علاء جراد
علاء جراد
الرئيس التنفيذي لمؤسسة المستثمرين في الموارد البشرية بالإمارات ورئيس المجلس الاستشاري لجامعة سالفورد البريطانية

العلاج النفسي بأسلوب «يونج»

الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠٢٢

تستهويني القراءة في علم النفس، وأتمنى أن يتم إدراج كتاب مقدمة في علم النفس في المراحل التعليمية كافة، فمعرفة النفس البشرية وفهم الإنسان لذاته يساعد بدرجة كبيرة جداً في حل المشكلات، بل تلافي وقوعها من الأساس، حيث يحدث تقارب وتفاهم بين الناس، ولاشك أن أغلب مشكلاتنا الحياتية ناتجة عن مشكلات في التواصل والتعبير، ونقص الوعي بطبيعة الشخصيات التي نتعامل معها. إن معرفة المرِء ذاتَه هي أساس معرفة العالم ومعرفة المولى عز وجل، وقد صاغها الفيلسوف إيكارت ميستر بأن سبيل المرء الوحيد إلى معرفة الله هو أن يعرف نفسه. وقال تعالى في سورة فصلت (53) «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآْفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ». لقد أسّس المفكر السويسري كارل يونج علم النفس التحليلي، وهو نهج تحليلي شامل للعلاج يسعى إلى تحقيق التوازن والاتحاد بين الأجزاء الواعية وغير الواعية من العقل، وقد أطلق على هذا الفرع من علم النفس «علاج يونج»، وهو مبني على فكرة أن اللاوعي هو مصدر الحكمة والإرشاد الذي يمكن أن يساعد في تشجيع النمو النفسي. وبالطبع لا يمكن ممارسة التحليل اليونجي Jungian إلا من قبل محللين مؤهلين. يساعد علم النفس التحليلي أولئك الذين يعانون مشكلات القلق، الإدمان، الصدمات النفسية، وتقلبات الشخصية، ويتم ذلك من خلال استكشاف النمو الشخصي، وتحديد الأسباب التاريخية للمشكلات النفسية، مثل صدمات الطفولة.…

اختيار التخصص الدراسي

الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢

يستعد أبناؤنا هذه الأيام للتسجيل في الجامعات وهم بصدد قرارات مصيرية في حياتهم وحياة المحيطين بهم، ولكن أجد أن نسبة بسيطة جداً من الطلاب يعرفون ماذا يريدون على وجه الدقة والأغلبية العظمى في حيرة كبيرة وإن لم يكونوا في مدارس خاصة فيها مرشدون أكاديمون نجد الأبناء يتخبطون بين رغبات الأهل ونصائح الأصدقاء، وبالطبع كل ينصح من منظوره الشخصي وليس من منظور سوق العمل واحتياجات المستقبل، بعض الأهالي يحاولون المساعدة بالإرشاد والتوجيه، وبعض الأهالي يصرّون على أن يدرس أبناؤهم تخصصاً معيناً. فما التخصصات الأفضل لأبنائنا، خصوصاً في حال لم يكن الأبناء قد قرروا بأنفسهم ما يرغبون فيه؟ بحكم خبرتي في هذا المجال، أقترح أن يحاول الأبناء معرفة أي الموضوعات تستحوذ على اهتمامهم، وما الأمور التي يجدون فيها متعة لمعرفة المزيد، وما الموضوعات التي تثير فضولهم أكثر، ولا يجدون صعوبة في تعلمها، من ناحية أخرى يجب النظر للمستقبل ومدى القابلية للحصول على وظيفة في هذا المجال أو إنشاء عمل خاص، أو كلاهما، وهنا لابد من النظر بشمولية أكثر فسوق العمل ليس مقتصراً على السوق المحلية بل أصبح العالم أكثر انفتاحاً وأصبح الحصول على وظيفة في أي دولة ليس بالأمر الصعب طالما أن الشخص لديه المؤهلات، والمهارات والاتجاهات المناسبة، وأقصد بالمؤهل الدرجة العلمية، أما المهارات في مقدرة الفرد على أداء مهام معينة بإتقان…

