دبي تستهدف تقديم معايير قياسية جديدة للعالم في مجال استدامة “الفعاليات العملاقة”

أخبار

دبي – الإمارات العربية المتحدة

تم أمس الكشف عن تفاصيل ” تقرير حالة الطاقة” الذي جرى إعداده بتكليف من المجلس الأعلى للطاقة في دبي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز دبي المتميز لضبط الكربون “كربون دبي” وذلك في إطار الاحتفال بيوم الطاقة العالمي وتزامنا مع ندوة مناقشة شعار ملف الاستضافة الإماراتي لمعرض إكسبو الدولي 2020 والتي ستعقد أعمالها في دبي خلال الفترة من 22-24 أكتوبر الجاري.

وخلال إطلاق التقرير أعرب سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي رئيس اللجنة الوطنية العليا لاستضافة إكسبو عن اعتزاز دبي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إطار هذه المبادرة المهمة.

وقال سموه أن الطاقة تعتبر من أهم العناصر الاساسية التي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قواعدها من خلال بيئة محفزة للتعاون والشراكة والابداع والابتكار .

وأضاف ” واليوم يسرنا إطلاق الإصدار الأول من تقرير الطاقة 2014 والذي يمثل ترجمة لرؤيتنا في بناء مستقبل أخضر للأجيال القادمة حيث يأتي هذا التقرير كأول مرجع معرفي طرحت فيه التصورات وأفضل الممارسات في مجال الطاقة من قبل المجلس الأعلى للطاقة في دبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع مركز دبي المتميز لضبط الكربون “.

وأكد أن هذا التقرير يأتي ترسيخا لدعائم اقتصاد المعرفة والتي ستكون احد أهم عوامل النجاح لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في تحويل دبي الى “مدينة ذكية ” تتميز بإبداعات خلاقة وشراكة وطيدة بين القطاعين العام والخاص من خلال فكر جديد يواكب ما يشهده العالم من تغيرات متسارعة وتطور مستمر”.

ويأتي ” تقرير حالة الطاقة” الذي يعد الأول من نوعه عالميا ضمن هذا القطاع الحيوي ليقدم مصدرا هاما للمعلومات والمعارف ذات الصلة في حين يعرض التقرير لإنجازات دبي في مجال الاستدامة ويساهم في خلق منصة تفاعلية لتبادل الأفكار والتجارب وأفضل الممارسات وكذلك مناقشة مجالات الابتكار في مضمار التنمية البيئية والاجتماعية في العالم العربي وما يتعلق بهذا الشأن من استراتيجيات وخطط .

وقد تم تخصيص فصل كامل في التقرير لإلقاء مزيد من الضوء على موضوع “الفعاليات العملاقة” وإبراز الدور الهام المرتبط بعملية الاستدامة في دعم قدرة المدن على تنظيم وإنجاح الفعاليات الضخمة التي تماثل في حجمها ونطاقها معرض “إكسبو الدولي” الذي يعتبر أضخم معارض العالم حجما وأطولها مدة حيث يتواصل انعقاده على مدار ستة أشهر كاملة مع توضيح دور الاستدامة في تحقيق الفوائد طويلة الأجل للمدن والدول المضيفة لتلك الفعاليات وكذلك المنافع التي تعود على الأمم والأفراد المشاركين فيها والمؤسسات ذات الصلة بتلك الأحداث الكبرى.

من جانبه قال سعادة هلال سعيد المري المدير العام لدائرة السياحة والترويج التجاري في دبي وعضو اللجنة الوطنية العليا لاستضافة ” إكسبو دبي الدولي 2020 ” أن الاستدامة تطال كل العناصر المرتبطة بمعرض إكسبو بدءا من النظرة الفلسفية الكلية وراء التصور المقترح للمعرض في دبي ومرورا بالتصميم المكاني للمعرض وموقعه وبنيته الأساسية حيث تتضمن خطة الاستضافة المقترحة توظيف أفضل الحلول المبتكرة الصديقة للبيئة لاسيما في مجال توليد الطاقة .

واضاف ” إن ذلك يظهر جليا في استهدافنا إنتاج حوالي 50 بالمائة من إجمالي الطاقة التي سيحتاجها المعرض للتشغيل عن طريق موارد للطاقة النظيفة والمتجددة سيتم توفيرها في محيط المعرض نفسه “.

وقال إن إسهام المجلس الأعلى للطاقة في “تقرير حالة الطاقة” يعكس مدى التزام المجلس بتقديم دورة استثنائية لمعرض إكسبو الدولي تراعي أعلى مقومات الحفاظ البيئي وتقدم مصدر إلهام حقيقيا للمشاركين والزوار وتضع معايير قياسية جديدة في مجال تخطيط وتنفيذ الفعاليات العملاقة.

