كاتب وأكاديمي سعودي
في إحدى القنوات الإخبارية تابعت تقريراً عن أماندا ، أماندا هي فتاة إندونيسية تقطن في جاكرتا ، وتضطر لاستخدام وسائل النقل العام في تنقلاتها عبر شوارع العاصمة ، تعرضت أماندا لحادثتي تحرش في الباص ، ما دفعها للالتحاق بفصول نسائية لتعليم مهارات الدفاع عن النفس ، وبحسب التقرير فإن أماندا ليست استثناءً فهنالك فالعديدات من بنات جنسها وجنسيتها أصبحن يرتدن هذه الفصول بهدف تعلم المهارات ذاتها .
وبعيداً عن موضوع التحرشات الذي بات ظاهرة عالمية تشتكي منها السيدات ، فلا أدري لم قفزت إلى ذاكرتي مجدداً بعض قصص التعنيف ضد العاملات المنزليات من قبل ربات البيوت ، ما دفع الكثير من البلدان لإعادة النظر في شروط عقود عمل العاملات المنزليات وإضافة شروط أخرى جديدة بما يوفر لرعايا تلك الدول الحماية المطلوبة خلال فترة إقامتهم في بلد العمل ، وفي حال توصلت الجهات المعنية إلى تسوية فيما يتعلق بإعادة فتح باب الاستقدام مجدداً من بعض الدول التي تم إيقافها سابقاً ، فحذار يا سيدتي ربة المنزل من أن يكون نصيبك ” أماندا” أو إحدى مثيلاتها ، أن يكون نصيبك عاملة منزلية حاصلة على الحزام الأسود في الكاراتيه ، أو حاصلة على ميدالية ذهبية في الجودو ، الأمر الذي سيجعل تلك العاملة ” البطلة ” في وضع دفاع عن النفس مع أول تعنيف لفظي أو جسدي تتعرض له ، فتكونين بالتالي معرضة ” لرفسة” مؤلمة أو ” لصفعة ” مدوية ، وكل ذلك سوف يكون بالتأكيد تحت بند ” الدفاع عن النفس ” .