كاتبة إماراتية
كانت العائلة تجلس في المطعم عندما أتى النادل بالطعام، فشكره أحد الأطفال وهو يبتسم ابتسامة بريئة لها طعم السكر على النفس لما تحمله من معاني صادقة تجعل القلوب تبتسم حتى ولو كانت حزينة، ولكن ظل بقية أفراد العائلة صامتين. وكلما أتى النادل بشيء شكره مرة أخرى، حتى قال له والده «يكفي يا عزيزي أن تشكره مرة واحدة»، فرد عليه «قالت معلمتي أن اليوم يوم السعادة لذا أشكره ليشعر بالسعادة».
ما أجمل أن يتم غرس قيم السعادة والإيجابية في مجتمع دولة الإمارات لتصبح منهجاً وأسلوب حياة بين جميع أفراد المجتمع لتحقيق هدف سعادتهم الصغير قبل الكبير.
وتربية وإعداد طفل سعيد وناجح ونافع لنفسه ومجتمعه تقع على كاهل الأسرة أولاً وذلك بغرس الصفات القيادية وقوة الشخصية في نفس الطفل. فالعمل على إعداد جيل قائد يثق بنفسه وقادر على تحدي العقبات التي تعترض طريق الدولة هو هدف ضروري وأساسي في تربية الجيل القادم.
فبزرع تلك الصفة في الأبناء نضمن اكتسابهم القدرة على الثبات والحفاظ على هوية الدولة ورقيها وتحقيق السعادة بعيداً عن التبعية والانزلاق في ممارسات خاطئة. فالأسرة أيضاً لها دور في بناء مستقبل واعد من خلال غرس حب الوطن في نفوس الأطفال.
في اجتماع مجلس الوزراء جاء اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد،رعاه الله، لحزمة مبادرات مؤسسية تزامناً مع اليوم العالمي للسعادة في إطار البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية ليكون ميثاقاً وطنياً في دولة الإمارات.
فلقد أكد سموه بأن السعادة في دولة الإمارات ليست أمنية بل ستدعمها خطط ومشاريع وستكون جزءاً من عمل الوزارات وجزءاً من أسلوب حياة مجتمع الإمارات. فقيادتنا الرشيدة تسعى أن تكون سعادة المجتمع سعادة مستدامة تبقى إلى الأجيال القادمة آخذين بعين الاعتبار أن السعادة لا يمكن أن تتحقق في غياب القوانين والتشريعات فهي التي تحفظ حقوق وحرية أفراد المجتمع بكافة فئاته لتحقق سعادة طويلة المدى.
والتشكيل الوزاري الجديد بتعيين وزير للسعادة والشباب أكبر دليل لثقة القيادة الرشيدة بأهمية السعادة في ترسيخ الإنتاجية والولاء في المؤسسات الحكومية والاتحادية.
فحلم كل إنسان أن يشعر بالسعادة، فالشعوب المحبطة تعكس إحباطها على الجو العام للمجتمع فيتراجع فيها الابتكار والتطور وتكون تربة خصبة للتطرف. لذا جاء تعيين وزيرة دولة للشباب لثقة القيادة أن عدم الاستجابة لتطلعات الشباب هو سباحة عكس التيار وبداية النهاية للتنمية والاستقرار والسعادة.
لم يأت حرص القيادة لترسيخ قيم الإيجابية والسعادة في دولة الإمارات من فراغ بل أشرقت شمس السعادة مع تأسيس الدولة في عام 1971 والتي كانت على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتعطي دروساً طوال حول مفهوم السعادة الحقيقية التي يعيشها شعب الإمارات. واليوم يسلط صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الضوء على السعادة وتمكين الشباب لتحقيق سعادة طويلة ممتدة.
المصدر: صحيفة البيان