سلطان: لا واسطة في الوظائف إلا ّ للحالات الاجتماعية الخاصة

أخبار

عبر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، عن سعادته بمشروع طريق «خورفكان الشارقة»، ووصفه ب«المفرح»، وأنه هدية خورفكان للمحافظة على أرواح أبنائه المواطنين، ولتوفير الوقت لهم وحمايتهم من الحوادث.

قال صاحب السمو، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبث عبر أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، مع الإعلامي محمد خلف، مدير الإذاعة والتلفزيون: «إنه من المفرح إنجاز نفق طريق «خورفكان الشارقة»، وبحمد الله بدأت الشركتان القائمتان على الطريق بالعمل في التنفيذ، كل من جهتها، علماً أن الشركة التي تعمل في الطريق القادم من الشارقة باتجاه خورفكان، تعمل بمعدل أسرع من الشركة الأخرى القادمة من اتجاه خورفكان. ووعدتنا بأنها تنفذ بسرعة الشركة الأولى».

وأضاف سموه: «للعلم، طريق «خورفكان الشارقة» يختلف عن أي طريق آخر، حيث إنني بذلت فيه جهداً كبيراً كي يكون من أجمل الطرق، فأول ميزة لهذا الطريق هي أن ارتفاع وانحدار مستواه لا يزيد عن 6%، مما يعني أنه ليست هناك خطورة، والأمر الثاني هو أن الأنفاق عبارة عن حارتين واسعتين بهما مواقف للسيارات على اليمين وعلى اليسار للحالات الطارئة، وهذا يعني أن المكان واسع جداً. فلم يكن هدفنا من هذا المشروع توفير المال؛ بل أمان وراحة وصحة الناس. فنحن لا نوفر المال على حساب صحة البشر. كما أن هذا الطريق يمنع معه مرور سيارات النقل منعاً باتاً، وسيتم تنفيذ هذا الطريق بشكل خط مستقيم، من خورفكان مروراً بمناطق أخرى مثل شيص، وما يليها، ولم نتفاد في هذا الطريق الجبال المرتفعة حتى لا نضطر للذهاب إلى منحنيات، بل قمنا باختراق هذه الجبال، وكلفنا الأمر 25 مليون درهم، وقمنا بهذا الاختصار في المسافة، بهدف عدم إيجاد المنحنيات الحادة، التي تسبب الخطورة والانقلاب للسيارات وغيرها من الحوادث.

ولذلك نلاحظ أن هذا الطريق عندما يمر بدفتا، يدخل في وادي بمزارع دفتا، ويخرج بعيداً عن الذيد. وبذلك يختصر الطريق المرور في ازدحام الذيد. وسيمر هذا الطريق من نفق شيص إلى دفتا، ليقطعها، ويمر ناحية الجنوب بالوادي، ويصل إلى دوار «ميدان الشهيد سلطان بن محمد بن هويدن»، ونحن أسمينا هذا الشارع باسم الشهيد، رحمة الله عليه وبنينا مسجداً هناك، كي يدعو كل من يصلي فيه بالرحمة للشهيد، وبعد المرور بهذا الدوار يستمر الطريق بشكل مستقيم، إلى أن يلتقي بشارع الإمارات عند مدينة تلال».

وبذلك «فهذا الطريق يختصر المسافة والزمن، ويستغرق 45 دقيقة بالقيادة القانونية العقلانية، علماً أننا لن نسمح بمرور شركات نقل البضائع حتى الحكومية منها، فهذا الشارع هدية خورفكان، محافظة على أرواح أولادي فيها، فهم عانوا الكثير من هذا الطريق. فإذا عانى جيل من هذا الطريق، لن أدع الأجيال الأخرى تعاني منه، فالميزة الواقعية لهذا الطريق هي توفير الوقت ومنع الحوادث، والميزة الأساسية لهذا الطريق، أن الناس أصحاب الوظائف الموجودين في هذا الساحل منهم من يسكن في مدينة الشارقة، اختصاراً لمتاعب هذا الطريق اليومية، ويكون بعيداً عن بيته وأهله».