شركة «الأمم المتحدة» للجوائز

الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠٢٢

انتشر أخيراً خبر عن تكريم بعض الشخصيات الفنية في مجلس الشيوخ الفرنسي، الخبر تناقلته بعض القنوات الإعلامية غير المشهورة، ولكن بعد قليل تناقلته بعض القنوات المشهورة، هذا بخلاف انتشاره على وسائل التواصل الاجتماعي. لفت انتباهي حيثيات الفوز، وحصولهم على جائزة «الأكثر تأثيراً في العالم العربي»، خصوصاً أن أحدهم غير معروف، ولا تتعدى إنجازاته حدود صفحته على «فيسبوك»، التي لا تخلو من كم كبير من الأخطاء الإملائية. بعملية بحث بسيطة، اتضح أن مجلس الشيوخ الفرنسي لا علاقة له بالأمر، وأن وراء المبادرة سيدة تدعي أنها سفيرة الأمم المتحدة للسلام، وقد استأجرت غرفة بداخل أو بالقرب من القصر الذي يضم مجلس الشيوخ، أقامت فيها ندوة، أطلقت عليها مؤتمر، ثم كرّمت تلك الشخصيات. المهم في الموضوع أن هذه السفيرة تدعي أنها أستاذ بجامعات عدة في بريطانيا وفرنسا ومصر والمغرب، والأهم أنها أيضاً تدعي حصولها على لقب سفيرة الأمم المتحدة من «الجمعية الملكية للأمم المتحدة»، وبالبحث أيضاً لم يثبت وجود جهة رسمية أو شبه رسمية بهذا المسمى. هذا مثال واحد من مئات، وربما آلاف، الأمثلة التي تعكس كمية السطحية والتدليس والخداع الذي يمارسه البعض، ويقع فيه الكثير، سواء عن علم أو جهل. هناك أحد الأشخاص يقيم أيضاً في دولة أوروبية، أسس شركة افتراضية مجرد عنوان على الإنترنت، سماها باسم يكاد يطابق «المفوضية الأوروبية»، واتخذ…

المعارك الصامتة

الثلاثاء ٠٧ يونيو ٢٠٢٢

لم أحزن منذ سنوات بقدر حزني على تلك الأم المكلومة التي ذبحت أطفالها الثلاثة في مصر، ثم حاولت التخلص من حياتها، القصة مؤلمة والرسالة التي تركتها لزوجها أشد إيلاماً، قالت الأم باختصار إنها لم تعد تتحمل الحياة وما تمر به، وشعرت بتقصير شديد تجاه أطفالها وزوجها، واعتقدت أنها بذلك خلصتهم من المصاعب التي يواجهونها، وتمنت الخير لزوجها وأن يرزقه زوجة وأبناء أفضل، قد يلومها البعض ويعتبر أن ما حدث هو قلة إيمان، لكن من الواضح أن الأطفال كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة وأن الأم واجهت الكثير من اللوم والحكم من كل من حولها أنها السبب وأنها المقصرة في تربيتهم، خصوصاً أن الوالد يعمل في دولة أخرى، لم تر الأم سوى السواد والألم، وتخيلت أبناءها يتم التهكم عليهم والتنمر بهم، واستشعرت الألم والمعاناة التي سيواجهونها في الحياة، وعلى غرار الفيلم المؤلم «شاتر آيلاند» قررت الأم إنهاء حياة أطفالها. لا أحد يعلم المعاناة والمعارك الصامتة التي كانت تمر بها الأم، ولا يتخيل أحد قسوة المجتمع، ولا أحد يتخيل كم يمكن أن تجرح الكلمة أو النظرة أو الطُرفة التي قد تطلق بدون قصد، هذه الأم.. واحد من ملايين البشر الذين يخوضون معارك صامتة ولا أحد يعلم بهم أو يمد لهم يد العون، وقد يكون أحياناً قمة العون أن يتركهم الناس لحالهم دون تدخل…

