مخاطر الافتراضات

آراء

الافتراض هو أن نعتقد شيء ما دون دليل مقبول، ثم نتصرف على هذا الأساس دون التحقق من صحة الافتراض، فالافتراضات مريحة لعقولنا، ولكنها قد تؤدي لمشكلات كبيرة بل إلى كوارث. وتؤدي الافتراضات غير المؤكدة إلى سوء فهم كبير، واتخاذ قرارات غير فعالة في العمل وفي الحياة الشخصية، حيث يمكن أن تتسبب الافتراضات في سوء التواصل والصراع وضياع الفرص.

مثلاً، قد يفترض المدير أن الموظف يفهم التفاصيل الدقيقة في مشروع ما، دون تأكيد صريح وواضح، ليجد أن أموراً هامة جداً قد أسيء فهمها، مما يؤثر على نتائج المشروع. وبالمثل، قد يفترض الموظفون أنهم يعرفون التوقعات المتعلقة بأدوارهم أو الأهداف الاستراتيجية لمكان عملهم، دون التحقق من ذلك وبالتالي قد تأتي النتائج دون المستوى وفي الحياة الشخصية، تعتبر الافتراضات إشكالية بنفس القدر، فقد تتأثر العلاقات بشدة عندما يفترض المرء أنه يفهم مشاعر شريكه أو أفكاره دون حوار مفتوح، بحجة أن هذا الأمر أو ذاك هو “أمر بديهي” لكن عملياً لا يوجد شيء اسمه أمر بديهي.

مثل هذه الافتراضات يمكن أن تؤدي إلى صراعات وجفاء عاطفي. تخيل أسرة تسافر لقضاء العطلة الصيفية، وفي المطار اكتشفوا عدم وجود جوازات السفر، فالزوج افترض أن الزوجة أحضرتهم والزوجة اعتقدت أن الزوج أحضرهم، ولم يكلف أياً منهما نفسه أن يتحقق من صحة الافتراض. لذلك يعد التحقق من صحة الافتراضات خطوة حاسمة في عملية صنع القرار. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات للمساعدة في إدارة الافتراضات والتحقق من صحتها

أولاً: اطرح الأسئلة: دائماً تأكد من الافتراضات التي تقوم بها أنت والآخرون من خلال طرح الأسئلة، والتأكد من سبب القيام بما نقوم به قبل المضي قدمًا في اتخاذ القرارات.

ثانياً: اطلب تغذية راجعة باستمرار، يشجع ذلك على الفهم المتبادل للمواقف والقرارات، وبالتالي يؤدي لتجنب الكثير من الأخطاء في العمل والمنزل، وتوضح ما إذا كانت الافتراضات صحيحة.

ثالثاً: فكر في البدائل: فعندما تجد نفسك تقوم بافتراض ما، فكر في الاحتمالات الأخرى، فمثلاً لو فكر الزوج أن زوجته ربما نسيت أخذ جوازات السفر كان سيتأكد منها ويمنع وقوع المأزق.

رابعاً: تعزيز التواصل المفتوح: فالتأكد من أن الجميع يشعرون بالراحة في التعبير عن أفكارهم يمكن أن يمنع مخاطر الافتراضات.

خامساً: التعلم من أخطاء الماضي: من خلال التفكير المنتظم في القرارات السابقة التي أدت فيها الافتراضات إلى نتائج سيئة، وبالتالي يؤدي إلى فهم الخطأ الذي حدث، ولماذا، وكيفية تعديل النهج في المستقبل. بالتأكيد يمكننا تقليل سوء الفهم بشكل كبير، وتحسين عمليات صنع القرار، وتحقيق نتائج أكثر استنارة ونجاحًا بأن نتحقق من الافتراضات.

المصدر: الامارات اليوم