علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

دكتور على أبواب “حافز”

آراء

..وهنا، اليوم، أستنجد بهيبة معالي الإنسان الوزير، الدكتور خالد العنقري أن يلتفت لمأساة (ابن وطن) يحمل شهادة دكتوراه حقيقية، ومن العيار الثقيل، في تخصص نوعي، وللأسف الشديد تغتاله مؤامرات القبول بالجامعة، مثلما ـ وأنا مسؤول عما أقول ـ يرفضه بند الاشتراطات على نظام (حافز).

أطلب من معالي الوزير أن يسألني عن كل حرف في المقال حتي لا يتحول هذا المواطن البار إلى مشروع مكتمل الأركان للكراهية.. يحمل صاحب (القصة) شهادة دكتوراه في نظم المعلومات الجغرافية، وقضى من أجلها سبع سنين في جامعة (نوتنجهام) البريطانية، وهي على جدول (التصنيف)، كما قرأت البارحة، ثالث أفضل جامعات بريطانيا في هذا التخصص، في المركز السادس عشر على المستوى العالمي. ومنذ ثلاث سنوات وأوراق تعيينه كأستاذ بالجامعة تتراوح من رفض إلى الذي يليه، رغم المفارقة المدهشة أن القسم الأكاديمي الذي يرفض تعيينه رسميا هو ذات القسم الذي يمنحه الفرصة الكاملة للتدريس ـ متعاقدا – بتراب الفلوس ثم يعطيه، بتناقض مثير، شهادات الإشادة على الكفاءة والمستوى الأكاديمي المتميز.

نحن بكل الشواهد ـ صاحب المعالي الوزير ـ أمام مهزلة من العيار الثقيل، لأن القسم والكلية والجامعة التي ترفض تعيين واحد من أكفأ المؤهلين من أبناء الوطن، هي ذاتها التي تعاقدت، ومن الخارج، في ذات السنوات الثلاث الأخيرة، مع ما لا يقل عن عشرة أساتذة في التخصص ذاته، وترسل وفودها إلى عواصم الجوار العربي لتبحث عن (الأوراق)، رغم أن المطلوب الافتراضي موجود بأوراقه في الدرج المهمل، ويعيش في الحارة المجاورة للجامعة ذاتها، ورغم أن الملف الموجود بحوزة القسم الأكاديمي يحمل من الأبحاث والخبرات ما يجعله واحدا من أفضل أبناء هذا الوطن في هذا التخصص.

صاحب المعالي: نحن نريد “فزعتك” للإنصاف، لننقذ مواطنا سعوديا من أن يكون مشروعا للكراهية، بل نبرهن لعائلة كاملة أن هذا الوطن العملاق يتسع للجميع، ولك، صاحب المعالي، أن تتخيل عائلة سعودية تعيش سبع سنين من الاغتراب في بريطانيا الباردة، من أجل الوطن ومن أجل المستقبل، ثم تعود بعد هذه المعاناة، لتكتشف أن سعادة الدكتور (الأب) يفتح جهاز الحاسوب لا ليواصل أبحاثه وكشوف طلابه بالجامعة، بل ليبحث عن آخر الإجابات حول طلبه القديم بالانضمام إلى (حافز) الذي يرفضه المرة تلو المرة. صاحب المعالي: هذا وطن واسع مازالت به مساحة على الأقل لمواطن برهن على الإنتاج، فهل نسمع منك الجواب؟!

المصدر: الوطن أون لاين