلف هذا النهج عن التسويق التقليدي، كونه أكثر تحليلاً، وأكثر مرونة، للاستفادة من التسويق الرقمي بشكل مبتكر كما فعلت شركة «مونداي دوت كوم» التي تخطى عدد مستخدميها أكثر من مليون خلال السنة، وقد كان لكتاب «Hacking Growth» أو «اختراق النمو» للمؤلفين «شون إليس» و«مورجان براون» الأثر الكبير في نشر هذا المفهوم وممارساته في تحقيق نمو سريع ومستدام للأعمال، من خلال التركيز على اكتساب العملاء، والاحتفاظ بهم، حيث يؤكد المؤلفان أهمية استخدام البيانات والتجارب السريعة. تشمل الأساليب الأساسية، أولاً: عقلية تسريع النمو، حيث يكون التركيز على الإبداع والتفكير التحليلي والاستجابة للبيانات بدلاً من ميزانيات التسويق الكبيرة. ثانياً: التركيز على تفاصيل عملية التسريع، حيث يقدم المؤلفان مخططاً تفصيلياً لإجراء تجارب النمو. ثالثاً: التعلم المستمر والتكرار، فتشجيع العملية التكرارية، واستخلاص الدروس من التجارب السابقة يحسّن الاستراتيجيات. رابعاً: الاستحواذ السريع: التقنيات التي تشجع المستخدمين على مشاركة المنتج مع مستخدمين محتملين آخرين، وتشجيعهم على شرائه وبالتالي خفض كُلفة التسويق والبيع، وزيادة الانتشار بشكل كبير، مع…
الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠٢٤
نواجه جميعنا الكثير من الأنماط السلوكية في العمل، منها سلوك حميد، ومنها مزعج، مثل عدم احترام الوقت، أو عدم احترام الخصوصية، أو التسويف وعدم إكمال المهام في الوقت المحدد، ولكن أكثر آفة مزعجة – بالنسبة لي على الأقل – هي كثرة الكلام. فبعض الأشخاص لديهم قدرة ماراثونية على الاستمرار في الكلام لساعات دون انقطاع، ودون إعطاء الآخرين فرصة للحديث، وبمجرد أن تقول لهم صباح الخير، ينفتح حديث لا نهاية له! فكيف يمكن التعامل مع الزملاء كثيري الكلام بطريقة مهذبة ودون جرح مشاعرهم؟ يبدو أن موضوع كثرة الكلام أو «الرغي» هو آفة منتشرة في كل الثقافات، حيث تعاملت في بيئات ودول مختلفة، ودائماً ما يوجد شخص لديه هذه المشكلة، وبالطبع هو أو هي لا يدرك أن هناك أي مشكلة، وعادة فإن الشخص الثرثار ليس لديه جهاز استقبال، فهو يرسل فقط، حتى عندما يسألك سؤالاً، لا ينتظر سماع الإجابة، فبمجرد أن تبدأ في الإجابة يباغتك بسؤال آخر، وحينما تسأله عن شيء، يتكلم في شتى الموضوعات ما عدا أن يجيبك إجابة مباشرة عن السؤال. لحسن الحظ، هناك طرق للتعامل مع هؤلاء، أهمها، في رأيي، هو تجنب الكلام معهم من الأساس، وإن كان لابد، فيمكن أن يكون بطريقة محددة، وهي أن يتم تحديد اجتماع وأجندة لهذا الاجتماع، مع تحديد وقت للكلام لكل طرف. الاستراتيجية…
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠٢٤
