دعا الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، إلى إجراء تعديلات تسمح بتوسيع نطاق المشاركة في مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة، مؤكداً ضرورة فتح المجال لتمثيل أكبر عدد من الدول حول العالم، معتبراً أنه لا يمكن عقد أي اجتماعات أو اتخاذ قرارات في غياب أي دولة عربية أو إفريقية أو حتى الهند، لافتاً إلى ضرورة الوصول إلى صيغة لفض النزاعات في العالم.
وثمّن ساركوزي، دور صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الوصول بدولة الإمارات إلى النهضة والريادة في المنطقة، واصفاً سموّه بأنه صاحب كاريزما وشخصية قوية.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها ساركوزي، في ختام فعاليات الدورة الأولى لملتقى أبوظبي للأفكار، الذي عقد في مركز المؤتمرات بجامعة نيويورك أبوظبي، واستمر على مدى يومين، بتنظيم من شركة «تمكين» بالتعاون مع مؤسسة «آسبن» الأمريكية.
وأضاف: «الدولة القوية لا يمكن تأسيسها إلا بوجود قائد قوي، مدللاً على ذلك بتأسيس دولة الإمارات، التي قامت ونجحت نتيجة قوة وشخصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه»، فيما رأى أن الصين حالياً تشهد تغيرات كبيرة، خاصة مع إعادة مبادرة بناء «طريق الحرير»، لافتاً إلى أنه لا يمكن النهوض وتنمية أي دولة دون الارتقاء بالتعليم، وهو ما تركز عليه الصين حالياً.
وحول آلية التعاون مع روسيا، قال: «لا يمكن تجاهل العلاقات الروسية؛ نظراً لكونها دولة كبيرة؛ لذلك فروسيا شريك لا يمكن تجاوزه».
وحول دخول تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي، قال: «رفضت انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي؛ نظراً لكونها دولة آسيوية بالأساس، إضافة إلى حماية الدول من مخاطر تزايد الهجرة».
وتناولت جلسات اليوم الثاني للمنتدى، الدور الذي تلعبه الصين في عصر العولمة الجديد، وفي جلسة افتتاحية تحت عنوان: «سد الفجوات» قال دیفید كامیرون، رئیس وزراء بريطانيا السابق، إن الدیمقراطیة تشهد عقداً سیئاً، لافتاً إلى أن بعض المواقف مثل خروج بریطانیا من الاتحاد الأوروبي، التي دفعتها إلى تقدیم استقالتها، أظهرت قوة النظام.
وعزا كامیرون التصویت على خروج المملكة المتّحدة من الاتّحاد الأوروبي إلى عدد من العوامل أهمها: المخاوف الناتجة عن استحواذ الاتّحاد الأوروبي على سلطة كبیرة، إضافة إلى موضوع الهجرة، التي یقول إنّها لطالما كانت موضوع النزاع السیاسي الأول في المملكة المتّحدة.
وأشار كامیرون إلى كل من المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة كأمثلة على نجاح المجتمعات متعددة الأعراق والثقافات، قائلاً: إن الناس بحاجة إلى العمل معاً؛ لمواجهة الاستقطاب.
وقدم لینتون كروسبي، الرئیس التنفیذي لشركة ( سي.إل. تي) والمستشار السابق لكاميرون بعض الأفكار والبحوث، التي أظهرت أنّه ثمّة فجوة إدراكیة بین البلدان المتقدمة والنامیة؛ من حیث التفاؤل بشأن المستقبل.
وقال:«في حین یتمتّع الرئیس ترامب بنسبة موافقة تبلغ 34 ٪، یتمتّع الرئیس رودریغو دوتيرتي في الفلبين بنسبة 79 ٪، في حین یتمتّع رئیس الوزراء نارندرار مودي من الهند بنسبة موافقة تبلغ 88 %، إضافة إلى ذلك، یرى 79 ٪ من الشعب الهندي أن أطفالهم سیكونون في حال مالي أفضل مما هم عليه، مقابل 24 ٪ في المملكة المتحدة و9٪ فقط في فرنسا».
وتناولت الجلسة الأولي، التي عقدت تحت عنوان: «الذكاء الاصطناعي: صديقنا فائق الذكاء»، وأدارها نوارفورد، مدير العمليات ورئيس التطلع إلى المستقبل بمؤسسة دبي للمستقبل، قدرة وحدود الذكاء الاصطناعي حالياً ومستقبلاً، وكيفية تأثيره في مجرى حياة البشر.
وتطرقت الدكتورة رانيا قليوبي مؤسس مشارك والرئيس المشارك «لشركة اكفيت» إلى موضوع الذكاء الاصطناعي والعاطفة؛ إذ أكدت أن تضمين العاطفة أو الذكاء العاطفي ضمن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يمثل نقلة كبيرة، مؤكدة أن 55 % من التواصل يتم عبر الوجه، و38% عبر نبرة الصوت.
وقالت: «على المجتمع التركيز على الجانب الإيجابي من التكنولوجيا، كما يجب السعي للتنوع بدافع أخلاقي؛ لأنه كلما تم تزويد الآلات بمدخلات جيدة، كان المردود الإيجابي أفضل، وأن خصوصية المريض مهمة سواء إن قام بعلاجه آلة ذكاء اصطناعي أو طبيب بشري».
ولفتت إلى ضرورة وجود ضوابط أخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال الطب؛ لما لذلك من أهمية في الحفاظ على سرية المعلومات وآلية مشاركتها.
المصدر: الخليج




