حرصت الإمارات على إحياء اليوم العالمي للغة العربية الذي صادف أمس، انطلاقاً من رؤية قيادتها الرشيدة للغة باعتبارها، ليس مجرد وسيلة للتخاطب والتفاهم أو وعاءً للفكر والعلم، وإنما أحد أهم مكونات الهوية الوطنية وبناء الشخصية الإماراتية، العربية الهوية والصفة، وهي من مكونات الاسم الرسمي للدولة، والتي أكد عليها دستور البلاد، ناهيك عن كونها لغة القرآن الكريم الذي أنزله رب العالمين بلسان عربي مبين.
اتخذ الاحتفاء بالمناسبة مظاهر شتى كالمعارض الخاصة بإبراز جماليات اللغة والخط العربي أو استعراض مبادرات الدولة ومختلف دوائرها، ومنها تحدي القراءة العربي الذي توسع ليشمل أبناء الجاليات العربية في المهاجر الأجنبية، وكذلك جهود مركز أبوظبي للغة العربية الذي يجسد واحداً من صور العناية الفائقة التي توليها قيادتنا الرشيدة للغتنا الجميلة التي تعد سيدة لغات العالم. وأصبحت معه إماراتنا وعاصمتنا الحبيبة أبوظبي مركزاً عالمياً يرعى اللغة العربية ويحافظ عليها ويُعرف بها لما تمثل الإمارات من نقطة مضيئة لتلاقي الحضارات والثقافات ونحن نتابع الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الثقافة، وكذلك الدوائر الثقافية في مختلف إمارات الدولة ولا سيما دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.
إنه يوم عالمي يحتفل فيه أكثر من أربعمائة مليون عربي ينطقون العربية لغةً أولى بعد أن أقرّتها الأمم المتحدة واعتمدتها بصفتها واحدة من اللغات الأساسية للعمل في المنظمة الدولية، اعترافاً وتقديراً منها للدور الكبير للغتنا العربية الجميلة في التقدم الحضاري والثقافي للإنسانية، وهي التي سادت لقرون عديدة باعتبارها لغة السياسة، والعلم، والأدب، فأثرت تأثيراً مباشراً أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم.
ورغم كل تلك المبادرات السامية والفعاليات المتنوعة فإن تمكين اللغة العربية في ديارها وترسيخها وغرس حبها والفخر والاعتزاز بها لدى أطفالنا مسؤوليتنا جميعاً في كل بيت، وليس مسؤولية «جمعية حماية اللغة العربية» أو الحكومة أو الدوائر الأخرى.
يقول فارس الدبلوماسية الإماراتية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية « انقدحت شرارة الترجمة عند العرب في القرن الثامن الميلادي فتوسعت المعارف ونمت الفلسفة ونشأ حراك علمي كبير استمر لمئات السنين.. أنجزنا كل ذلك #بالعربية التي كانت وعاءً للعلوم والتقنية عبر العصور.. علموا أولادكم اللغة العربية».
لقد حرصت الإمارات، رغم كل التطور المتسارع والهائل الذي شهده المجتمع على امتداد العقود القليلة الماضية، على أن تكون اللغة العربية الركيزة والأساس لصون الهوية الوطنية دون انغلاق أمام باقي اللغات والثقافات، وذلك من معادلة نجاح الإمارات. باختصار لنحافظ جميعاً على سيدة لغات العالم لتبقى أجمل الجميلات.
المصدر: الاتحاد