كاتب سعودي
دخلت انا وصاحبي الى محل الملابس الرجالية الجاهزة (الغتر والعقل والأشمغة والطواقي والملابس الداخلية) وأبتدر رفيقي سائلا صاحب المحل: عندك سرول سنة؟!
رد البياع نعم عندي ثم التفت يسألني: وانت وش بغيت؟
قلت مداعبا: عندك سروال شيعة؟!
عندها ارتفع صوت صاحبي مقهقها حتى استلقى من شدة الضحك على “الربقه”؟!.
انتهى الأمر بالدفع والشراء ثم غادرنا المحل لكن كلمة “سروال الشيعة” سارت تتخابط وتتلاطم في ذهني هي وسروال السنة وقام هذا الصراع الذهني يستدرج الأسئلة تلو الأخرى.
هل عندما يدخل القطيفي أو الإحسائي في حاجته للملابس الداخلية ينص في طلبه على كلمة سروال السنة ثم قلت في نفسي ربما أن للشيعة سروالا مذهبيا كما هو الحال مع سروال أهل السنة والجماعة؟
وهل يكون مثلا (سروال الرضا) تعبيرا عن الراحة أو لعلهم يسمونه (آية الأستار سروالي) لكن هل تجد في وصف سروال السنة أي نفس طائفي؟ أم أن الحاجة هي التي اقتصت وصفه كذلك لتمييزه عن القصير الذي يرتفع فوق الركبة بما لا يسمح بالصلاة فيه لأن حد العورة – كما تعلمنا – هو من السرة إلى الركبة.
على أن البعض قد يرى أن كلمة (سروال السنة) ربما تحمل تمييزا مذهبيا لاسيما إذا عرفنا أن معظم اخواننا الشيعة هم من يتزرون على نحو يستغنون فيه بالإزار عن السروال ومن باب التواصي على تكثيف المشتركات بين السنة والشيعة السعوديين وبمناسبة اشتراك معظم الرجال السعوديين مع تنوع طوائفهم في لبس السروال الطويل والذي يكاد يكون ملمحا أو هوية غالبة له حتى عرف الرجل السعودي في بعض “المسخريات” النسائية بالأسباني أو أبوسروال وفنيله فهل يصح والأمر كذلك أن نعتمد تسوية سروالنا السعودي الوطني بـ “سروال الشنه؟!” لكن ربنا سيكون ثمة أصوات أخرى تقترح اندماجا سنيا وشيعيا أبلغ ليصبح اسمه السروال السيعي؟
وأظن أن في الأمر سعة – ولا أقصد سعة السروال – ولكن الأمر يتسع للأخذ والرد وفق الترجيح والترشيح ولو قلنا أن الصوت دائما للأغلبية فإن الأمر هكذا لا يستق مع العدالة نظرا لفروقات الأكثرية السكانية ومن هنا فانني أتوقع أن الأسلم هو أن يحال الموضوع لمجلس الشورى ليبت في الاقتراح الأقرب لتحقيق الهوية الكبرى حتى لا نغرق في هوياتنا الصغرى وحتى لا نجعل السروال سبيلا للتناوش الطائفي خاصة وأن لسان حال المسلمين يصرخ “ياشيخ فكنا ترانا مو ناقصين”