قال شهود وسكان في البرج السكني الضخم الذي التهمته النيران في العاصمة البريطانية لندن الليلة الماضية إن المبنى لم يكن مزودًا بنظام إنذار من الحريق أو بنظام إطفاء مركزي، ولم تسمع أجراس الإنذار سوى في الشقق السكنية المزودة بأنظمة خاصة، وهو ما دفع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية لوصف البرج بأنه مبنى من «العالم الثالث».
وقالت السلطات البريطانية إن الحريق الذي شب في برج جرينفيل السكني في وسط لندن أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 50 شخصاً على الأقل ومحاصرة بعض السكان أثناء نومهم. وهناك مخاوف من وفاة عشرات الأشخاص في الحادث. ويتألف البرج من 24 طابقاً ويقطنه أكثر من 600 شخص.
وقال بول موناكر، الذي يسكن في الدور السابع: «لقد تمكنت من الخروج من المبنى، ليس بفضل جرس الإنذار أو ما شابه، كان ذلك عن طريق الناس الذين يصرخون في الأسفل».
ونقلت الصحيفة عن جون هال القائد السابق في قوات مكافحة الحرائق قوله: «هذا حادث مشابه لحوادث العالم الثالث… كيف يمكن أن يحدث هذا في 2017؟ هناك شعور بالأسى والكثير من التساؤلات المهنية».
وقالت زوي التي تسكن في الطابق الرابع: «كنت نائمة وطرق شخص ما الباب وعندما فتحت الباب أخبرني جاري أن حريقاً شب في المبنى وعلي الخروج».
وقال سكان آخرون إنهم تلقوا في السابق نصائح بالبقاء في وحداتهم السكنية شققهم في حال نشوب حريق، وحتى يتم إنقاذهم.
وقالت متطوعة في أحد المراكز الأهلية التي نقل لها سكان البرج إن الكثير من الأطفال لا يزالون في عداد المفقودين، كما تحاول الأسر التي تفرقت في أكثر من مكان لم شملها.
وذكرت تقارير أن أماً كانت تحاول الهرب بأطفالها الستة من الطابق 21، اكتشفت بعد نزولها للأرض أن أربعة فقط بصحبتها ولا تعرف مصير طفليها الأخرين.
ويعتقد الكثير من السكان أن الحريق ناجم عن عطل أصاب ثلاجة في إحدى الشقق لكن السلطات قالت إن من المبكر تحديد السبب.
وقال أحد السكان إنه شاهد جيران له يقفزون من الطابق الخامس عشر للهرب من النيران، بينما عمت مشاعر الفرح والسعادة لبعض الوقت عندما أخرجت فرق الإنقاذ طفلة عمرها خمس سنوات من بين اللهب.
وشوهد سكان الطوابق العليا وهم يلوحون من النوافذ بمشاعل للفت الأنظار، وكانوا يربطون ملاءات السرائر لإقامة أحبال يهبطون بها للأسفل
وقال شهود إن الحريق اندلع من الطابق الثاني وامتد سريعا حتى الأدوار العليا في أقل من 15 دقيقة، وذلك على الرغم من تجديد المبنى العام الماضي بتكلفة 10 ملايين جنيه إسترليني. وبني البرج عام 1974.
وقالت شاهدة تدعى تامارا لشبكة (بي.بي.سي): “كان هناك أشخاص يلقون أطفالهم من النوافذ ويصرخون: أنقذوا أولادنا، وكانت فرق الإطفاء تطلب من الناس البقاء حيثما كانوا حتى يتم إنقاذهم.
وقالت حنان وهبي (39 عاما) التي كانت تعيش في الطابق التاسع مع زوجها وابنيها إنها فوجئت بالرماد ينهمر من نافذة غرفة المعيشة وحين طلت من النافذة فوجئت بالنيران تتسلق المبنى.
وتمكنت حنان وأسرتها من الفرار ولكن حينما نزلوا إلى الأسفل تذكرت أن أخاها يعيش في الطابق رقم 21 وسارعت بالاتصال به واطمأنت أنه بخير هو الآخر.
المصدر: الاتحاد