تعتزم شرطة دبي تطبيق حزمة من التقنيات المتطورة من خلال إنشاء مركز ابتكار لحلول المدينة الآمنة بالتعاون مع شركة «هواوي»، تشمل نظاماً للتعرف إلى الوجوه متصلاً بكاميرات المراقبة يمكنه تتبع الشخص من خلال وجهه وتحديد الأماكن التي يقصدها، بالإضافة إلى سلاح يعمل بتقنية الرادار لرصد الطائرات الصغيرة من دون طيار «درونز» غير المصرح لها بالتحليق وتعطيلها عن طريق موجات إلكترونية لمنع تهديدها للسلامة الجوية، فضلاً عن نظام متطور يمكنه عرض بيانات المباني والسيارات والأشخاص بمجرد توجيه كاميرا إليها.
وقال القائد العام لشرطة دبي الفريق خميس مطر المزينة، على هامش توقيع مذكرة تفاهم «هواوي»، أمس، إن مركز الابتكار المتطور لحلول المدينة الآمنة سيكون جاهزاً قبل «إكسبو دبي 2020»، الذي سيوفر أحدث وسائل تكنولوجيا سلامة المدينة الآمنة في المستقبل القريب، لافتاً إلى أن المركز يأتي في إطار حرص شرطة دبي على الاستثمار في تقنيات التواصل والمعلومات والبنية التحتية، عبر شراكات استراتيجية مع جهات رائدة في عالم التكنولوجيا مثل شركة «هواوي»، التي توفر أفضل حلول المدن الذكية والآمنة وأحدث تقنيات شبكات التواصل وخدمات الحوسبة السحابية.
وأضاف أن دور المركز لن يقتصر على نقل المعارف والاستفادة من أحدث التقنيات والحلول للمدن الآمنة، لكنه سيشمل جانباً بحثياً يتيح لكوادر شرطة دبي الإبداع والابتكار ونقل خبراتهم في هذا المجال.
وعرضت شرطة دبي في منصتها في معرض «جيتكس 2016» سلاحاً متطوراً يعمل بتقنية الرادار يمكنه رصد الطائرات من دون طيار «درونز» غير المصرح لها بالطيران، ويشل حركتها بواسطة موجات إلكترونية ويسقطها، ما يمثل حلاً لمنع تعطيلها لحركة الملاحة وانتهاك الخصوصية، كما جربت عبر منصتها في «جيتكس» نظام «التعرف على الوجوه»، إذ نجح في تحديد خط سير عدد من زوار المنصة عبر التعرف إلى وجوههم.
وقال مدير الإدارة العامة للعمليات بشرطة دبي العميد كامل بطي السويدي، إن شرطة دبي جربت هذه الأنظمة في إطار سعيها لتطبيق أحدث الحلول الذكية للمدن الآمنة، وتقارن بينها لتحديد أفضلها، مؤكداً أن المركز الذي تعتزم إنشاؤه بالتعاون مع «هواوي» سيمثل قاعدة مهمة لتطوير هذه التقنيات بشكل مستمر.
وأضاف أن هناك تقنيات تم تجربتها فعلياً مثل نظام كشف الوجوه ويجري التنسيق مع «هواوي» بشأن تقنيات أخرى مثل نظام التحليل التلقائي لمحتوى فيديو يخدم الأغراض الجنائية، مثل اقتحام مكان، أو وجود أجسام مشبوهة، أو تحريك أجسام المفترض أن تكون ثابتة مثل اللوحات الموجودة في المعارض والمتاحف، كما يمكن استخدامه في الجانب المروري مثل تحليل عدد السيارات الموجود على طريق مزدحم، وحساب سرعة المركبات، ورصد الانعطافات والسير بشكل غير قانوني أو عكس السير، ويمكنه أيضاً رصد المركبات المعطلة والأجسام المبعثرة نتيجة حادث ما على الطريق.
وأشار إلى أن العمل في إنشاء مركز الابتكار بالتعاون مع «هواوي» سيبدأ العام المقبل، لافتاً إلى أن الجانبين في مرحلة تطوير الأفكار الآن لكن تم تحديد الموقع والاتفاق على بعض الجوانب الأساسية، بهدف تبادل المعرفة وتأسيس قسم أبحاث وابتكارات وتطويره كمنصة لعرض منتجات شرطة دبي المتعلقة بالمدن الآمنة.
من جهته، قال مدير السلامة العامة في شركة «هواوي» في الإمارات، فرانك داي، إن الشركة تطرح حلولاً تقنية للمدن الآمنة مع شرطة دبي شملت «نظام التعرف على الوجوه» المتصل بكاميرات المراقبة في أي مكان، ويمكنه تتبع حركة الشخص المطلوب وتحديد مساره والنقاط التي توقف فيها، عبر قراءة ملامح وجهه، مؤكداً أن النظام يخدم المؤسسات الأمنية إلى حد كبير، إذ يساعد على رصد المشتبه فيهم والمطلوبين، وكشف مواقعهم والأوقات التي ظهروا فيها.
وأضاف أن من الحلول التي طرحت أيضاً بمنصة شرطة دبي في «جيتكس» ما يعرف بتقنية «الواقع المعزز»، وهي من إحدى التقنيات التي بدأت تنتشر عالمياً بكثرة، وتم تطويعها في المجال الأمني لتخدم أهداف شرطة دبي، وهي قريبة بالتكنولوجيا المستخدمة في لعبة «البوكيمون»، ويمكنها التعرف إلى المباني والمرافق والأشخاص والمركبات بمجرد توجيه الكاميرا إليها، لتكشف بياناتها وكل المعلومات المتوافرة عنها على الفور.
وأوضح أن هذا البرنامج يمكن استخدامه بواسطة كاميرات الهواتف المتحركة، ما يضمن حلاً مرناً وسريعاً في أيدي الضباط أو رجال الأمن، يمكنهم من خلاله استخلاص البيانات بمجرد توجيه الهاتف إلى المبنى أو إلى الشخص المشتبه فيه، وفي حالة استهداف مركبة يتم تحديد تاريخ تسجيلها ومالكها وكل المعلومات المرتبطة بها.
المصدر: الإمارات اليوم