«إيستي لودر» رائحة النجاح

الخميس ٣١ مارس ٢٠٢٢

إن دراسة تجارب الفشل والنجاح مصدر رئيس من مصادر التعلم للأفراد والمؤسسات، وهناك شريحة من البشر تركوا بصمة كبيرة على عالمنا، سواء من حيث ابتكار منتجات أسعدت العالم وأضفت عليه لوناً ورائحة، أو من حيث ابتكار وترسيخ أسس ريادة الأعمال الحقيقية. مقال اليوم يتحدث عن إيستي لودر Estee Lauder «لم أحلم أبداً بالنجاح. لقد عملت من أجله» إحدى مقولات إيستي لودر، مؤسسة الشركة التي تحمل اسمها، ويعمل بها أكثر من 60 ألف موظف. كانت إيستي ذات رؤية في ريادة الأعمال، وأثبتت أن كل شيء ممكن إذا كنت تجرؤ على الحلم وكانت لديك الشجاعة لتحقيق ذلك. كانت إيستي سابقة لزمانها في كل شيء نقوم بتدريسه اليوم في إدارة الأعمال، أنشأت وأدارت واحدة من أكثر الشركات المرموقة والمبتكرة في العالم، وقد فعلت كل ذلك بسحر وروح دعابة وأسلوب رائع تحدّث عنه كل من تعامل معها. بدأت السيدة إيستي لودر عملها بأربعة منتجات للعناية بالبشرة، معتمدة على قناعة بسيطة، وهي أنه يمكن لكل امرأة أن تكون جميلة بشكل أو بآخر، وبالإصرار والمثابرة، غيرت إيستي وجه صناعة مستحضرات التجميل. ولدت في نيويورك عام 1908 لوالدة مجرية ووالد تشيكي، وبدأ اهتمامها بالجمال في المدرسة الثانوية عندما جاء خالها المجري للعيش مع أسرتها وصنع بعض الكريمات للبشرة، أولاً في المطبخ، ثم في المختبر في إسطبل بالحديقة…

الإجهاد المؤسسي

الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠٢٢

تعتبر المؤسسات والمنشآت أنظمة «إيكولوجية» متكاملة، تحتوي على أنظمة فرعية تتكامل مع بعضها بعضاً، وهناك أنواع من الأنشطة التي تتم داخل المؤسسات، منها الأنشطة المؤقتة التي تنتهي خلال فترة زمنية معلومة، وهذه تسمى مشروعات، أما الأنشطة الدائمة والمتكررة التي لا تنتهي فتسمى العمليات. وفي المؤسسات التي يتسم عملها بالتغيير المستمر، ووجود الجديد بصفة دائمة، قد يحدث نوع من الإرهاق أو الإعياء المؤسسي، حيث تستهلك الموارد المتاحة بصفة مستمرة، وتتراكم الأعمال بكثرة، ويصبح الهم الأكبر لكل عضو بالمؤسسة الالتزام بمواعيد تسليم المهام، وقد يؤدي ذلك إلى حالة من التوتر داخل العمل وخارجه. إن كثرة المشروعات، وسرعة وتيرة التغيير، وكذلك التغييرات الكثيرة في الهيكل التنظيمي، خصوصاً التغييرات غير المخططة، تؤدي إلى حالة من استنفاد طاقة العاملين، كما تؤثر في صحتهم النفسية، وقد يمتد الأثر إلى خارج العمل، فينتقل الإرهاق والتوتر إلى المنزل، وإلى العلاقات الأسرية، ويعتبر الإرهاق والإعياء بسبب ظروف العمل من أكثر أسباب الاكتئاب والطاقة السلبية لدى معظم البشر. وربما زادت ظروف وباء «كوفيد- 19» من هذه المعاناة، حيث أضيفت هموم وأعباء مالية ونفسية على معظم البشر، وربما نلمس ذلك خلال تعاملنا اليومي مع زملاء العمل، وفي الشارع، ومع عائلاتنا. وحتى يمكن التغلب على هذه المشكلة، لابد أن تنظر المؤسسات بعين الاعتبار لهذه الظروف المستجدة، وبداية تعترف بأننا جميعاً نمر بمرحلة…

