قال «سفاح المطرقة» الذي هاجم الشقيقات الإماراتيات الثلاث خلال سرقة مقتنياتهن من الجناح الذي ينزلن فيه في فندق «كمبرلاند» وسط لندن، خلال شهادته دفاعاً عن نفسه في جلسة المحاكمة التي انعقدت أمس الأربعاء، بأنه أراد أن «يصيبهن بفقدان الوعي» ليتمكن من الفرار بعد سرقة أغراضهن ولم يقصد إصابتهن بأذى كبير.
وكان فيليب سبينس “32 عاماً” تحت تأثير جرعة من الكوكايين والهيرويين عندما تسلل إلى جناح الضحايا.
وعندما أصبح داخل غرف الجناح، بدأ بسرقة أجهزة الكمبيوتر اللوحية «آي باد» والهواتف المحمولة والحقائب اليدوية وكل شيء ثمين وقعت عليه يداه في الجناح، الواقع في الطابق السابع من الفندق.
ومن بين الروايات التي استمع إليها القاضي وهيئة المحلفين، تلك التي تقول إن الشقيقة الكبرى الضحية خلود النجار “36 عاماً”، فوجئت بالسفاح سبينس وهو يلتقط المطرقة من سترته الجلدية ويبدأ بضربها مع أختيها على رؤوسهن على مرأى من أطفالهن المروّعين.
وأصيبت خلود وأختها عهود “34 عاماً” والصغرى فاطمة “31 عاماً” وكلهن من إمارة الشارقة، بكسور في جماجمهن بالإضافة لجروح خطيرة في الهجوم الذي حدث يوم 6 أبريل.
وسارع سبينس للفرار من مسرح الجريمة وهو يحمل مسروقاته في حقيبة سفر ملأى بالمقتنيات الثمينة ومن بينها ساعة «كارتييه» مرصعة بالألماس تبلغ قيمتها نحو 70 ألف درهم ومجموعة مجوهرات ماركة «لويس فيتون».
وقال سبينس لهيئة المحلفين إنه قضى اليوم الذي ارتكب فيه جريمته النكراء مع شريكه توماس إفريمي “57 عاماً” وهما يتعاطيان الحشيش والهيرويين في شقة الأخير شمال لندن.
وحول كيفية وصوله إلى جناح الضحايا قال سبينس للقاضي «كنت على خلاف مع شريكي توماس.
وانتهى بي الأمر في فندق كمبرلاند.
وهو المكان الذي اعتدت النوم فيه عندما لا أجد غيره».
وأضاف «توجهت إلى الطابق الخامس ورحت أتفحص المكان من حولي، وبعد ذلك قررت الصعود إلى الطابق السابع.
كنت أبحث عن شيء آكله».
وأوضح سبينس للمحكمة أنه اعتاد النوم في الحجرات المخصصة لعاملات التنظيف، وكان يلملم بعض الطعام المتبقي في صحون الزبائن على العربات الصغيرة في أروقة الفندق ليسد رمقه.
وقال في وصف ما حدث لحظة ارتكابه الجريمة الأثيمة «كنت أمشي في الرواق، فشاهدت باب الغرفة 7008 التي كانت ترقد فيها إحداهن (عهود)، مفتوحاً قليلاً.
ورأيت من خلال شق الباب بعض الأغراض القريبة منه.
وكان من بينها حقائب يدوية وأدوات تجميل».
وتمكن سبينس من التسلل إلى داخل الغرفة المظلمة حيث كانت عهود نائمة بجانب ابن أختها الذي يبلغ من العمر 9 سنوات.
وتابع قائلاً «رحت أجول ببصري في المكان، فرأيت أجهزة الكمبيوتر اللوحية (آي باد)، وقررت أن أستخدم حقيبة سفر مفتوحة رأيتها هناك لوضع المسروقات فيها».
وتوجه اللص السفّاح بعد ذلك إلى الغرفة المشتركة التي تنام فيها فاطمة وخلود وابنتاها اللتان تبلغان 11 و7 سنوات من العمر وكانوا جميعاً نائمين.
وهنا توجه وليام ناش محامي سبينس بسؤال إلى موكله قائلاً «وماذا حدث بعد ذلك؟».
أجاب «استيقظت السيدة النائمة (خلود)، وكانت تقول شيئاً ما، فسألتها عن المال».
فسأله المحامي: «وهل أخذت المال؟».
أجاب: «كلا لقد كانت تصرخ من الخوف.
واستيقظت أختها وكان في وسعي أن أرى من حركتها أنها نهضت من فراشها».
فسأله المحامي «ما الذي كان يدور في عقلك؟»، فأجاب «كنت أفكر بطريقة للخروج من هناك».
ثم سأله المحامي ناش «ما الذي فعلته عندئذ؟»، فرد عليه «سحبت المطرقة التي كنت أحملها.
كانت في جيب سترتي الجلدية الجانبي.
حاولت أن أجبرهم على أن يفسحوا لي المجال حتى أتمكن من الفرار».
وأضاف «ودخلت الغرفة الثانية وضربتها (عهود).
كانت مستيقظة وواقفة على قدميها».
واعترف سبينس بضرب عهود بالمطرقة بعد أن «بدأت في الصراخ».
وسأله ناش «وماذا كان مقصدك من ضربها؟».
أجاب «أن أفقدها وعيها.
لقد كانت نيتي هي الابتعاد والفرار من دون أن يتمكن الأمن الخاص من اعتقالي.
ولم أكن أريد أن يسمع أحد ما الذي يجري.
ولم أكن أقصد على الإطلاق أن أقتل أحداً».
وكان سبينس قد أنكر أثناء التحقيقات هجومه الوحشي على الشقيقات الثلاث لكنه اعترف بجريمته بعد أن واجهه المحققون بالأدلة.
عدنان عضيمة – (أبوظبي- الاتحاد)