طلال الصياح من الرياض
كشف دراسة أجرتها وحدة التقارير الاقتصادية بصحيفة ”الاقتصادية” عن القوة الشرائية للريال، بأنها سجلت تراجعاً بنسبة كبيرة اقتربت من النصف منذ عام 1989 حتى نهاية شهر مايو من العام الجاري، وتحديداً بنسبة 43 في المائة، أي أن الريال في العام 1989 يساوي الآن 57 هللة.
وقد تراجعت القوة الشرائية للريال خلال الفترة الممتدة منذ عام 2000 حتى نهاية شهر آيار (مايو) 2013 بنسبة 35.3 في المائة، بمعنى أخر أن الريال في عام 2000 يساوي حالياً وبنهاية شهر آيار (مايو) من العام الجاري 65 هلله.
والقوة الشرائية هي مصطلح يعبر عن مقدار ما تستطيع شراءه من سلع وخدمات من عملة معينة، مقارنة بما تستطيع شراءه من نفس العملة لنفس السلع والخدمات في وقت آخر، و هو أساسي جداً لتقييم العملة، وتتأثر القوة الشرائية للعملة بالرقم القياسي لأسعار المستهلك بشكل عكسي فحين يرتفع الأخير، فإن القوة الشرائية للريال سوف تتراجع، والعكس صحيح.
والكثير منا لا يفرق بين التضخم وبين الرقم القياسي لأسعار المستهلك، فعندما يقال له بأن التضخم تراجع إلى 1 في المائة، على الفور يتصور له بأن الأسعار تراجعت وأن القوة الشرائية للريال ارتفعت، وهذا غير صحيح.
التضخم هو عبارة عن أداء الرقم القياسي لأسعار المستهلك خلال فترة، وعادة ما تكون سنة.
وسوف يتضح الفرق بين الرقم القياسي لأسعار المستهلك والتضخم، والقوة الشرائية للريال من خلال المثال التالي:
فمثلاً عندما تنشر الجهات المسؤولة بأن التضخم بلغ 5 في المائة خلال فترة معينة فلنفرض بأنها بنهاية العام 2001، مقارنة بعام 2000، وتفسير الأرتفاع السابق، بأن الرقم القياسي لأسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 5 في المائة بنهاية العام 2001، عن مستواه الذي كان عنده في العام 2000.
بالتالي فإن القوة الشرائية للريال سوف تنخفض بنفس النسبة. بسبب ارتفاع الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الذي أدى إلى ارتفاع التخضم.
فمثلاً عندما يكون الراتب مقداره 10 الأف ريال، بنهاية العام 2000، ستصبح القيمة الفعلية للراتب السابق بنهاية العام 2001 أصبحت 9500 ريال، أما العشرة آلاف ريال فهي القيمة الأسمية له.
وعندما يتراجع التخضم فهذا لا يعني بأن القوة الشرائية للراتب سوف ترتفع، أو أن الرقم القياسي لأسعار المستهلك سوف تتراجع، فمثلاً عندما ينشر أو يقال بأن التضخم تراجع إلى 1 في المائة، فهو قد تراجع نموه إلى 1 في المائة، والجدول التالي يوضح مثال على الرقم القياسي لأسعار المستهلك والتضخم و القوة الشرائية للريال.
المصدر: الإقتصادية