ما الذي يحدث هناك في الشمال الغربي من الكرة الأرضية؟
ما هي تلك الأجسام الطائرة التي تسقطها الولايات المتحدة؟
ومن أين أتت؟
من الداخل أم من الخارج؟
صديقة أم عدوة؟
ألعاب ترفيهيّة أم وسائل تجسّس؟
في بداية هذا الشهر عشنا بضعة أيام مع المنطاد الصيني الذي «فك من عقاله»، ووصل إلى كندا ومنها إلى الولايات المتحدة، وقضى ثلاثة أيام في رحلة جوية سياحية، حتى اتخذ الرئيس بايدن قرار إسقاطه حينما اقترب من البحر، ولم يخبرنا أحد منهم، أياً من الأجهزة المعنية بالأمر في الدولة العظمى، هل كان «المنطاد» يحمل أجهزة تجسس؟ وهل كان مرسلاً بنيّة غير حسنة، أم أنه، كما قالت الصين، وسيلة علمية مدنيّة اعتدت عليها الولايات المتحدة حينما تعاملت معها عسكرياً، وطالبت بمحاسبتها على هذا التصرّف؟!
إنهم صامتون، بعد كل تلك الضجة لم يقولوا لنا شيئاً، رغم أن العالم يستحق أن يعرف، فهو معنيّ بما يحدث في أيّ بقعة منه، وخاصة بعد حالة القلق التي أثيرت في الإعلام، وما قيل من توقّعات لاحقة، بطلتها الصين، وأدواتها «مناطيد» وأجسام تحلّق في الفضاء، مع التأكيد التام أنها محمّلة بأجهزة تجسس دقيقة ومتطوّرة، وها هم يغلقون الأجواء، ويصطادون أشياء لا يفصحون عن ماهيّتها، يقولون إنها أجسام، وليست «مناطيد»، ويتجاهلون الرأي العام في بلادهم، وهو من يتغنّون به حينما يريدون، لا يقدّمون له معلومات واضحة، وكانت آخرهم المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، إذ «فسّرت الماء بعد جهد بالماء»، وأخذت الصحفيين الجالسين أمامها إلى النهر وأرجعتهم عطشى!
تقول المتحدثة: «أعلم بأن هناك أسئلة وقلقاً في شأن موضوع إسقاط الجيش الأمريكي مجموعة من الأجسام الطائرة، ولكن ليس هناك أي مؤشر إلى وجود كائنات فضائية أو أنشطة لكائنات فضائية مع عمليات الإسقاط الأخيرة»!
وزادت الأسئلة ومعها القلق، فالمتحدّثة حلّقت وتاهت وخلطت، فذهبت بعيداً إلى الكائنات الفضائية حتى تبتعد عن «الشياطين الأرضية».
المصدر: البيان