التربية البيئية

الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠٢٢

استكمالاً للحديث عن التغير المناخي والقضايا البيئية، أودّ أن أتطرق اليوم لموضوع غاية في الأهمية ربما يكون محركاً قوياً لرفع الوعي والبدء في تنفيذ ممارسات عملية على مستوى الأفراد، فالوعي يشكل الدافع للتحرك الفاعل من أجل الحفاظ على الموارد وعدم تلويث البيئة، أو على الأقل التخفيف من نتائج التلوث البيئي، وعلى الرغم من العدد الهائل للمؤتمرات وحلقات النقاش والزخم الإعلامي، لاتزال هناك فجوة كبيرة بين المشهد الإعلامي والتنفيذ العملي، كما أن الفعاليات البيئية لا تشمل المعنيين كافة وربما تركز فقط على من تشمل طبيعة عملهم العمل في مجال البيئة، لذلك هناك حاجة ماسة إلى إدخال التربية البيئية في المناهج الدراسية كافة، وكذلك تخصيص جانب من وقت وسائل الإعلام المملوكة أو المدعومة من الدول نحو ترسيخ مبادئ وممارسات التربية البيئية. وفقاً لمنظمة اليونسكو، فالتربية البيئية تُعنى بالجهود المنظمة لنشر الوعي حول القضايا البيئية المختلفة، وبصفة خاصة طريقة تعاملنا مع النظام البيئي المحيط بنا، سواء الهواء أو الماء أو التربة أو استهلاك الموارد الطبيعية المتاحة وإدارة النفايات، حتى نستطيع العيش باستدامة وفي بيئة آمنة، وتمتد مناهج التربية البيئية من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية، وكذلك تهتم بالجهود المبذولة لتثقيف الجماهير، بما في ذلك المواد المطبوعة، والمواقع الإلكترونية، والحملات الإعلامية وكل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، فهي عملية تعلم تهدف إلى زيادة معرفة…

تأثيرات الفقر الرقمي

الثلاثاء ٠١ مارس ٢٠٢٢

تواجه معظم دول الشرق الأوسط العديد من التحديات الاقتصادية والأمنية وضعف البنية التحتية، وأخيراً ظهرت مشكلة أخرى، وهي الفقر الرقمي، فمع نهاية عام 2021 أصدرت منظمة اليونيسيف تقارير ونداءات عدة توضح بالأرقام حجم المأساة التي يتعرض لها الطلاب، فمثلاً هناك 39 مليون طالب (40% من تعداد الطلاب) لم يتلقوا دروساً خلال أزمة «كوفيد» بسبب الاغلاق، وعدم وجود تعليم عن بُعد لضعف الإنترنت، أو لعدم وجود تيار كهربائي مستمر، أو لعدم وجود أجهزة رقمية من الأساس، ما زاد الفجوة الإلكترونية، أو على حد تعبير التقارير «الفقر الرقمي». وأوضحت «اليونيسيف» أن بعض البلدان، مثل ليبيا والسودان وسورية واليمن، تقل نسبة الحصول على الإنترنت عن 35%. إن فقدان فرص التعليم لدى 40% من طلاب المنطقة هو خطر كبير جداً، فهؤلاء الطلاب سيستغرقون الكثير من الوقت لاستدراك ما فاتهم من تعلم - هذا بافتراض أن هناك خطة استدراكية من الأساس - وستكبر هذه المشكلة وتتضخم ككرة الثلج مع مرور السنوات، حيث سيتأثر مستوى تحصيل الطلاب ولن يكونوا مؤهلين بالقدر الكافي للالتحاق بسوق العمل وتأمين فرصة عمل توفر لهم حياة كريمة، وكل ذلك على افتراض أن نسبة الـ60% الذين حظوا بفرص التعليم حصلوا فعلاً على فرص تعليم حقيقية. إن هناك حاجة ماسة لتكامل الجهود بين جهات ومؤسسات عدة، فعلى رجال الأعمال القيام بدور اجتماعي نحو…

