رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
«المفكر العربي الكبير»، كما وصفته مذيعة القناة التي يديرها هو بتمويل قطري، أظهر لكل من شاهده من العقلاء، وغير المتعصبين، والمحايدين، سذاجته وحماقته وضعف حجته، وخلو عقله من الفكر تماماً، والأسوأ من ذلك أسلوبه المكشوف دائماً المعتمد على التلاعب بالعواطف والمشاعر والدين من دون حجج وبراهين، لاستغباء كل من يصدقه، ويصدق أكاذيب وافتراءات الآلة الإعلامية القطرية، المنفق عليها بسخاء!
هي ذاتها أساليبهم لم تتغير، رغم أنها أصبحت سقيمة ومملة ومكررة، وكشفها العقل العربي الحر، تلاعب واضح بالألفاظ لكسب العاطفة الجمعية، واللعب على وتر الدين والقومية العربية، وإقحام تهمة محاربة الإسلام لكل من يكشف زيفهم وأجندتهم المدمرة، إضافة إلى رمي التهم جزافاً من دون دليل، ومحاولة إلصاق صورة نمطية بكل من يناصبهم العداء، يكرّسونها في إعلامهم المأجور، وعبر ذبابهم الإلكتروني المنتشر بفعل دولاراتهم وأموالهم المهدرة!
المفكر «الكبير»، الخالي عملياً من أي فكر مفيد، عزمي بشارة، يقول إن الإمارات ضد الديمقراطية، وهي تعادي وتحارب الأنظمة الديمقراطية في الوطن العربي، ولا تقبل بوجودها، وسعت إلى إسقاطها، يقول ذلك من وسط العاصمة القطرية الدوحة، فهل قطر من وجهة نظره هي مركز الديمقراطية في المنطقة؟! وهي تعشق الديمقراطية؟! تُرى لماذا لا يوجّه حديثه للنظام القطري كي يقبل بالديمقراطية، وينصحهم، بما أنه مستشارهم الأعظم، بتقديم نموذج ديمقراطي نهتدي به؟! تُرى أي دعم قدمته قطر للدول العربية سوى التآمر مع «الإخوان» على ضرب البلاد، ونشر الخراب والقتل والتدمير وتشريد الشعوب؟! يا لها من شيزوفرينيا يعانيها هذا المفكر.
يلوم الإمارات لأنها أبرمت معاهدة سلام مع إسرائيل، ويرى أنها خطوة غير موفقة، ويقول «لو أنهم استشاروني لما وافقت على هذه الخطوة»! ومن أنت كي تستشيرك الإمارات؟ الإمارات لديها عقول أوصلتها إلى مصاف الدول المتطورة، بينما تستشيرك أنت من لا عقل لها، وأوصلتها إلى حضيض الأمة العربية.
الغريب أن «الدكتور» هو عرّاب التقارب القطري الإسرائيلي، وهو مهندس جميع العلاقات الإسرائيلية القطرية، بل ربما هو السمسار الذي اختار مواقع العقارات والمزارع لحمد بن خليفة وحمد بن جاسم في إسرائيل! ألا يؤكد ذلك إصابته المؤكدة بمرض انفصام الشخصية؟!
ومن المستغرب حقاً أن هذا الرجل الذي يطرح نفسه للأمة العربية على أنه «دكتور ومفكر»، ويدير قنوات تلفزيونية فضائية، وتعوزه أبجديات المبادئ والقيم الأكاديمية والمهنية، فيلقي التهم جزافاً على الإمارات، ويقول إنها «تشوه صورة الفلسطينيين» و«تتهمهم بأنهم باعوا أراضيهم للإسرائيليين»، فهل يملك هذا الكاذب أي دليل على هذا الاتهام؟ هل يستطيع هو وقناته وجيوشه الإلكترونية أن ينشر تصريحاً رسمياً إماراتياً، أو يستشهد بموقف إماراتي يدل على ذلك؟!
مؤسس الذباب الإلكتروني، ومؤسس آلة الكذب القطرية، والمتحكم في مليارات الدولارات من أموال الشعب القطري لنشر الأكاذيب، وتدمير الوطن العربي، يتحدث عن الشرف والأمانة، والدفاع عن الإسلام، وهو ألد أعداء العرب والمسلمين. وعموماً ما نطق به هذا «المفكر» يؤكد قوة الضربة التي تلقاها، وهذا ما كان واضحاً في كلامه وتناقضاته ومزاجه وحالته النفسية المضطربة، لقد أوجعتهم الإمارات لأنها عرّت زيف «تنظيرهم» الذي أشبعوا به البسطاء لسنوات طويلة، لم نشهد فيها إلا انكسارات وهزائم وذلاً طال أجيالاً بأكملها، أوجعتهم الإمارات لأنها كشفت بنهجها المتوازن العقلاني الواضح بطلان حججهم ومزاعمهم المتهافتة ومقارباتهم العقيمة التي لم تجرّ على شعوب هذه المنطقة سوى الخراب، أوجعتهم الإمارات فأصبحوا يهذون باسمها في كل وقت وكل حين!
المصدر: الإمارات اليوم