رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
تتويج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بطلاً لسباق «الديربي» الإنجليزي الكلاسيكي، الذي أقيم على مضمار «إبسوم» العريق، هو حدث مهم، وفوز تاريخي لن تنساه بطولات سباق الخيل العالمية، فهذا السباق تحديداً هو أهم وأشهر سباقات الخيل في بريطانيا والعالم، واقتران الفوز باسم محمد بن راشد، وهو أحد أهم وأشهر وأفضل ملاك الخيل في العالم، يعطيه أهمية مضاعفة.
فرحة إماراتية عارمة رافقت تسلُّم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جائزة الحدث الأكثر عراقة في سباقات الخيول الكلاسيكية، وسبب هذه الفرحة لم يكن فوز خيل «جودلفين» في السباق فقط، بل حباً في شخصية محمد بن راشد، الطامح دوماً إلى الصدارة أينما ذهب.
تاريخياً أُسّس أول نادٍ للفرسان في إنجلترا في القرن الـ12، وتحديداً في عام 1750، وذلك لمحاولة إحلال بعض التنظيم في السباق الذي كان ينقصه التنظيم قبل هذا التاريخ، وفي أواخر القرن الـ18 الميلادي، نُظِّم أول سباق من السباقات المعروفة بسباقات إنجلترا التقليديّة أو الكلاسيكية، وبدأ أولاً سباق سانت ليجر عام 1776، ثم سباق أوكس عام 1779، تلاه سباق ديربي عام 1780، وهذا ما يجعل هذه السباقات الأكثر شهرة والأكثر عراقة في مجال سباقات الخيول العالمية، ولذلك فإن المنافسة غالباً ما تكون شديدة، فالملاك يقدمون أفضل ما عندهم من خيول لانتزاع هذا اللقب الشهير، وحصول الإمارات على المركزين الأول والثاني فيه هو إنجاز تاريخي بكل معنى الكلمة.
وهنا مربط الفرس، وهنا سبب الفرحة، سعي الإمارات نحو الصدارة العالمية في شتى المجالات، والوصول إليها، وحب محمد بن راشد للمركز الأول، وحرصه على انتزاعه دائماً، وسياسته المعروفة هي «تحقيق المركز الأول في أي عمل هو أهم محفز للإنسان، ومن يضع لنفسه هدفاً استراتيجياً صعباً لا شك في أنه سيحققه إن بذل الجهد المناسب، ومن يقنع نفسه بأنه لا يستحق المركز الأول فقد حكم على نفسه بالفشل». يقول سموه: «لا أحد يعرف صاحب المركز الثاني أو العاشر أو غيره، ولا أحد يعرف ثاني شخص صعد إلى قمة جبل إيفرست في جبال الهيمالايا، أو ثاني شخص صعد إلى سطح القمر، أو غيرهما من أصحاب المراكز الثانية»، معنى ذلك إن لم تكن الأول فلا فرق بين الثاني والأخير، وبهذا القول وضع سموه حكمة خالدة تقول: «إن لم تكن الأول، فالثاني والأخير.. نفس المصير».
الفوز بـ«الديربي» هو مثال عملي على قوة إصرار محمد بن راشد، وهمته العالية، وطموحه اللامحدود، وهو كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تغريدة له: «إنجاز رياضي مشرّف لنا جميعاً، تحقق عن جدارة، ويسجل للتاريخ، والمركز الأول طموح إماراتي دائم».
وهذه هي الرسالة التي يجب أن نتلقفها جميعاً، وبغض النظر عن موقع الفرد ومركزه الوظيفي، فالطموح نحو القمة هو حق مشروع للجميع، والوصول إليها يتطلب جهداً وعملاً وإخلاصاً وتخطيطاً، فلنحرص جميعاً على حمل هذه الرسالة، ولنحرص جميعاً على رفع اسم الإمارات وعلمها، في جميع المحافل، ولنحرص جميعاً على انتزاع الصدارة في شتى المجالات العالمية، فلا حدود لطموحات قادة الإمارات، ولا حدود لإمكانات شعب الإمارات.
المصدر: الإمارات اليوم