سلطان يوجه بـ 4 ملايين لدعم مكتبات الشارقة بأحدث إصدارات معرض الكتاب

أخبار

تفاعل عدد من المثقفين الإماراتيين مع مكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي وجه من خلالها بدعم مكتبات الشارقة العامة بأربعة ملايين درهم إماراتي من خلال شراء أحدث إصدارات دور النشر المشاركة في المعرض ورفد مكتبات الإمارة بها.

رأى المثقفون أن هذه المبادرة تسهم في ازدهار سوق الكتاب، كما تشجع على اقتناء الإصدارات والمؤلفات الجديدة والبحوث والمعارف العلمية والأدبية والتقنية وبلغات مختلفة وهو الأمر الذي يعبر بالتالي عن رؤية سديدة تدعم الثقافة والمثقفين ورافعة لصناعة الكتاب الإماراتي بوجه عام.

أشاد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، بمكرمة صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، بشراء كتب بقيمة أربعة ملايين درهم لرفد مكتبات الشارقة من خلال شراء الإصدارات من دور النشر المشاركة في المعرض، والتي يبلغ عددها 1681 داراً من 60 دولة، مشيراً إلى أن هذه المنحة تأتي ضمن مبادرات سموه المتواصلة والتي تعوّد عليها المعرض، لدعم صناعة الكتاب والناشرين ورواد المكتبات والمشهد الثقافي في إمارة الشارقة بشكل عام.

وأكد العامري أن دعم سموه، للمعرض ورعايته الكريمة للناشرين أسهمت في تعزيز النجاحات الكبيرة التي حققها المعرض، وأوصلته إلى المركز الثالث بين أكبر معارض الكتب الدولية في مجال بيع وشراء حقوق النشر، مضيفاً أن هذه المنحة ستشكل حافزاً لعدد كبير من الناشرين لمواصلة طريقهم في إثراء الثقافة الإنسانية ومد جسور التواصل مع مختلف الحضارات.

بدوره قال الشاعر عبد الله الهدية: «إن هذه المكرمة التي صدرت عن صاحب السمو حاكم الشارقة لدعم المكتبات وتجديد محتواها، ليست هي الأولى، ولن تكون الأخيرة بإذن الله، فهي امتداد لعطاء مستمر منذ عقود، دأب خلاله سموه على خدمة الثقافة ودعم مشاريعها الكبرى، ومع أن الكتاب متوفر في الشارقة والإمارات، من خلال مبادراته السابقة، إلا أن الفكر الإنساني متجدد، ويطرح باستمرار كتبا جديدة، وتطرأ معارف ومجالات جديدة، يحتاج القارئ المعاصر أن يطلع عليه، فيتابع تطوراته، فتوفير الكتاب الذي يحمل تلك المعارف بشكل دوري ضروري لاستمرار تطور معارف المجتمع، واستمرار مواكبته للعصر».

هذه المكرمة استمرار لمشروع توسيع دائرة التعاطي مع الكتاب التي كان صاحب السمو حاكم الشارقة توجها بالمشروع الطموح «ثقافة بلا حدود» الذي عمل على تزويد كل أسرة بمكتبة خاصة، لكي يكون الكتاب حاضرا في البيوت كغذاء روحي، يستفيد منه الكبار والصغار على حد سواء، ويفتح الطفل عينيه أول ما يفتحها على الكتاب، ويرى أباه أو أمه منهمكة في الكتاب فينشأ لديه حب لاستطلاع ما في ذلك الكتاب، ومن هنا تنشأ علاقته بالكتب.

إن المعرفة تراكمية، لذلك تحتاج المكتبات لكي تظل حيوية، وجاذبة للقارئ أن تجدد دماءها بما هو جديد، ومن هنا تأتي أهمية دعمها بهذه الكتب، كما أن القارئ الذي يرتاد المكتبات ربما يكون قد قرأ أهم ما هو موجود بالمكتبة التي يرتادها، ويحتاج إلى أن يجد الكتب الجديدة في مجال اهتمامه، ولا يعني ذلك أن الكتب القديمة لم تعد صالحة أو أنها لن تجد من يقرأها، فسيظل دائما هناك أجيال جديدة من القراء تحتاج إلى قراءة تلك الكتب، والاطلاع على ما فيها.

الكاتب المسرحي عبدالله صالح قال «إن هذه المكرمة تدخل في إطار مبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة التي عودنا عليها، بدعمه المستمر للثقافة والمثقفين، وهي مبادرات لا حصر لها، وتزيدنا فخرا به، وبما يقوم به، كما أنها ملهمة لنا، وتبعث لنا برسالة بأن علينا أن نجتهد، ونطور معارفنا، وننشد الإتقان والإبداع، ما دامت وسيلة المعرفة الأهم التي هي الكتاب متوفرة بين أيدينا، وفي عصر تعتبر المعرفة فيه ضرورية لكل شيء، فحتى الحرف العادية أصبحت معارف مكتوبة، ويحتاج من يمارسها إلى قراءة الجديد فيها دائما».

