مع حلول منتصف ليلة الاثنين المقبل يودع العالم عاماً ليستقبل آخر وكلّه آمال وأحلام بغد أفضل خال من مشاهد القتل والدمار التي بات عالمنا العربي غارقاً فيها منذ بضع سنوات. لكل طقوسه وطريقته بالاحتفال بالعام الجديد، غير أن كثيرين باتوا يختارون البقاء في المنزل سواء بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة أو لعدم قدرتهم المادية على السهر في المطاعم والفنادق، نظراً للارتفاع الجنوني في الأسعار أو حتى بسبب الازدحام المروري الجنوني في هذه الليلة.

تبرز دبي وسط هذا المشهد لتقدم الحل السحري لجميع هذه المشاكل، فتطرح نفسها كمعلم سياحي متساو أو حتى تنافسي مع بقية العواصم العالمية، على غرار نيويورك ولندن وباريس. وتتحول الإمارة الخليجية الصغيرة مع كل ما تقدمه من نشاطات مميزة وجاذبة في هذه الليلة، إلى مقصد للسياح الوافدين إليها من جميع أنحاء العالم. وتقدم، وبتنظيم من شركة «إعمار العقارية» للعام الثالث على التوالي أكبر فعالية احتفالية لاستقبال العام الجديد 2013 في وسطها النابض بالحياة، حيث تتكامل الموسيقى والألعاب النارية والعروض الترفيهية في لوحات فنية ساحرة وغير مسبوقة.

تعتبر الاحتفالية التي من المتوقع أن يحضرها نحو مليون زائر بحسب ما ذكره خبراء في قطاع السياحة والسفر في دبي، مثالية لجميع شرائح المجتمع، إذ إنها مجانية ومفتوحة للجميع، وفي الوقت نفسه على درجة عالية من الرقي والتميز. كل ما على المرء القيام به هو القدوم مبكراً والاستمتاع بالعروض الحية المقدمة والتي تزداد عاماً بعد عام، فمحبو الموسيقى الكلاسيكية سيكونون على موعد مع عرض حي لأوركسترا براغ الفلهارمونية على مسرح «برج ستيبس» المطل مباشرة على «برج خليفة». في حين يقدم القيمون على احتفالات برج خليفة عرضاً مميزاً هو الأول من نوعه في بحيرة البرج، يتضمن ثلاثة عناصر متباينة هي الضوء والماء والنار، إضافة إلى مناظر الشلالات التي ستعرض على شاشة عملاقة يصل طولها إلى 210 أمتار.

ومن ضمن الفعاليات التي تم الإعلان عنها البرنامج الثقافي الذي يعكس طبيعة دبي كمدينة عالمية وموطن لجميع الجنسيات، وفي الوقت نفسه غنية بتراثها العربي العريق، إضافة إلى عرض فيديو حول الإنجازات التي حققتها الإمارات على مر السنين. ومن الطبيعي ألا تكتمل الاحتفالات من دون عروض الألعاب النارية التي تشتهر بها الإمارة، والتي يترقبها الجميع سنوياً من على قمة «برج خليفة»، أطول مبنى في العالم. فتأتي هذا العام متناغمة مع الموسيقى السيمفونية الحية فتشكل فرصة استثنائية للتمتع مباشرة بمشهد يندر مثيله بكل ما للكلمة من معنى.

وكعادتها كل عام، وبالتزامن مع الاحتفالات الجارية تتخذ هيئة الطرق والمواصلات تدابير استثنائية لتسهيل وصول واستمتاع أبناء الديرة والسياح بهذه المناسبة. فبادرت الهيئة إلى تطبيق خطتها التشغيلية لوسائل النقل الجماعي وإدارة الحركة المرورية والتي تقوم على عدد من النقاط ومن بينها تشغيل المترو لمدة 24 ساعة وفرصة مشاهدة احتفالات المنطلقة من برج خليفة وبرج العرب وأتلاتنس عبر الواجهة البحرية في دبي، بواسطة رحلة مائية عبر شبكة النقل البحري المتمثلة في فيري دبي والتاكسي المائي وكذلك الباص المائي، لتثبت جميعها موقع دبي كمدينة عالمية بكل المقاييس.