أما الآن فلا عذر لهؤلاء الموظفين بعد إنجاز هذا الطريق، حتى إننا نريدهم أن يستطيعوا تناول وجبة الغداء مع أسرهم.

«كما أننا نحاول من جانبنا إيجاد الوظائف في هذه المنطقة، وذلك بإنشاء مؤسسات بأكملها هناك، بحيث لا أفرق بين هذه المدن، فكم ينبغي أن يتغنى المواطن لبلدته خورفكان، ولكن للأسف لم يسبق أن غنى أحد لمدينة خورفكان، فقام المطرب حسين الجسمي بالغناء لكل شيء ماعدا خورفكان، فما أجمل أن يتغنى الإنسان ببلده وحارته وأهله، فهذا يضيف إلى الإنسان الانتماء، لأن الانتماء أمر هام، فإذا لم ينتم الإنسان إلى هذه الأرض فلن يدافع عنها، وإن هذا الانتماء يحتاج إلى سبل من المحب للوطن، وليس التساؤل عن ما قدمه الوطن له، فالوطن ملك للمواطن ويجب عليه حفظه ورعايته وأن يقدم له كل ما يستطيع.

ويحق للمواطن أن يطالب بما يحتاج إذا شعر أنه في حاجة لذلك، علماً أنني لا أغفل أي حارة من حارات إمارة الشارقة، ولكن الطلبات الشخصية لها حدود، أما الطلبات الوطنية فلا حدود لها».

وتابع حاكم الشارقة: «خلال الأيام الماضية أسسنا مكتباً يضم خريجين من جامعة الشارقة وأمريكية الشارقة تخصص الهندسة والتصميم، وهو يعمل معي مباشرة، في شكل فرق موزعة على مناطق إمارة الشارقة، ونتنقل معاً في السيارة إلى كل منطقة للوقوف على احتياجاتها الحقيقية، كبناء أنفاق عبور للمشاة، وغيرها من الاحتياجات الحقيقية، ومثل هذه الاحتياجات تستغرق فترة طويلة لتنفيذها، بينما نحن مع هذا الفريق نعمل على تنفيذها مباشرة. وسيرى المكتب النور قريباً بإذن الله خلال هذه الأيام القادمة، وبالفعل قمنا باستقطاب أسماء من خريجي الهندسة والتصميم من الجامعة الأمريكية وجامعة الشارقة.

ويضم الدوار الموجود على مدخل خورفكان 4 بحيرات، إحداها ممتدة على مسطح أخضر وترتفع مع الجبال الخضراء، وهذا المنظر عبارة عن لقطة كاملة رسمتها في خيالي، وواجهنا صعوبة في تنفيذها على أرض الواقع.

فقلت لمديرة البلدية جزاها الله خيراً: «أريد عندما أصل إلى هذا المكان أن أقول ثلاث مرات الله.. الله.. الله، فأجابتني قائلة: أنا أقولها أربع مرات، فسألتها لماذا؟ فقالت لي؛ لأنها أربع بحيرات، فقلت لها حسناً، سأقول الله أربع مرات».

وقال سموه : «نحن الآن لدينا إحصاء الشارقة، ولدينا الرغبة والنية وحب الوطن، ونقوم بتوظيف الأشخاص الذين ينفذون المشاريع المطلوبة، ولدينا مناطق ننشر فيها المباني والخدمات بسرعة، ويلاحظ الأهالي ذلك. وعلى الرغم من إنجاز هذه التطويرات، إلا أنه لابد أن يبقى شيء بحاجة للتطوير، فنحن نقوم الآن بتعيين فرق تعمل على ملاحظة ما يمكن إضافته من تطوير في هذه المناطق.

وأنا أقول لأهالي خورفكان اسمعوني جيداً: هذا البلد يريد لحمة الأهالي، ولا يريد التفرقة بين أبنائه، فجميعنا أبناء تسعة أشهر، ولا يوجد بيننا من هو أفضل من الآخر، ونطلب منهم الإبحار في نهر القراءة والمعرفة، والمشاركة في المهرجانات الثقافية والعلمية، ونحن نعلم أن بعضهم يواجه صعوبة في إيجاد الوقت الكافي لذلك، بسبب بعد مكان العمل عن المسكن، وسنقوم بعلاج هذه المشكلة قريباً بإذن الله، عن طريق إنشاء مؤسسات قريبة منهم».

