أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أن حركة الملاحة البحرية عبر شريان قناة السويس شهد تقدماً ملحوظاً من خلال عبور 4500 سفينة جديدة الفترة الماضية، ما يُمثل أكثر من مليار ومئة مليون دولار حجم استثمارات ، نظرا للرؤية الاستراتيجية التي اعتمدت عليها هيئة قناة السويس .
وقال ربيع في تصريحات ل “وام” إن مصر قدمت عدة إجراءات تحفيزية للشركاء مع إجراءات احترازية وتأمينية تؤمن حركة الملاحة الدولية ، والتي بسببها نستطيع زيادة عدد السفن العابرة ، وإعطاء تخفيضات للسفن التي تأتي من غرب أوروبا بنسبة 17 % ، وأيضاً لتلك التي تأتي من الساحل الشرقي الأمريكي .
ولفت إلى أن قناة السويس قادرة علي مواجهة التحديات من خلال تحويل المحنة إلي منحة ، ونجحت من خلال إدارة سليمة مع ابتكار أفضل الحلول والبدائل لمواجهة مثل تلك التحديات ، وآخرها جائحة كوفيد 19 ، تماشياً مع التطور السريع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتطوير العمل الملاحي للحفاظ على ريادة قناة السويس .
أما عن خطة عمل عامي 2022 و 2023 قال : ” نطور مركزين لتنظيم البيانات، ومركزاً للمراقبة والإرشاد عن بعد ، مما يسمح باستدامة أمن وأمان السفن ، فضلاً عن خمس خدمات إلكترونية من أجل تطوير الملاحة في ظل التحديات التي يواجها الاقتصاد العالمي، وهي : التحول الرقمي من خلال اتاحة الحجز الالكتروني للسفن ، والترسانات ، والمناقصات الالكترونية ، وقاعدة لوجيستية لدمج عمليات الملاحة الدولية تؤهلها من خلال 460 كم و 6 موانيء ، كونها تطل على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، تحقيق نجاحات كبيرة من خلال اتاحة الحوافز الجمركية والضريبية ، مما تمثل نقلة نوعية للاقتصاد المصري ، ما يتوافق مع سياسة الدولة الوطنية خاصة بعد اختيارها لاستضافة مؤتمر عالمي عن المناخ في نهاية العام الجاري” .
وعن العلاقات بين دولة الإمارات وهيئة قناة السويس المصرية ، أثنى معاليه على العلاقات الثنائية بين البلدين مؤكدا على استمرار التعاون عبر شركة التحدي المصرية الإماراتية للتكريك والأعمال البحرية، والتي جاءت ثمرة للعلاقات الوطيدة والتعاون المستمر بين مصر والإمارات العربية المتحدة، والتي تعد مثالاً يحتذى للعلاقات الأخوية والتآزر بين الأِشقاء.
وعن سبل تطوير الممر الملاحي المصري، قال :” بدأنا في مشروع تطوير الجزء الجنوبي للقناة مما يسهم في زيادة معدلات الملاحة بنسبة تصل الي 28 % ، وزيادة عدد السفن الي 6 سفن داخل المجري الملاحي ، مما يساعد في تقليل التيارات المائية والانحناءات.
ولفت إلي أن شركة التحدي هي شركة مساهمة مصرية مملوكة بنسبة 51% لشركة القناة لأعمال الموانئ والمشروعات الكبرى، وهي إحدى الشركات العريقة التابعة لهيئة قناة السويس، و49% لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، وهي واحدة من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مشاريع التكريك وحفر القنوات والممرات المائية والموانئ وتعميقها ومختلف أعمال الإنشاءات البحرية، وهي الشركة التي قادت تحالف الشركات العالمية أثناء مشروع قناة السويس الجديدة بكفاءة عالية ، وأيضا تساهم في تطوير الجزء الجنوبي وتطوير البحيرات ، وأيضا في عدد من الموانيء التابعة لقناة السويس .
وبخصوص برنامج الاستدامة الجديد، أكد أن قناة السويس تسعى إلى برنامج متكامل للحفاظ على البيئة من خلال مبادرة ” ابتكر” وتقديم حوافز تشجيعية للسفن العابرة في حدود من 15 % إلى 20 % ، فضلاً عن شهادات بيئية وحوافز مالية وغير مالية للسفن الملتزمة للحد من الانبعاثات الكربونية ، مما يعطي صورة ذهنية صحيحة عن تعامل القناة في إطار التشريعات البيئية المنتظرة ، كما أن استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة : الرياح والطاقة الشمسية ، يسهم في تقليل تلك الانبعاثات والحفاظ على البيئة .
وعن الاستراتيجية الطموحة في 2030 لقناة السويس ، قال الفريق أسامة ربيع إن اطلاق الاستراتيجية الجديدة تتمثل في: تحويل القناة إلي “قناة خضراء” من خلال الحد من الانبعاثات الكربونية للسفن العابرة ، وتمكين الشباب ، والاستدامة والحفاظ علي البيئة ، وتطوير المجري الملاحي ، والتحول الرقمي ، بالإضافة إلي تنوع مصادر الدخل باعتبارها أهم مصادر الدخل القومي المصري.
ودعا معاليه عبر إكسبو 2020 دبي ، رجال الأعمال والشركات والمستثمرين وممثلي الموانيء الملاحية لزيارة قناة السويس لبحث فرص الاستثمار لأشهر طريق ملاحي عالمي ، تعمل عبر 9 شركات نوعية تقدم منتجات وخدمات بأعلى معايير عالمية ، من تصميم الكباري المائية والمنتجات المعدنية وأحبال السفن ، وتكريك وغيرها .
وام/محمد جاب الله/زكريا محيي الدين