كاتبة إماراتية
تعبر إحدى الفتيات عن استيائها لمتابعيها في حسابها الشخصي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بقولها: «متابعي الأعزاء أنا لا أفهم لماذا لا يحبني البعض بالرغم من أني أتعامل مع الجميع بأسلوب راق، أشعر بأنهم يغارون مني». الشخصية النرجسية تشعر دائماً بأنّ الخطأ فيمن حولها وليس فيها لذا ترمي الأخطاء دائماً على من يحاول الانتقاص من قدرها.
النرجسية هي حب النفس الذي يترافق مع الغرور والشعور بالأهمية المبالغ فيها ومحاولة كسب محبة الناس على حساب الآخرين. وفي زمننا هذا النرجسية تتجلى بشكل منفر في العالم الواقعي وفي مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً وذلك لأنهم يظنون دائماً أنهم الأجمل أو الأفضل فالشخصية النرجسية في الغالب هي شخصية ينمو فيها حب الذات بشكل كبير ليتحول إلى نوع من الإدمان.
والانطباع الأول لهم يكون دائماً مؤثراً لذا يبدون للآخرين واثقين بأنفسهم ومثيرين للاهتمام وعادةً تجدهم الأكثر شعبية ضمن المجموعة في العمل وذلك لأن الناس ينجذبون إلى الكاريزما الخاصة بهم حتى من دون أن يتعرفوا عليهم جيداً. ولكن سرعان ما يزول الانطباع الأول حين يبدأ المحيط باكتشاف شخصيتهم الحقيقية.
في مقال «مدمن حب الذات»، ذكرت أن من مواصفات الشخصية النرجسية هو حبها لنفسها لدرجة تصل إلى العشق بحيث تفرط في الإعجاب بنفسها على حساب الآخرين، وذكرت أن أكثر الناس الذين يعانون من هذه الشخصية هم الأبناء الذين يكون همهم الأساسي خدمة الوالدين النرجسيين وإشباع رغباتهم لا أكثر. ولكن هذه النرجسية لا تقتصر على الأسرة وحسب ولكن نجدها على المستوى الوظيفي بين زملاء العمل وعلى المستوى الشخصي بين الأصدقاء.
فمن الصفات الأكثر وضوحاً على الشخص النرجسي هو اهتمامه بمظهره وحضوره بشكل كبير لأن لديه الأنا الواثقة بأنه يستحق أن يكون محل إعجاب الجميع ويستحق التكريم والمكافأة من قبل إدارة العمل. لذلك تحرص هذه الشخصية النرجسية على إعجاب من تتعامل معه في العمل حتى ولو كان لا يستحقها. ووفقاً لبعض الدراسات، الشخصيات النرجسية تستطيع أن تكون من أفضل القادة وتتولى المناصب المتقدمة ولكن لفترة محدودة وذلك لأنها في نهاية المطاف يبدأ كل شخص تحت إمرتها بالتذمر والاعتراض لعدم تقبل تصرفاتهم الديكتاتورية.
أما على المستوى الشخصي، فهم يقومون بشكل دائم بانتقاص قيمة الآخرين وتشويه سمعتهم بالرغم من أنهم يحتاجون إليهم بشكل كبير كي يستمدوا منهم طاقة إعجابهم بشخصهم. لذلك النرجسي دائماً يقوم بتكوين صداقات جديدة تكون بداياتها الإعجاب ثم ما تلبث أن تنتهي لظهور صفاتهم السلبية فيبدأون بتكوين صداقات جديدة.
في حال وجود هذه الشخصية في محيطك، يجب عليك أن تتجنب السخرية منه لأنه سيعتبرها هجوماً على شخصيته «الرائعة»، ولا تحاول أخذ دور الأم أو الأب معه بمحاولة توجيهه أو إعطائه النصيحة، لأنه سيشعر بالضغط فيبعدك تماماً من محيطه.
المصدر: البيان