وأوضح أنه مع هذا الهدف الطموح في إنتاج 50 في المائة من احتياجات معرض إكسبو الدولي من الطاقة عبر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة سيقدم المعرض حال انعقاده في دبي للعالم نموذجا غير مسبوق للتطبيق الضخم لدمج تقنية الخلايا الضوئية والشمسية في المنشآت والأبنية ليقدم بذلك حدا معياريا جديدا لهذا التطبيق في الفعاليات الكبرى علاوة على وضع مجموعة من المعايير القياسية للاستدامة والتي يمكن من خلالها رصد التأثير البيئي للمعرض من ناحية الانبعاثات الكربونية وتأكيد الترشيد الأمثل لاستهلاك المياه وإعادة تدوير المواد وكذلك إعادة توظيفها والاستفادة منها وعلى سبيل المثال تصل نسبة المواد المعاد تدويرها بأمان التي سيتم استخدامها في مواد البناء لمقر المعرض إلى حوالي 30 في المائة من إجمالي مواد التشييد.

ويدعم محتوى “تقرير حالة الطاقة” نهج الإمارات في الاستدامة متجسدا في المبادرة النوعية “اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ” رعاه الله ” كما يدعم رؤية الإمارات 2021.

وفي تعليق له على هذا الحدث قال الدكتور كيشان خوداي مدير الممارسات الإقليمية للطاقة والبيئة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن موضوع الطاقة المستدامة أصبح يشكل هاجسا حقيقيا ومطلبا ملحا كأولوية تنموية قصوى لمختلف دول العالم مع تنامي الدور المنتظر في الشركاء المهتمين بهذه القضية مثل مدينة دبي.

وأضاف أن التوسع في مجال تطبيقات وحلول الطاقة المتجددة في المنطقة العربية سيكون له بالغ الأثر في دعم توجهات التنمية المستدامة في الدول العربية كافة .

وقال ” إنه لمصدر سعادة حقيقية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن يكون شريكا للدول العربية في سعيها لتطوير الأطر التنظيمية وكذلك ابتكار واستحداث وتوظيف التقنيات اللازمة لدعم هذا النهج المسؤول في إطار تعاون مشترك نعمل من خلاله على إرساء أسس مستقبل أفضل لاستخدامات الطاقة المستدامة.” جدير بالذكر أن العرض الإماراتي لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي ينافس عروضا مقدمة من ثلاث مدن عالمية كبرى أخرى حيث من المنتظر أن تحسم المنافسة خلال عملية تصويت يشارك فيها ممثلو الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض في السابع والعشرين من شهر نوفمبر المقبل وستجرى في العاصمة الفرنسية باريس لاختيار المدينة التي ستحظى بفرصة الاستضافة.

والجدير بالذكر أن اللجنة العليا لاستضافة “معرض إكسبو الدولي 2020″ تأسست بموجب مرسوم أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء بصفته حاكما لإمارة دبي. كما تم تعيين سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات رئيسا للجنة.

وتضم اللجنة في عضويتها كلا من معالي محمد إبراهيم الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي نائبا لرئيس اللجنة ومعالي ريم الهاشمي وزير الدولة عضواً منتدبا وسعادة مطر محمد الطاير رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات عضوا وسعادة حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي عضوا وسعادة هلال سعيد المري مدير عام دائرة السياحة والترويج التجاري الرئيس التنفيذي لـ”مركز دبي التجاري العالمي” عضواً وسعادة اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي عضواً.

وترفع اللجنة العليا لاستضافة “إكسبو 2020” تقارير منتظمة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حول أبرز النتائج والإنجازات والتحديات والحلول والمقترحات والتوصيات الهادفة لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في ضمان الفوز باستضافة “معرض إكسبو الدولي 2020”.

والمكتب الدولي للمعارض هو المنظمة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنظيم ووضع الجداول الزمنية للمعارض الدولية وملفات الاستضافة وعملية اختيار البلدان المضيفة.

وتم تأسيس “المكتب الدولي للمعارض” بموجب اتفاقية دولية وقعت في باريس عام 1928 وتضمنت حقوق وواجبات منظمي المعارض والجهات المشاركة فيها.

وتتمثل المهمة الرئيسية للمكتب في الإشراف على تطبيق بنود هذه الاتفاقية وضمان تنفيذ أحكامها.

وتتمثل رسالة المكتب في الحفاظ على مصداقية وجودة المعارض بما يضمن استمرار دورها في تثقيف الجمهور والترويج الداعم للابتكار الذي يخدم تقدم البشرية.

ولا تقتصر مهمة “معرض إكسبو الدولي” على إرساء أمثلة يحتذى بها للتقدم البشري في مجالات معيّنة فحسب بل تشمل أيضا اقتراح خطط لتحقيق مزيد من التقدم مستقبلا الأمر الذي يمثل جوهر عمل “المكتب الدولي للمعارض”.

المصدر: وام