يحل علينا شهر رمضان المبارك ضيفاً كريماً، بما يحمل من معاني الخير والكرم والبركة ومجاهدة النفس وسمو الروح والطاعة والإحسان والتقرب للخالق عز وجل وشكر نعمه علينا، ولكن للأسف تنقلب هذا المعاني رأساً على عقب عند بعضهم الذين يجعلون منه شهراً للتبذير والإسراف، ونحن نشاهد ما يجري في الأسواق من تهافت على المواد الغذائية وكأننا مقدمون على نفاد المخزون الغذائي من الأسواق!!.
هذه الممارسات غير المسؤولة والتي لا صلة لها بالسلوكيات الإماراتية الأصيلة في مقدمة أسباب ارتفاع الأسعار المصاحب لقدوم الشهر الفضيل على الرغم من جهود الجهات المختصة ومبادرات المراكز التجارية التي تعلن عن تخفيضات وعروض خاصة على السلع والمواد الغذائية التي تلقى إقبالاً كبيراً من المستهلكين بالذات خلال هذه الفترة.
رمضان هذا العام يطل علينا مع دخول الإمارات مرحلة التعافي من كورونا وإعلان «الطوارئ والأزمات» عن تحديثات جديدة تضمنت تنظيم الصلاة في المساجد والمصليات وعودة مصليات النساء والدروس الدينية عقب صلاة العصر ومحاضرات العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة.
يطل علينا الشهر الكريم ونحن نستعد لانطلاق مبادرة «المليار وجبة»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وتعد الأكبر في المنطقة لتوفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة بدءاً من أول أيام الشهر الكريم.
مبادرة «المليار وجبة» امتداد لحملة رمضان الماضي، والتي وزعت 220 مليون وجبة داخل وخارج الدولة، وتنظمها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بهدف مساندة الفئات الأكثر حاجة في العالم، وفي إطار روح الشهر الفضيل والتأكيد على «أن أفضل الصدقة هي إطعام الطعام».
يحل الشهر الكريم ونحن في رحاب المبادرة الوطنية للحد من فقد الغذاء وهدره «نعمة» والتي شهد إطلاقها
مطلع الشهر الماضي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في الحد من فقد الغذاء وهدره بنسبة 50% بحلول عام 2030 وتماشياً مع الهدف 12.3 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ما أحوجنا لاستحضار دروس وقيم وروحانيات رمضان، وبالأخص في حفظ النعمة والتفاعل مع المبادرات الوطنية، وتقبل الله صيامه وقيامه وطاعاته من الجميع.
المصدر: الاتحاد