كاتب سعودي
لا أدري لماذا ذهب بي خيالي إلى بعض من التفاصيل المحتملة لليوم الأول الذي ستبدأ فيه المجالس البلدية مزاولة عملها بعد النقلة الهامة بدخول المرأة فيها ناخبة ومرشحة رغم أن الأخبار الآن غير مشجعة بوجود حماس أنثوي للمشاركة، لعله يعود إلى إحباط متراكم أو ربما بسبب عدم القناعة بأنها ستضيف شيئا مهما لمجالس كانت شكلية في الدورتين السابقتين، علما بأني أحمل إعجابا وتقديرا كبيرا لمشاركة المرأة في مجلس الشورى وأحلم بتجربة مشابهة في المجالس البلدية، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.
يبدو والله أعلم أن المجالس ستبدأ عملها بعد جدل كبير عبر كثير من دوائر المجتمع حول كيفية وجود المرأة والرجل في مجلس واحد، وغالبا سينتهي الجدل إلى فرض عزل النساء في موقع منفصل عن الرجال، وهنا سندخل في تفاصيل تقنية قد تستنزف كثيرا من ميزانيات المجالس قبل أن يرى الناس منها شيئا. وبعد أول اجتماع ستمتلئ مواقع التواصل وخاصة الساحة التويترية بأخبار وقصص مفبركة ومتخيلة، قد تصل إلى تفاصيل لا يصح الخوض فيها، وقد ثبت أننا شعب لا يتورع كثير منا عن اقتراف مثل هذه الممارسات المشينة.
وربما يدور الجدل في أول اجتماع للمجالس عن كيفية ترتيب الجولات الميدانية للعضوات وكيفية حل المشكلة الكونية بوجود ذكور وإناث في لجنة واحدة. وقد يستغرق حل هذه المشكلة وقتا طويلا، وعندما تضاف إلى بقية المشكلات المتخيلة والأوهام المرضية والشكوك السيئة ربما تمضي هذه الدورة بأكملها كتجربة مزعجة للسيدات والمجتمع الذي سيسمع العجب العجاب خلالها. ولكن مع كل ذلك نأمل أن تتجاوز المجالس ومعها المجتمع كل السلبيات الممكنة والمتخيلة للدفع بهذه التجربة إلى النجاح.
المصدر: عكاظ