ساهمت فرق الإنقاذ في شرطة دبي في إنقاذ حياة 157 طفلاً وطفلة وامرأة انحشروا في سيارات ومصاعد وغرف وحمامات تابعة لذويهم في الفترة من بداية العام وحتى منتصف شهر سبتمبر الماضي، فيما بلغ عدد الأطفال المحشورين في السيارات 80 طفلاً وطفلة، وسجلت أغلب القضايا وقوعها بسبب خلل تقني أو كهربائي أو قيام بعض الأطفال الذين يدركونهم ذووهم بإطفاء محرك السيارات خاصة الحديثة منها، كون زر التشغيل أصبح متمثلاً في كبسة يسهل الضغط عليه.
حسن تعامل
وكشف المقدم خبير أحمد عتيق بورقيبة نائب مدير إدارة البحث والإنقاذ في شرطة دبي أن رجال الإنقاذ في شرطة دبي مدربون على التعامل بسرعة وحرفية كبيرة خاصة الحوادث التي يكون فيها أطفال وانه من أبرز الحالات الإنسانية التي تعاملت معها الإدارة حالة طفل من الجنسية الخليجية انحشرت يده أثناء اللعب في المصعد، وعلى الفور توقف المصعد وأبلغت العمليات .
وانتقلت فرقة خاصة من رجال الإنقاذ في دقائق وتبين أن أصابع الطفل في يده اليمنى محشورة بشكل خطير وتم إخراج يده بدون الأصابع إلا أن حرفية أحد رجال الإنقاذ دفعته إلى استخراج الأصابع ووضعها في لفافة بطريقة معينة للحفاظ على الأنسجة وانتقل فوراً إلى الإسعاف وتم تسليمهم الأصابع وفعلاً قام المستشفى بإعادة أصابع الطفل بعد إجراء عملية جراحية ناجحة وتقدمت أسرة الطفل بالشكر الجزيل لشرطة دبي.
أهبة الاستعداد
وقال المقدم بورقيبة إن عدد الحوادث البرية التي انتقلت إليها الإدارة خلال 9 أشهر الأولى من العام الجاري بلغت 95 حادثاً متنوعاً؛ سجل منها 51 حادثاً بسيطاً و56 حادثاً متوسطاً فيما صنف 44 منها حادث بليغ وتضمنت 5 حوادث انتحار.
وسجلت منطقة الراشدية أعلى القائمة بواقع 30 حادثاً، تلتها منطقة جبل علي بواقع 23 حادثاً، وتليها منطقة البرشا بواقع 20 حادثاً، ومنطقة بر دبي سجلت 15 حادثاً، مشيراً إلى أن زمن الانتقال يبلغ 3 دقائق منذ استقبال البلاغ، لافتاً أن أفراد الإنقاذ جاهزون دائماً للتعامل مع كافة الحوادث الطارئة وعلى مدار 24 ساعة، حيث يتم تقسيمهم ضمن نظام المناوبات ليكونوا على أهبة الاستعداد في أية ساعة يتلقون فيها بلاغاً عن تعرض أي شخص لحادث طارئ.
وأضاف بورقيبة إن عدد أفراد الإنقاذ البري يبلغ 125 شخصاً وأن جميعهم مدربون على فتح أبواب السيارات بطريقة فنية قد لا تستغرق 60 ثانية، خاصة إذا كان طفلاً داخل المركبة، تجنباً لإلحاق الضرر بالمركبة ولعدم إلحاق أي ضرر نفسي بالطفل، مؤكداً أنه لا توجد أي حالات وفاة للأطفال المحشورين العام الجاري بل تم إنقاذهم جميعاً، لافتاً إلى انه تم إنقاذ العديد من الحيوانات منها القطط والجِمال في إمارة دبي وإمارات أخرى.
حالات
وأشار المقدم عبد الله بيشوه رئيس قسم الإنقاذ البري إلى انه في حالات انحشار الأطفال في السيارات خاصة في أشهر الصيف يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأوكسجين نتيجة توقف جهاز التكييف عن العمل وبالتالي خطر تعرضهم إلى الاختناق، إضافة إلى إمكانية تحريك جهاز ناقل الحركة في ظل غياب مرافق، وبالتالي تحرك السيارة من مكانها والتسبب في حوادث وخطورة بالغة عليهم، وهو الأمر الذي يستدعي التحرك السريع.