لا نهاية لإمكانات البشر

الإثنين ٢٠ ديسمبر ٢٠٢١

يبدو أن أسلافنا تمتعوا بقدرات غير عادية قد تعتبر قدرات خارقة بمقاييسنا هذه الأيام، عبر الأزمنة المختلفة طوّر الإنسان قدراته وإمكاناته، بحيث كان لديه القدرة على الاستبصار عن بُعد، أو ما يُعرف بالاستجلاء البصري. وفي العصر الحديث أجرت الولايات المتحدة تجارب في إطار مشروع المستبصرين عن البُعد أو Remote Viewers وبخلاف الروايات عن قدرات الإنسان قديماً، فالعلم يخبرنا بأن لدى العقل البشري إمكانات هائلة لإنجاز أشياء كبيرة وعظيمة، غالباً لايدرك الإنسان وربما لا يتصور أن بإمكانه تحقيق تلك الإنجازات. في عام 1960 تشكّلت حركة باسم حركة الإمكانات البشرية أو Human Potential Movement استقت تلك الحركة مبادئها من علم النفس الإنساني لإبراهام ماسلو. اهتم القائمون على تلك الحركة من أمثال «وليام جيمس» و«كارل روجرز» و«جين هيوستن» بتعزيز فكرة حق الفرد في تحقيق الذات، واعتبرت الحركة بمثابة منهجية للعلاج النفسي، واستكشاف المشاعر والعلاقات، وتم تطوير هذه التقنات بشكل أكبر من خلال مراكز التدريب والكتب، حيث أسهم النشر في التعريف بالحركة، خصوصاً كتب مثل «كن هنا الآن» من تأليف رام داس، و«أنا بخير» لتوماس هاريس. وقد ساعدت مثل تلك الأعمال في نشر أساليب وكتب المساعدة الذاتية الأكثر مبيعاً. لاقت الحركة اهتماماً متزايداً في أوروبا بفضل الدورات التدريبية التي استهدفت المديرين وطلاب الدراسات العليا والعاطلين عن العمل، بتمويل من الاتحاد الأوروبي في الثمانينات والتسعينات.…

«كوب-26» وإنقاذ البيت

الإثنين ٠١ نوفمبر ٢٠٢١

ينعقد حالياً مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دورته الـ26، ويرمز إليه بالحروف COP 26، وهي اختصار Conference of Parties أي مؤتمر الأطراف، وهو مؤتمر دولي بشأن التغير المناخي، حيث يجتمع رؤساء الدول والقادة السياسيون لمناقشة العمل بشأن تغير المناخ، ويتم استضافة المؤتمر كل عام من قبل دولة مختلفة لضمان تمثيل جميع المناطق. هذا العام تتشارك المملكة المتحدة مع إيطاليا في المؤتمر الرئيس الذي سيعقد في مدينة غلاسكو بأسكتلندا. وبموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) لعام 1992، تلتزم كل دولة بموجب المعاهدة بتجنب تغير المناخ الخطير، ويجب أن تعمل كل الدول من أجل إيجاد طرق للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم بطريقة منصفة. وتعتبر الاجتماعات السنوية هي وسيلة للمساعدة في تحقيق ذلك بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. ومن المتوقع أن يحضر نحو 25 ألف شخص تلك الفعالية المهمة التي تنعقد عليها الآمال، فما الذي يأمل سكان كوكب الأرض في تحقيقه؟ سيناقش قادة العالم كيفية تسريع العمل نحو تحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، حيث التزمت الدول باتخاذ خطوات للحد من التسخين العالمي إلى 1.5 درجة مئوية، وأن تعمل الدول على عودة درجة الحرارة لما كانت عليه قبل عصر الثورة الصناعية أو أعلى بدرجة بسيطة. لذا، فقد تم الاتفاق على…

