مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
بعد أن قيل فيها الكثير من النقد اللاذع وحتى الجارح أحياناً، وتحديداً من جانب كبار رجال الأدب والنقاد والأدباء، فإن منصات التواصل الاجتماعي الأكثر جذباً لمختلف شرائح الناس والشباب على وجه الخصوص، بدأت تزاحم أضخم المشاريع والمؤسسات الثقافية في الترويج للأدب والكتب حول العالم، ربما لتجسر الفجوة بينها وبين قطاع الأدب والكتب وجمهوره العريض من الشباب، فتستفيد وتفيد وهذا ما كان مع مبادرة بوك توك!
وبعد أن وصف عالم اللسانيات والروائي الإيطالي الشهير أمبرتو إيكو، وسائل التواصل والمتواجدين بقوة فيها بجموع الحمقى، أصبح من الضروري أن يتم إعادة النظر بشيء من العدل يعطي هذه المنصات بعض الإنصاف، خاصة ونحن إزاء ظاهرة جديدة نسبياً ظهرت أواخر العام الماضي 2022، عندما بدأ آلاف الشباب حول العالم يشاركون كتبهم المفضلة على منصة «تيك توك» مستخدمين الهاشتاغ #BookTok، والذي كان موضوع اللقاء الأول لمجموعة مهمة من الشباب العرب المتبحرين في هذا المجال.
عندما نشر هؤلاء الشباب الوسم الخاص بفكرة رفع كتبهم على منصة التيك توك، والذي دشن عصر كتاب التيك توك كانت المفاجأة، وهو أن الوسم أو ما يعرف بالهاشتاغ انتشر بشكل غير متوقع وصل إلى أكثر من 84 مليار مرة. وهو ما وثقته وسائل إعلام ألمانية في تلك الفترة. ومنذ نهاية العام الماضي وحتى اليوم توسعت الفكرة وشملت ملايين الشباب في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهو ما دفع مكتبة كلمات في دبي لاستضافة مجموعة من هؤلاء الذين يؤثرون في 79 مليون قارئ تقريباً لعقد أول اجتماع لمجتمع البوك توك أو كتاب التيك توك.
معظم الحضور كانوا من الشباب الصغار من جيل نهاية التسعينيات والألفية الثالثة، الذين عاصروا بزوغ سطوة السرداب ميديا وتطبيقاتها الأخيرة وهذا يدعو مؤسسات الثقافة للالتفات لهذه التطبيقات ودعم الشباب الناشطين في مجال الترويج للكتب من خلالها، إضافة لدخول الناشرين على خط هذا التوجه وأقسام التسويق في المكتبات ومعارض الكتب، فالكل يمكنه أن يحقق أهدافه لصالح الكتاب في نهاية الأمر بدل الأساليب والخلاصات التقليدية التي ما عادت تجتذب القارئ.
المصدر: البيان