استكمالاً للحديث عن هذا الموضوع المهم، يستعرض مقال اليوم، أساليب معالجة «الاحتراق الوظيفي». وتلخص بوابة «Mindtools» بعض الطرق العملية، كما وضعت باحثة علم النفس الشهيرة كريستينا ماسلاش مع زملائها أداة مقننة، لقياس «الاحتراق الوظيفي» تتكون من 22 عنصراً، وتقيس بفاعلية الجوانب الثلاثة له، وهي: الإرهاق العاطفي، وتبدد الشخصية، وضعف معدل الأداء والإنجاز. وتعد هذه الأداة The Maslach Burnout Inventory™ (MBI)، المقياس الذهبي لقياس «الاحتراق الوظيفي»، حيث يستخدمها المتخصصون منذ أكثر من 35 عاماً. من المهم عندما تبدأ أعراض الاحتراق في الظهور ألا نركز على الحلول قصيرة الأجل، كأن نأخذ إجازة، بل لابد من التركيز على الاستراتيجيات التي ستكون ذات تأثير أعمق، وتحدث تغييراً دائماً. وفي ما يلي بعض الاستراتيجيات المجربة: أولاً: العمل بهدف، بأن يتأكد الشخص من وجود هدف محدد وواضح للحياة المهنية، وليس مجرد الحصول على راتب، حيث يمكن لإعادة اكتشاف الهدف أن يقطع شوطاً طويلاً نحو مساعدة الأشخاص على تجنب الاحتراق والتوتر، وكطريقة للقيام بذلك انظر إلى التأثير الأعمق لما تفعله كل يوم، وكيف يجعل عملك حياة الآخرين أفضل؟ كيف يمكنك إضافة معنى إلى ما تفعله كل يوم؟ وإذا كنت تعتقد أنك في الوظيفة أو المكان الخطأ، قم بتطوير استراتيجية مهنية، لمساعدتك على التخطيط لمهنة أفضل ومكان أفضل. ثانياً: إجراء تحليل الوظيفة، عندما تواجه عبء العمل الزائد، قم…
الأربعاء ١٣ مارس ٢٠٢٤
ربما يعاني الكثير منا مشكلة كبيرة تؤثر في حياتنا العملية والاجتماعية دون أن ندري، ألا وهي مشكلة «الاحتراق الوظيفي» أو Burnout، وبحسب مجلة «هارفارد بنس ريفيو»، فإن «الاحتراق الوظيفي» هو حالة نفسية تصيب الموظف، وتُفقده الرغبة في العمل، وتقلل إنتاجيته فيميل إلى تأجيل المهام، ويؤديها في اللحظات الأخيرة، وقد تستمر هذه الحالة من بضعة أسابيع إلى أكثر من عامين في بعض الأحيان. وبعملية بحث بسيطة، حصلت على إحصاءات صادمة عن هذه الظاهرة. فبحسب بوابة «Indeed»، يعاني 52% من العاملين «الاحتراق الوظيفي»، ويعتقد 67% من الموظفين أن «الاحتراق الوظيفي» قد تفاقم خلال فترة وباء «كورونا»، وقال 36% من الموظفين إن مؤسساتهم لا تفعل أي شيء للمساعدة في التغلب على «الاحتراق الوظيفي». إن الموظفين الذين يعانون «الاحتراق الوظيفي» هم أكثر عرضة بنسبة 63% لأخذ يوم مرضي، و2.6 مرة أكثر عرضة للبحث عن وظيفة أخرى. وتشير التقديرات إلى أن هذه الظاهرة تكلف الاقتصاد الأميركي أكثر من 500 مليار دولار سنوياً، مع فقدان 550 مليون يوم عمل. لقد عانى 84% من جيل الألفية، الإرهاق في وظائفهم الحالية، مقارنة بـ77% من جميع المشاركين. وتؤكد هذه الإحصاءات الحاجة المُلحة للمؤسسات لمعالجة الاحتراق من خلال استراتيجيات تعطي الأولوية لرفاهية الموظفين، وخلق بيئات عمل داعمة. إذاً، ما الذي يسبب تلك الظاهرة؟ أولاً: كثرة ضغوط العمل، خصوصاً عندما تكون…
الثلاثاء ١٣ فبراير ٢٠٢٤
