وزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق
يوجد بالطائف سوق تراثية قديمة، وقد اهتم الأمير سلطان بن سلمان بهذه المنطقة، بحيث يتم تأهيل المكان والحفاظ عليه، وذلك للاهتمام بالمباني التراثية، وتحويل بعض الأماكن إلى مقاهٍ يرتادها المواطنون، والاهتمام بالدكاكين التي تبيع المنتجات المهمة التي تشتهر بها الطائف، وبخاصة سوق عسل النحل.
وقد حافظ المشروع على الطابع المجازي للمباني، بالإضافة إلى الطرق، ومنع المواصلات من دخول هذه المنطقة. وهناك أيضاً مسجد العباسي، وهو من المساجد التاريخية ولا تزال الصلاة تُقام به. أما هذه السوق، فلها ثلاثة مداخل منها باب الحرم وباب العباسي وباب الربع. وقد تم توحيد شكل المباني كلها في السوق ولونها. وقد استعملت العربة الكهربائية في الدخول لزيارة معرض روشانة الديوان، وهو مبنى عمره 70 عاماً وتستهدفه السياحة؛ لأن الهيئة تشجع القطاع الخاص على عمل متاحف فرعية أو زراعية.
والمبنى المتحفي داخل السوق، وهو أقرب إلى متحف للفنون التراثية واللوحات التشكيلية. وفي الداخل نشاهد لوحة جميلة عليها قماش تسمى الخط العسيري، بالإضافة إلى عرض منتجات تراثية تباع داخل هذا المكان. ويحصل المتحف على نسبة من البيع بعد أن يتم تقديم الباقي إلى صاحب العمل. وفي بعض الأحيان تحضر النساء للعمل داخل هذا المتحف، وهناك عروض لإنتاج شوك وملاعق، كما يوجد هناك نحو 80 فنانة تشكيلية من 180 فناناً يقدمون لوحات للكثير من المدارس الفنية، مثل التجريد والفن المعاصر والتصوير الضوئي والسريالية.
أما صاحب هذا المتحف فكان يعمل سائقاً للملك فيصل عندما كان يقيم في قصر شبرا بالطائف. وهذا المتحف كان عبارة عن فيلا، وقد اشترك هذا المتحف في يوم المتاحف العالمي. وهناك قطع تراثية معروضة يمنع التصرف فيها يعود عمرها إلى نحو 80 سنة، كما يوجد نحو 363 قطعة منبه معروضة بالمتحف. وآخر زيارة لهذا المتحف قام بها نحو 25 سفيراً من سفراء الدول الأجنبية الذين يقيمون بالرياض.
وقد دعوني للغداء، وقدموا المأكولات الطائفية الشهيرة، بالإضافة إلى الفاكهة المعروفة هناك، وخاصة التين الشوكي. وقد وجدت مدى اهتمام المشرفين على الدار، وكيف أنها أصبحت متحفاً مهماً يأتي إليه الفنانون الذين يبدعون ويقدمون لنا تراثاً عظيماً. وقد زرت جميع طوابق المتحف.
وبعد أن خرجنا من سوق الطائف القديمة ذهبت مع المرافقين وزرنا مدرسة دار التوحيد، وهي أقدم مدرسة بالطائف، وهي عبارة عن تحفة معمارية رائعة، ومجاورة للقصر الحديدي المقام على شكل سفينة وهو قصر خاص. والمدرسة أيضاً مهجورة ولا يوجد أحد بها. وأعتقد أن هيئة السياحة والتراث الوطني السعودية يجب أن تنزع ملكية هذه المدرسة، وقانون الآثار السعودي الحالي لا يجيز ذلك. وأعتقد أن هناك ضرورة لتغيير القانون؛ لأن هذه المباني تراث يخص الطائف وتاريخ المملكة العربية السعودية، وهذا قد يدفع الهيئة إلى الاستفادة من القانون المصري الذي يخدم الملكية الخاصة، غير أن هذه المباني هي تراث قومي يجب الحفاظ عليه؛ ولذلك من حق الدولة تسجيل الأثر بحيث لا يتم عمل أي إضافة أو ترميم إلا بإذن من الهيئة القائمة على الحفاظ على التراث.
المصدر: الشرق الأوسط