رئيس تحرير صحيفة الرؤية
بالأمس لحق اثنان من جنودنا البواسل وهما زايد الكعبي ومحمد الحمودي بقافلة الشرف والخلود، قافلة شهداء الإمارات وشهداء الحق من أجل استعادة الشرعية في دولة نهشتها مخالب الغدر والخيانة والإرهاب، فقد أعلنت القوات المسلحة استشهادهما أثناء تأدية الواجب في اليمن، فكل العزاء لذويهما ولنا جميعاً، لكننا في الإمارات تعلمنا أن لا نعتبر استشهاد أحد جنودنا في معركة الشرف والعزة خسارة، وإنما فخر وعز، فيأتي استشهاد أولئك الرجال ليؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح فأرواحهم تنير لنا الدروب وتأخذنا إلى النصر القريب.
الإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً كلها ضد الإرهاب، الرجال والنساء، الكبار والصغار، لا يختلف اثنان في هذه الأرض على ضرورة الوقوف ضد الإرهابيين ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله، والإمارات التي تؤمن بذلك عميق الإيمان أرسلت جنودها إلى اليمن لحماية هذه الدولة من المليشيات الحوثية الإرهابية ومن أتباع المخلوع صالح الذي وضع يده بيد الإرهابيين والانقلابيين ووقف في صف الإرهاب من أجل الكرسي ووهم السلطة الذي انتهى.
لذا لا يستغرب من يعرف الإمارات، تأكيدها الوقوف إلى جانب تركيا -رغم اختلاف المواقف السياسية والأيديولوجية معها- فعندما يكون الأمر متعلقاً بالإرهاب لن يختلف اثنان على إدانة ذلك الشر وتلك الخيانة، وذلك التضليل الذي تمارسه جماعات فقدت عقلها وضميرها فعبثت بكل شيء.
وإدانة د. أنور قرقاش العملية الإرهابية التي استهدفت تجمعاً للسيارات في ساحة «كازالاي» وسط العاصمة التركية «أنقرة» أول من أمس، تأتي لتؤكد الموقف المبدئي الثابت للإمارات تجاه الإرهاب وتؤكد التزام الإمارات الدائم بإدانة الإرهاب في أي مكان كان، وضد أي أحد كان، وممن كان، فلا فرق إن كان مرتكب الجريمة الإرهابية من داعش، أو حزب الله، أو الحشد الشعبي، أو حتى من الكردستاني، فالإرهاب هو الإرهاب، والإرهابي هو الإرهابي مهما كان مذهبه أو عرقه أو دينه، لذا فهو مدان.
وتضامن حكومة الإمارات مع تركيا ليس الأول من نوعه ففي اللحظات الحرجة والأحداث المهمة تعرف الإمارات أي موقف تتخذ، فهذه الجريمة تأتي كجزء من مسلسل العنف والإرهاب الذي يشهده العالم منذ سنوات، لذا على المجتمع الدولي ودول العالم أن تكون أكثر جدية في اتخاذ المواقف تجاه الإرهاب والجماعات والتنظيمات والأفكار الإرهابية، فلا يكفي أن يستمر العالم في «الإدانة» دون عمل حقيقي وقوي ضد الإرهاب.
وقرار السعودية يوم الأحد الماضي بإبعاد أي مقيم يبدي تعاطفاً مع مليشيات «حزب الله» وملاحقة أي متعاطف، أو متعاون، أو ممول لتلك المليشيات خطوة عملية مهمة لمواجهة الفكر الإرهابي، فمن يريد أن يؤيد «حزب الله» ويتعاطف معه فليذهب إلى لبنان، فهناك بلد بأكمله اختطفه حزب إرهابي تحركه دولة تدعم الإرهاب فليؤيده كما يشاء ويتعاطف معه، لا أن يبقى في بلد يصنف حزب نصر الله حزباً إرهابياً.
المصدر: صحيفة الإتحاد