وأضاف: «في عملنا نعتبر الإنسان أهم شيء، وقبل كل شيء، فعندما تضجر الناس الذين تقدموا بطلبات للسكن قبل خمس سنوات والذين بلغ عددهم 17 ألفاً، قمنا بحمد الله وأنجزنا دوراً سكنية سيتم الانتهاء منها بالكامل نهاية العام الجاري، حيث قمنا ببناء ما يقارب من 5000 بيت، وضمن هذه الطلبات أشخاص تم صرف قروض لهم، يتم تسديدها مقسمة على 25 عاماً، وبدون فوائد، فنحن نعمل على مشروع الإسكان بكل جد وجهد، فهذا المشروع بالنسبة لي هو مشروع شخصي».

السكن والوظيفة

قال صاحب السمو حاكم الشارقة: «إلى جانب توفير السكن، نهتم بتوفير الوظيفة. فلابد من خلق الوظيفة نفسها وتهيئة الطالب لها، وهنا يتدخل الوضع الاجتماعي، فنراعي الاختلافات الاجتماعية بين الخريجين، ونقدم الأولوية في التوظيف للخريج ابن الأسرة التي تكون بحاجة إلى المساعدة، فنفضل تعيينه قبل الخريج ابن الأسرة منتعشة الحالة المادية؛ لأننا بتعيين الأول نقوم بحل مشكلة مادية لأسرة بأكملها.

وللأسف يعتقد البعض أن تعيين هذا الخريج تم بناء على «واسطة». وأنا أقول: «والله، والله، لا توجد واسطة في الوظائف إلا للحالات الاجتماعية الخاصة التي أدرسها».

ونحن نقول لطالب الوظيفة: «إذا تأخرنا عنك فاصبر علينا»، فمن المطلوب أن نوظف 4000 مواطن خلال سنة واحدة، ولدينا تضخم في عدد الموظفين من غير إنجاز العمل، فنحن نهتم بتوفير المسكن، والوظيفة، ولقمة العيش، والصحة، وقدمنا تأمينات صحية لموظفي الحكومة، وتأمينات لكبار السن، وذوي الإعاقة، وعلى الإنسان أن يقتنع بالواقع، فالقناعة كنز لا يفنى».

وأضاف: «ما أريده بالدرجة الأولى هو أن يكون الإنسان مستقر النفس، هادئ البال، وهذا لا يأتي من فراغ، فبذكر الله تطمئن القلوب. وذكره ليس لفظاً؛ وإنما بالأفعال، والشكر، والصلاة، وأداء بالعبادات والواجبات، وبالثقة به، وأن الله لن يتخلى عنه، فبعض الناس إذا اشتد عليه المرض لجأ إلى الله، ومن الواجب أن يلجأ الفرد إلى الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء.

ونحن نريد بناء وطن صحيح، قائم على أكتاف أناس مؤمنين قائمين لليل. فيا أيها الشباب إنكم تتحملون أمانة من الله وهي الطفل الذي تنجبونه، فإذا لم تكونوا صالحين لن يكون النشء صالحاً، وإن أغلب مصائبنا في الوطن العربي تكون بسبب ضياع الأب والأم، اللذين بضياعهما يضيع جيل من الأبناء، ونحن نريد أن يلطف الله بنا. وإن كان هذا امتحان من رب العالمين؛ فإننا تعلمنا الدرس ووعيناه، وأما إن كان نقمة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ويجب علينا أن نكثر من الدعاء والثناء على الله حتى يغفر لنا.

نتمنى للجميع أياماً سعيدة، وأن يحفظهم الله على الطرقات، ونطالبهم بعدم السرعة وعدم العبث أثناء القيادة، وأن يحذروا الطرقات الخطيرة، وأن يكثروا من الدعاء. ونأمل نهاية أسبوع لا حوادث سير فيها».

المصدر: الخليج