وقال المقدم بيشوه: إن أصعب عمليات الإنقاذ للأطفال الرضع أثناء انقلاب الباصات في الحوادث والتي تحمل عدداً كبيراً من العمال، حيث يتم التعاون مع الإسعاف لنقل المصابين بطريقة خاصة حتى لا تتدهور إصابته كما توضع لاصقات من الإسعاف بألوان مختلفة لديهم تدل على نوع الإصابة.
تشخيص
وأفاد وكيل أول عادل محمد الحداد منقذ بري انه يتم تشخيص حالة البلاغ من غرفة العمليات وغالباً ما تكون المعلومات غير دقيقة إلا انه في كل الحالات يتم الانتقال بسرعة إلى موقع البلاغ والتدخل السريع، وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون أن كسر الباب أو زجاج المركبة أول إجراء يقوم به المنقذ، وانه تم تلقي تدريب على فتح جميع أنواع السيارات الحديثة من الخارج.
وأفاد الحداد إلى أنه تم انقاذ طفل محشور في غرفة النوم لدى ذويه إلا أن الأب الذي ابلغ بالواقعة من شدة ارتباكه أدلى بعنوان خاطيء مما استدعى التعامل معه بطريقة خاصة حتى يتم إنقاذ الطفل في أسرع وقت وفعلا وصلت فرق الإنقاذ في الوقت المناسب بعد أن كان الطفل في حالة نفسية سيئة بسبب قلق أفراد الأسرة عليه من الخارج ومحاولة مساعدته دون جدوى وتم إنقاذه فيما استمر الزوج في الصراخ على الأم.
وقال الرقيب أول علي عبد الله الملا منقذ بري إنه تم إنقاذ العديد من حالات الانتحار وأحدهما لشخص كان مخموراً عبر الاستعانة بالنجدة الجوية، وتم منعه من إلقاء نفسه من الشرفة بعد التفاوض معه.
تقنيات
ولفت الرقيب راشد عبد الله منقذ بري انه في بعض حالات وجود زجاج مخفي في السيارة يعيق الرؤية بالداخل يضطر رجال الإنقاذ إلى كسر الزجاج الجانبي حفاظاً على حياة الطفل والتأكد من وضعه، منوهاً إلى انه تم إنقاذ عائلة من إمارة أبوظبي بعد انحشارهم جميعاً في السيارة بسبب خلل كهربائي فيها، مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة ساعدت في سرعة الوصول إلى موقع البلاغ.
وأفاد الوكيل أول يوسف احمد عبيد منقذ بري إلى انقاذ طفلة 12 سنة انحشرت في لعبة كهربائية في أحد المراكز التجارية بسبب عيب في اللعبة وتحطمت عظامها وتم استخدام معدات هيدروليكية خاصة، كما تمت مخاطبة البلدية لمنع اللعبة من كافة المراكز وتغريم الشركة المشغلة عبر اتخاذ الإجراءات اللازمة.
جاهزية
أشار المقدم بورقيبة إلى أن فرق الإنقاذ لديها القدرة على التعامل مع الحوادث التي تقع في الأماكن المرتفعة كإنقاذ العالقين على سطوح الأبراج مثل منظفي الزجاج إذا تعرضوا لحادث.
وأكد بورقيبة أن شرطة دبي تُخضع أفرادها للاستعداد التام للتعامل مع حوادث الأبنية وذلك عبر تدريبهم المستمر في أبنية من المقرر هدمها بالتنسيق مع بلدية دبي، مبيناً أن الأفراد يعملون وفق أعلى مستوى العالمية على إنقاذ الأرواح من تحت الركام.
وأكد المقدم عبد الله بيشوه رئيس قسم الإنقاذ البري انه يتم بشكل دوري تدريب مسؤولي الأمن وحراس البنايات على التعامل مع حالات المحشورين في المصاعد بحرفية.
المصدر: البيان