تلعب الثقافة المؤسسية والقيم المشتركة دوراً حاسماً في نجاح واستدامة أي منظمة، فهي بمثابة العمود الفقري لهوية الشركة، ولها تأثير في اتخاذ القرار، وسلوك الموظفين، ورضا العملاء. ومن خلال تعزيز ثقافة مؤسسية إيجابية، يمكن للشركات تعزيز معنويات الموظفين، وزيادة الإنتاجية، ودفع الابتكار. يستكشف هذا المقال أهمية ثقافة الشركات والقيم المشتركة من خلال أمثلة عملية من سيناريوهات الحياة الواقعية. على سبيل المثال، شركة «غوغل»، التي ربما لا يوجد شخص في العالم لا يعرفها، تتلخص ثقافتها المؤسسية في كلمتي الابتكار والانفتاح، فثقافتها المبتكرة وبيئة العمل المنفتحة تدعمان فلسفة الشركة التي تتلخص في تنظيم المعلومات حول العالم وجعلها مفيدة، ويمكن الوصول إليها عالمياً وبالتالي تم بناء ثقافتها على الالتزام بالانفتاح وسهولة الوصول لمنتجات الشركة. كما تشجع «Google» ثقافة الإبداع والابتكار من خلال السماح للموظفين بقضاء 20% من وقتهم في المشاريع الشخصية التي تهمهم، وقد أدى هذا النهج إلى تطوير منتجات رئيسة مثل «Gmail» وأخبار «Google»، ما يوضح كيف يمكن لثقافة الحرية والابتكار أن تحقق النجاح. مثال آخر هو شركة «ثاوس ويست إيرلاينز Southwest) Airlines)، حيث أدى التزام شركة الطيران بالحفاظ على قوة عاملة سعيدة ومتحمسة إلى مستويات عالية من الاحتفاظ بالموظفين، وانخفاض معدلات الاستقالات. وعلى العكس من ذلك فإن الثقافات التي تعزز القيم السلبية مثل الانعزال، وغياب الشفافية والرؤية المؤسسية وعدم تقدير الجهود…
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠٢٤
عندما تتعطل الطابعة أو تواجهنا مشكلة في استخدام التكنولوجيا، نتصل مباشرة بالدعم الفني، فيقوم متخصص بحل المشكلة، سواء عن بُعد أو في المكان نفسه. إن خصائص مثل هذا الشخص، وإمكانية العثور عليه، تفتح نقاشاً مثيراً للاهتمام حول مستقبل الدعم الشخصي، وفي الوقت الحالي يساعد الذكاء الاصطناعي إلى حد ما، لكن مهما بلغ تطوّر التكنولوجيا سنظل في حاجة لبعضنا بعضاً، وسيظل الإنسان بحاجة لأخيه الإنسان. فما هي خصائص هذا الداعم الشخصي! ينبغي أن يمتلك متخصص الدعم الشخصي قاعدة معرفية واسعة ومتعددة الاستخدامات، ويتمتع بمهارة عالية في التكنولوجيا، التمويل، الصحة، وعلم النفس، وحتى المسائل القانونية الأساسية، وتمتد خبرته من استكشاف أخطاء الكمبيوتر وإصلاحها، إلى تقديم إرشادات بشأن التمويل الشخصي، أو المسائل الصحية، وينبغي أن يكون التعاطف والذكاء العاطفي في صميم مجموعة مهارات هذا الداعم الشخصي. لن يقوم هذا المحترف بحل المشكلات فحسب، بل سيوفر أيضاً الدعم العاطفي والتشجيع، ما يجعله مصدراً للراحة والثقة، حيث إن مهارات الاتصال لديه ذات أهمية قصوى، ويكون هذا الفرد صبوراً ومستمعاً جيداً وقادراً على تعديل أسلوب التواصل الخاص به ليناسب الشخصيات والمواقف المختلفة. يتمكّن الداعم الشخصي من التعامل مع كل قضية بمنظور جديد، ويفكر خارج الصندوق لإيجاد حلول مبتكرة. كما أن قدرته على تحليل المواقف وتحديد المشكلات الأساسية والتنبؤ بالآثار المحتملة من شأنها أن تمنع المشكلات قبل…
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠٢٤
