لأمثالي ممن تابعوا رحلة شرطة أبوظبي منذ أن كانت «كرافانات» متناثرة في منطقة الكرامة من عاصمتنا الحبيبة وبعض الملحقات في قصر الشيخ مبارك بن محمد، رحمه الله، في سبعينيات القرن الماضي، وحتى يومنا هذا في عصر خدماتها الذكية، تبدو الرحلة محطات متسارعة تختزل في طياتها جهداً كبيراً وعظيماً ينبئ عن عظمة الرؤية ووضوح البوصلة التي استهدفت خدمة وإسعاد الإنسان، وأكدت إيجابية التفاعل مع تطلعاته وطموحاته في خدمات جهاز شرطي بٌني على عقيدة واضحة بأنه جزء أصيل ومكون مهم وجد ليكون مع الناس ولأجل الناس وفي خدمة الناس بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لا جهاز للتسلط والسلطة وإنفاذ القانون ومطاردة الخارجين عليه فقط. هي هذه الروح الوضاءة الوثابة التي جعلت من شرطة أبوظبي في هذه المكانة السامية والمتميزة عند أفراد المجتمع ممن ينعمون بالخدمات المتنوعة التي تقدمها لهم في مختلف المجالات والميادين، وتحرص معها في المقام الأول أن يكونوا شركاءها الأساسيين والاستراتيجيين في الوقت ذاته، فهم الهدف والغاية التي تتقدم الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة التي تحرص دوماً أن يكون الإنسان وخدمته وراحته الهدف الأول في كل محور من محاور الخدمات من الدوائر والمؤسسات كافة، وفي الصدارة منها المؤسسة الشرطية بحجم القيادة العامة لشرطة أبوظبي التي أعلنت مؤخراً إطلاق خدماتها على الهواتف الذكية من خلال متجري «أبل أستور» و«بلي أستور» لتحلق نحو آفاق رحبة من الخدمات الذكية المتطورة التي بلغ عددها حالياً 45 خدمة تحت بوابة ذكية واحدة تشمل خدمات متعددة ومتنوعة سهلت الأداء ووفرت الوقت والجهد على جموع المراجعين بمختلف مستوياتهم وخلفياتهم، وهو ما تجلى في التفاعل الكبير من قبل الجمهور، كما تجلى في إنجاز شرطة أبوظبي لأكثر من 1,6 مليون معاملة رقمية خلال عام 2016 الذي ودعنا منذ أيام.
المصدر: الاتحاد