يخرجون من حقول المحبة، مزدهرين بأزهار السلام، يفصحون عن جبلة الأولين، الذين جابوا البحار، وعلى أشرعتهم كتبوا (السلام عليكم) بحثوا عن لآلئ الازدهار، وحثّوا الموجة كي تسفر عن مكان آمن للوصول إلى مواقع الفرح.
هؤلاء اليوم سفراؤنا يتتبعون خطا السالفين، وينهلون من عذب فراتهم، يرتشفون من وصايا القيادة الرشيدة، بألا يكونوا سوى رسل محبة، ينثرون ورود الخير في المكان والزمان، ويعبقون الصورة الجلية للإمارات بعطر تاريخ، مرّ من هنا، وملأ الفضاءات صيتاً وصوتاً لدولة ولدت من رحم قيم غرسها الباني المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وشبّت على وعي بأهمية أن نكون والعالم معاً، نحو المدى، ونحو غايات تملأ وجدان الناس جميعاً بالسعادة، واليوم ونحن نشهد هذا العرس الكبير، نرى العالم يجتمع على أرض نبتت فيها أزهار التطور من وحي قيادة، رؤيتها مبنية على العلم، والعمل، وبذل الجهد لكي يصبح العالم جميلاً، وتصبح عيون الأجيال تلمع ببريق الفرح، ووجوههم باحة مكللة بابتسامات الأمل، والتفاؤل سيرة ذاتية لكل إنسان امتلأ قلبه بمعطيات واقع يعمل أهله على بناء الجسور، لكي يصل الجميع إلى الغايات، ويحقق الأهداف، وينجز ما تمليه عليه الطموحات، وما تتطلبه تطلعاته.
اليوم عندما تسافر إلى أي بقعة من هذا العالم المترامي الأطراف، وترى علَم الإمارات يخفق بألوانه البراقة تشعر بالدفء، لأنك على ثقة من أنه أصبح في العالم علامة مميزة ذات رائحة زكية، وسمعة ملأت الأسماع، وسيرة أدهشت العقول، لذلك أصبح لسفرائنا في الخارج، مكانة موقعها صدر الفضاء العالي، ولعلَمنا قلم استلّه من حقيبة التاريخ، ليكتب فاتحة المجد، وثيمة الخلود، وسمة الوجود، ولغة إماراتية أبجديتها من عناقيد النخلة، ومعجمها سليل الصحراء النبيلة.
اليوم الإمارات وهي تحتضن العالم، بمشاعر الألفة، وحنان الإنسان الوفي لإنسانيته، إنما هي تعيد صياغة الحضارة الإنسانية من جديد، بعد ما لحقها من غبار السنين، وتقلب الأحوال الجوية، وتضارب ما يسمى (بالمصالح) وتعمل جاهزة على فك الاشتباك بين ما هو أناني، وما هي كوني لا يقبل التسويف، ولا الإسفاف، ولا يتصالح إلى مع جبلته الأولى التي خُلق عليها، وبعث من أجلها، إلا وهي أن نكون معاً على دروب المحبة، أن نكون معاً عند نبوع الخير، أن نكون كتفاً بكتف، في الطريق إلى بناء حضارة إنسانية، نقية، معافاة، مشافاة من أدران، وأحزان.
وهذا ما يعمل به سفراؤنا اليوم، وهذه هي وصايا القيادة لهم، وهذه هي رسالتهم، المقدسة، والتي على أثرها بنت الإمارات مكانتها السامية في العالم أجمع.
اعتزاز العالم بالإمارات، جاء بناء على نداء الضمير العالمي، بأن هناك في بقعة بعيدة من الكرة الأرضية، تبزغ دولة كأنها الشمس في ظلام العالم، دولة لها سمعة أسطورية في قدرتها على ترويض الظروف، واستئناس العواقب، وتقليم أظافر الكراهية، بل ومحقها، دولة أصبحت اليوم مثالاً للبلد الذي ينمو فيه الحب، كما هو العشب عند ضفاف الأنهار، وكما هو المعدن النفيس في أعماق الأرض، فلنتجه نحوها، ونتخذها قدوة، ومثالاً، نحتذي به، ونسير على خطاه.
هكذا هي الصورة اليوم، وهكذا هو ما يفعله العالم، وهو يتقدم نحو الإمارات.
المصدر: الاتحاد