يعتبر الغرض أو الغاية النهائية من الالتحاق بالمؤسسات التعليمية ليس فقط الحصول على شهادة تثبت سنوات التعلم، ولكن اكتساب مهارات ومعارف واتجاهات أو سلوكيات تؤهل الخريج للحصول على عمل مناسب، وكذلك النجاح في هذا العمل، وبناء مسار وظيفي شيق وممتع. ويُعد اكتساب المهارات الشخصية في المؤسسات التعليمية أمراً بالغ الأهمية للتطوير الأكاديمي والمهني للخريجين. تشير الأبحاث إلى أن المهارات الشخصية ترتبط ارتباطاً مباشراً ليس فقط بتحسين التحصيل الأكاديمي، بل بتسهيل حصول الخريج على عمل، مما يجعلها ضرورية لرحلة الطلاب التعليمية ومهنهم المستقبلية، على سبيل المثال، يركّز الكثير من الدراسات (موقع ريسرتش جيت) على أهمية مهارات التواصل الفعال، وأساليب حل المشكلات ومهارات التفاوض ومهارات العرض والتقديم، وكذلك المهارات التكنولوجية، مثل وسائل البحث والذكاء الاصطناعي، ومهارات اللغة والكتابة الصحيحة بمهنية وإعداد التقارير، والقدرة على التعلم والتعرف إلى أكثر الأساليب فعالية للتعلم، وكذلك العمل الجماعي. ويعتبر ما سبق أمراً حيوياً للنجاح في العمل، سواء كان وظيفة أو عملاً حراً. ولا شك أن المعلمين يتحملون مسؤولية رعاية وتطوير هذه المهارات لدى الطلاب من خلال توفير الفرص للممارسة والتطبيق في سياق مؤسسات التعليم العالي، ولكن لن يتمكن المعلمون وحدهم من ذلك دون أن تكون هناك منظومة متكاملة واستعدادات جادة لهذا الغرض. يطلق على تلك المهارات Soft Skills، أي باللغة العربية المهارات اللينة أو المهارات الناعمة،…
الثلاثاء ٠٢ يناير ٢٠٢٤
تزداد الجرائم الإلكترونية بطريقة ملحوظة، وتتطور أساليب استخدامها يومياً، وقد أصبحت مشكلة متزايدة، تحتاج إلى انتباه شديد، إذ تزايد عدد الضحايا بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. لقد طالت الهجمات الإلكترونية مختلف دول العالم، وتعد بريطانيا الأعلى على مستوى العالم من حيث عدد ضحايا الجرائم الإلكترونية لكل مليون مستخدم للإنترنت، والذي بلغ 4783 في ديسمبر 2022، بزيادة 40% على أرقام 2020. يأتي أكبر تهديد للمؤسسات من التصيد الاحتيالي، أو ما يُطلق عليه «Phishing»، حيث يتم خداع المستخدمين، لفتح الروابط أو إدخال بياناتهم، مثل اسم المستخدم وكلمة المرور أو فتح المرفقات الضارة. وفي بريطانيا تعرضت 88% من المدارس الابتدائية لهذا النوع من الهجمات في العام الماضي، إضافة إلى 87% من المدارس الثانوية، و93% في الكليات التقنية، و97% في مؤسسات التعليم العالي. إن الهجوم السيبراني هو محاولة متعمدة من قبل فرد أو مجموعة، لإتلاف أو تعطيل أو الوصول إلى أنظمة الكمبيوتر أو الشبكات أو الأجهزة. وتشكل الهجمات السيبرانية، تهديداً مستمراً للمؤسسات والأفراد. بالنسبة للأفراد يمكن أن تكون الكُلفة كبيرة، خصوصاً إذا وصل الاحتيال السيبراني إلى الحساب البنكي، أو تمت سرقة معلومات الدخول لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تتم عمليات ابتزاز مقابل عدم نشر أسرار أمر ما. وبالنسبة للشركات يمكن أن تكون الكُلفة والآثار طويلة المدى للهجوم السيبراني مدمرة، بل قد تؤدي…