واجب المنع لحماية المجتمع

الإثنين ١٨ أكتوبر ٢٠٢١

يسعى الكثير من الدول لمكافحة الإرهاب والتطرف والذي تخطّى كل الحدود، وتعتمد الجهود الحثيثة للسيطرة على الإرهاب على الوصول إلى جذوره، والتركيز على الوقاية والمنع بجانب العلاج والعقاب، وقد أصدرت دولة الامارات القانون رقم 7 لسنة 2014 بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية، وفي المملكة المتحدة تم إصدار قانون الأمن ومكافحة الإرهاب في عام 2015، ويشير القانون لواجب المنع، حيث ينص على أن تراعي السلطات ومختلف الجهات المعنية منع الأفراد من الانجرار إلى الإرهاب. ويهدف القانون إلى تعطيل قدرة الأفراد على السفر إلى الخارج للانخراط في نشاط إرهابي ثم العودة للوطن، وتعزيز قدرة الجهات التنفيذية على مراقبة تصرفات أولئك الذين يشكلون تهديداً، وكذلك محاربة الأيديولوجية الأساسية التي تغذي الإرهاب وتدعمه وتعاقب عليه. يمنح القانون الشرطة سلطة مصادرة جواز السفر مؤقتاً على الحدود، حتى يتمكنوا من التحقيق مع الأفراد المشتبه فيهم، وتحسين قدرة جهات القانون على معرفة المسؤول عن إرسال اتصالات الإنترنت، وتعزيز أمن الطيران والبحرية والسكك الحديدية والكثير من الأهداف الأخرى. ولكن من المهم الانتباه إلى أن الإرهاب هو نتيجة طبيعية للتطرف الذي يمكن تعريفه بأنه معارضة صريحة أو نشطة للقيم الأساسية، بما في ذلك الديمقراطية وسيادة القانون والحرية الفردية والاحترام المتبادل والتسامح مع الأديان والمعتقدات المختلفة، وأي تشجيع على قتل أفراد من القوات المسلحة. إن التطرف هو عملية تحتوي على مراحل،…

أنواع الأمية

الإثنين ١٣ سبتمبر ٢٠٢١

احتفل العالم يوم الثامن من سبتمبر على استحياء باليوم الدولي لمحو الأمية، الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة عام 1966، وقبلها قامت منظمة «اليونسكو» بجهود عام 1946، ولم يتضح أثرها حتى الآن، وبحسب المنظمة فإن محو الأمية عامل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يعمل على تعزيز المشاركة في سوق العمل، وتحسين الأحوال الصحية والنفسية للأطفال والأسر، والحد من الفقر، وتوفير مزيد من فرص الحياة. على الصعيد العالمي؛ لايزال هناك 750 مليون نسمة على الأقل من الشباب والكبار يعجزون عن القراءة والكتابة، في حين أن 250 مليون طفل يفشلون في اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية، ويؤدي هذا الوضع إلى استبعاد ذوي المستوى العلمي المتدني وذوي المهارات المحدودة من المشاركة والتعلم واكتساب الرزق وتوفير حياة كريمة. في رأيي أن عدد من لا يجيدون القراءة والكتابة أكبر من تلك الإحصاءات الرسمية بكثير، والمتابع لمستوى اللغة على قنوات الـ«سوشيال ميديا» سيدرك أن شريحة كبيرة ممن لديهم شهادات هم بالفعل أميون. وعموماً فالمفهوم التقليدي للأمية، باعتباره مهارات القراءة والكتابة والحساب، ليس النوع الوحيد من الأمية، حيث إن الشخص المتعلم يجب أن يتمتع أيضاً بالقدرة على فهم الأمور وتفسيرها، وعلى الإبداع والتواصل، وذلك في عالم يزداد فيه الاعتماد على المحتوى، وثراء المعلومات. ومن هذا المنطلق ندرك أن هناك على الأقل أربعة أنواع أخرى من الأمية، هي: أولاً…