هذه المكرمة جاءت في وقت مناسب بتزامنها مع مبادرة «2016 عام القراءة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والهادفة إلى نشر مفهوم القراءة بين كافة فئات وأفراد المجتمع، وتعزيز حضور الكتاب في جميع الأوساط، فحين توزع تلك الكتب على المكتبات العامة في الشارقة لا شك أنها ستكون داعما قويا لمشروع تعميم القراءة الذي تسعى الإمارات إلى ترسيخه.

قال الشاعر خالد الظنحاني: إن هذه المبادرة تأتي في وقتها وخصوصا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفي بالقراءة عبر المبادرات الخلاقة التي أطلقت، بدءا بعام القراءة، وقانون القراءة، وتحدي القراءة العربي وهذا كله يصب في مجال التحفيز على القراءة والثقافة والمعرفة، والدولة سباقة في هذا الأمر وخصوصا على مستوى الوطن العربي، حيث نرى النشاط الثقافي كشعلة لا ينطفئ لهيبها.

لهذه المكرمة المقدمة من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة الأثر المحفز والمشجع للكتّاب والمؤلفين على إصدار المزيد من الكتب وأيضا يشجع دور النشر والمكتبات على تبني المواهب الأدبية والإبداعية وتخطي كل العقبات المالية التي تصيب بعض دور النشر أو المكتبات، ويشجعها على اقتناء الإصدارات الجديدة ورفد منظومتها بآخر البحوث والمعارف العلمية والأدبية والتقنية وبلغات مختلفة حتى تكون في أيدي جميع الشرائح المجتمعية التي تعيش على أرض الدولة، إن لهذه المكرمة عائد إيجابي على دور النشر والمكتبات المتواجدة في معرض الكتاب في جانبين الأول هو انتشار إصداراتها الحديثة وتواجدها خارج أروقة المعرض، والثاني هو العائد المادي الذي تكسبه من خلال هذه المشاركة. لذا فإننا نرى بوضوح الرؤية الثاقبة لسموه في مبادراته التي يطلقها، والتي تأتي وليدة تفكر عميق لكي تكون نتائجها أكيدة، ولتعم فائدتها وتصل إلى شريحة أكبر من القراء والمستفيدين.

الكاتب محمد حمدان بن جرش قال: نحن ككتاب ومثقفين وقراء في المقام الأول، نجد بأن الشارقة فعلا هي حاضنة الإبداع عبر مشروعها الثقافي المتواصل منذ زمن طويل ضمن الرؤية الثاقبة والبصيرة الواسعة لصاحب السمو حاكم الشارقة، ودعمه المستمر لكل ما يتعلق بالثقافة والكتاب وقد رأينا ذلك مؤخرا عبر توجيهه لإنشاء مدينة الشارقة للنشر وما تقوم به أيضا هيئة الشارقة للكتاب وجميع المؤسسات العاملة في الشارقة.

إن هذا القرار يجعلنا نسعى إلى الدخول والمشاركة بكامل طاقتنا في هذا المشروع الثقافي لدعم الحراك الإبداعي والمعرفي والتركيز على بناء الإنسان روحا وعقلا وجسدا. إن الدعم الدائم من قبل سموه للكِتاب يدل على أن هناك تكاملا في استراتيجية الدولة الثقافية وتشجيع للقراءة ودعم للمبدعين لكي يواصلوا نشر إبداعاتهم ونشر المعارف المفيدة بشتى أنواعها حتى يظل الكتاب منارة يهتدي بها جميع من يقطن على أرض الدولة.

إننا نشهد اليوم هذا الحضور وهذا التفاعل الكبير من الجمهور والمثقفين والكتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ونرى أجواء خلابة وزحاما في أروقة المعرض، ففي كل مكان عائلات من جميع البلدان يجمعها حب الكتاب والمعرفة تحت سقف الشارقة، وأنه بالعودة إلى سجل الذاكرة، عندما انطلق معرض «الشارقة للكتاب» كانت أعداد الجمهور ودور النشر المشاركة بسيطة، أما الآن فنرى مدى التغير والنقلة النوعية التي استطاع المعرض أن يخطوها تجاه العالمية والتفرد، وهذا دليل على أن المشروع الثقافي يحتاج إلى صبر ومنهجية وعمل دؤوب وتطوير مستمر لكي تتحقق الأهداف وما نراه اليوم شيء يبهج النفوس والعقول.

وأضاف ابن جرش: إن هذه المكرمة التي تجلت في رصد مبلغ كبير لشراء الكتب ودعم المكتبات بآخر الإصدارات وبمختلف اللغات والمواضيع، هو أمر محفز لكل دور النشر والكتاب والمكتبات، ورسالة لهم بأن يستمروا فإن هناك من ينتظر إبداعاتهم وإشراقاتهم الفكرية.

المصدر: الخليج