عند السابعة مساء أمس الأول وجدت نفسي عالقاً في ازدحام مروري استغرق نحو نصف ساعة للافتكاك منه والخروج من المنطقة الواقعة بين تقاطع شارعي حمدان و«البحرية» على شارع الشيخ زايد (السلام سابقاً) وتحديداً في القطاع الذي يطل عليه المبنى الرئيس لبلدية مدينة أبوظبي، ازدحام وتكدس لا مبرر له، ولم تخطرنا به مبكراً اللوحات الإلكترونية، ربما كان اعتيادياً لمستخدمي ذلك الشارع وغير عادي لي، حيث تمر فترات طويلة عليّ من دون استخدامه.
حالة غريبة لا تتناسب ومخرجات مشروع انتظرناه لعشر سنوات ليكون الطريق الأسرع في العاصمة والمفتوح أمام القادمين والمغادرين من دون إشارات ضوئية مرورية عند كل مربع. غادرت ذلك المربع المكتظ ولم يغادرني التساؤل حول سر الاكتظاظ وسببه حيث لم يكن هناك عائق من العوائق المعتادة في مثل هذه الحالات كحادث مروري أو أعمال طرق، فحالة الاكتظاظ والانفضاض الفجائي عند مناطق معينة بحاجة لحلول عاجلة لا للاكتفاء بالتغني بما تحقق في بعض المؤشرات، والتي نؤكد على أهميتها لما لها من دلالات في تعزيز تنافسية الدولة.
فترة الانتظار الطويل والمرء عالق في ذلك الاختناق والتكدس المروري يشهد الكثير من الممارسات التي لا تمت بصلة من قريب أو بعيد لقواعد المقولة الذهبية التي تتغنى بها دوائرنا المرورية بأن «القيادة ذوق وفن وأخلاق»، ممارسات تكشف عن انفلات الأعصاب وضيق الأفق ونفاد الصبر من جانب بعض السائقين الذين يعبرون عنها بحركات أهونها إطلاق بوق السيارات وعدم احترام مسافة الأمان، وأخطرها تلك الحركات البهلوانية لمحاولة النفاذ بين صفوف السيارات المتراصة.
نفس هذه الصورة ولكن بطريقة مرعبة تحدث في أوقات الذروة المسائية بالذات عند مداخل «مصفح الصناعية» و«التجارية» وللمتجهين لمدينة محمد بن زايد، حيث تكتظ بالشاحنات والمركبات الثقيلة والسيارات الخاصة، ونشهد ذات الممارسات تقريباً مضافاً إليها الأثر القلق لتواجد الشاحنات والحافلات الكبيرة لنقل العمال إلى مدنهم العمالية في تلك المنطقة، ويبدو أن إدارة المرور لا تملك حلولاً غير الاعتماد المطلق على التقنيات الحديثة لضبط ما يجري من دون التعمق مع مركز النقل المتكامل لإيجاد حلول تحقق انسيابية الحركة المرورية وتقوم على التنظيم ريثما يتم إيجاد حلول مستدامة تخدم الاستراتيجية والخطط المرورية للإمارة، وفي الوقت ذاته تخدم تطلعاتها لتعزيز التنافسية المنشودة، وتقضي على مشاهد التكدس المروري التي تنال من إنجاز السلاسة المرورية.
المصدر: الاتحاد