نعت وزارة الدفاع مؤخراً استشهاد 4 من منتسبي القوات المسلحة الإماراتية وضابط من قوة دفاع البحرين وأعلنت عن إصابة آخرين، إثر تعرضهم لعمل إرهابي غادر وجبان في جمهورية الصومال الشقيقة، أثناء أدائهم مهام عملهم في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الصومالية، في إطار الاتفاقية الثنائية والتعاون العسكري بين البلدين.
وقد تقدمت بخالص العزاء لذوي الشهداء، سائلة المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأعربت في بيانها عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، كما قالت: إن دولة الإمارات تواصل التنسيق والتعاون مع الحكومة الصومالية في التحقيق بشأن العمل الإرهابي الآثم.
عمل إرهابي خسيس استهدف رسالة السلام والأمن والأمان التي تحملها إمارات المحبة والخير، وهي تمد يد العون للشقيق والصديق من أجل النهوض بمجتمعات تواقة للعيش بكرامة والبناء والتنمية، إلا أن قوى الشر من الجماعات الإرهابية المتاجرة بديننا السمح تتربص دائماً بالشرفاء ممن أخذوا على عاتقهم التصدي للمخططات الإجرامية والإرهابية لتلك الجماعات الشريرة.
الصومال الشقيق يحاول النهوض من جديد ونفض غبار سنوات الحرب الأهلية والانهيار الكبير الذي رزح تحت وطأته منذ العام 1990 عقب سقوط الدولة المركزية، وأصبح إثرها مرتعاً لأمراء الحرب والقراصنة والجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بـ «القاعدة» و«داعش».
الصومال بلد شقيق يتميز بثرواته الطبيعية وشعبه الطيب المسلم المتسامح، إلا أن هذه الجماعات المتطرفة تأبى إلا أن تجره إلى ذات مستنقع الجهل والفقر والأمراض والأوبئة والمجاعة، وهي تنشر الإرهاب والدمار وسفك الدماء بالتفجيرات الدامية والعمليات الإرهابية في التجمعات السكنية وبين المدنيين الأبرياء.
اليوم ينهض الصومال من جديد ويتطلع لهبة أشقائه للوقوف إلى جانبه في هذا الظرف العصيب، وقد كانت الإمارات وانطلاقاً من العلاقات التاريخية التي تربطنا به في مقدمة من هرعوا لنجدته.
تشرفت بمرافقة أبطال قواتنا المسلحة عندما ذهبوا إلى هناك ضمن عملية إعادة الأمل لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إليه، بينما كانت تفتك به المجاعات أوائل التسعينيات. وشاهدت عن كثب الإسهامات الإماراتية الإنسانية، من توزيع الأغذية وبناء المستشفيات والمدارس والمصانع وغيرها، ليستعيد الأشقاء هناك حياتهم الطبيعية.
إن مثل هذه الأعمال الإرهابية الخسيسة «لن تثنينا عن مواصلة رسالة الأمن والأمان ومكافحة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله، وسنبقى كما كنا مناصرين للحق مدافعين عن استقرار المنطقة بما فيه الخير والسلام» – كمال قال معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة. ولن تزيدنا إلا التفافاً حول قواتنا المسلحة البطلة وقيادتنا الرشيدة. رحم الله شهداء الوطن، وحفظ الإمارات منارة للخير والحق والسلام.
المصدر: الاتحاد