أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة، وبلدية دبي، اعتماد الأمانة العامة لاتفاقية رامسار للأراضي الرطبة «محمية حتا» موقعاً ضمن قائمتها للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية.
يأتي الإعلان تزامناً مع اليوم العالمي للأراضي الرطبة، وفي ظل احتفال دولة الإمارات بيوم البيئة الوطني.
وتدخل «محمية حتا»، التي تشرف عليها وتطورها بلدية دبي، قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية كثالث محمية في دبي، بعد محميتي جبل علي ورأس الخور، وتاسع محمية في هذه القائمة على مستوى دولة الإمارات.
وقال وزير التغير المناخي والبيئة، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، إن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في مجال حماية البيئة بشكل عام، والمحافظة على الأراضي الرطبة، وضمان استدامة تنوعها البيولوجي ومواردها الطبيعية، أسهمت في تسجيل المحميات الطبيعية على أراضي الدولة، ضمن القوائم العالمية لهذا النوع من الأماكن المخصصة لحماية التنوع البيولوجي، ليصل عدد المحميات المسجلة على اختلاف أنواعها إلى 43 محمية في الدولة.
وأضاف: «أسهمت جهود إمارة دبي في مجال الأراضي الرطبة، على وجه الخصوص، في اعتماد محمية حتا ضمن قائمة (رامسار) كثالث محمية في الإمارة، ضمن هذه القائمة الأهم عالمياً في هذا المجال».
وأكد حرص واستمرار دولة الإمارات، بمختلف جهاتها ومؤسساتها الحكومية، وبالتعاون مع القطاع الخاص، على حماية البيئة والعمل على تحقيق استدامة مواردها الطبيعية، بما ينسجم ويسهم في تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، وتوجيهات قيادة الدولة.
وقال مدير عام بلدية دبي، داوود الهاجري، إن «عقد البلدية الفريد في منظومة الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية، اكتمل بوجود ثلاث محميات رطبة في إمارة دبي، هي: محمية رأس الخور للحياة الفطرية، أول موقع للأراضي الرطبة بالدولة في عام 2007، ومحمية جبل علي للأراضي الرطبة، التي تم إعلانها خلال مؤتمر الدول الأطراف الثالث عشر لمعاهدة رامسار، الذي أقيم في إمارة دبي أكتوبر 2018، ومحمية حتا الجبلية، التي نفخر بإعلانها في مناسبة عالمية كهذه، وبوجود المواقع الثلاثة فإن إمارة دبي تزخر بأنماط فريدة للأراضي الرطبة، رغم المناخ الحار كبيئة أشجار القرم والسبخة والشعاب المرجانية، وصولاً إلى بيئة المياه العذبة النادرة على مستوى الدولة. وبهذا تصبح الإمارات صاحبة أعلى عدد لمواقع الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية على مستوى الدول العربية في غرب قارة آسيا، وتصبح إمارة دبي صاحبة أعلى عدد لمواقع الأراضي الرطبة في الدولة».
وأضاف: «أردنا لحتا أن تكون مثالاً يحتذى في الاستخدام الحكيم للموارد الطبيعية على مستوى المنطقة، تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أن تكون حتا مدينة جذب سياحي واستثماري، وضرورة إعطاء الأولوية للمشروعات الخدمية والبيئية والتراثية، حفاظاً على تراثنا الوطني، وموروثنا الثقافي الذي يعتبر رمز هويتنا الوطنية».
وتقع محمية حتا ضمن المنطقة الجبلية في مدينة حتا، وهي امتداد جبلي بين دولة الإمارات وسلطنة عمان، وتستقبل المنطقة الجبلية التي تمتد بها المحمية ما يقارب الـ30% من مجموع الأمطار التي تشهدها الدولة سنوياً.
ويسهم هذا الكم من الأمطار في إعادة تغذية الطبقة الجوفية الضحلة من الأرض، وعبر الأودية الموجودة في المنطقة والتصريفات الأرضية للمياه، يعاد ملء خزانين طبيعيين بالمياه على مجرى سدي حتا والغبرة، ما يخلق نظاماً أيكولوجياً فريداً ونادراً في قلب هذه المنطقة الجبلية.
تجدر الإشارة إلى أن معاهدة الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية، والمعروفة بـ«رامسار»، تعد معاهدة دولية تم الإعلان عنها وتوقيعها للمرة الأولى بمدينة رامسار الإيرانية في الثاني من فبراير عام 1971، وتوفر إطار عمل محدداً وناجحاً للجهود الوطنية أو الدولية، التي تستهدف المحافظة على الأراضي الرطبة، والاستخدام المستدام لمواردها.
مياه المحمية
يعد النظام الأيكولوجي للمياه العذبة الموجود في المحمية موطناً لعدد كبير من الأنواع، ومنها 19% من إجمالي أنواع النباتات المسجلة في الدولة، و79% من اليعاسيب، و27% من إجمالي أنواع الطيور، و44% من أنواع الثدييات، و30% من الزواحف والبرمائيات، وبعض هذه الأنواع مهددة عالمياً بالانقراض، مثل النمر العربي، والطهر العربي، والنسر المصري، والنسر المرقط.
وتعد المحمية واحداً من المواقع القليلة على طول السلسلة الجبلية، التي تتوافر فيها موائل طبيعية لتكاثر الطيور المائية والأسماك والبرمائيات.
المصدر: الإمارات اليوم